الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الحكيم يدعو للقبول بالنتائج النهائية للانتخابات العراقية

الحكيم يدعو للقبول بالنتائج النهائية للانتخابات العراقية
26 مارس 2010 00:25
تكثفت أمس مفاوضات الساعات الأخيرة التي تسبق إعلان النتائج النهائية للانتخابات العراقية التي أكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إعلانها مساء اليوم. وشكل التيار الصدري رأس حربة، مؤكداً أن رئيس الوزراء المقبل لا يتم إلا بتوافق سياسي وإجماع. وبينما التقى رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي رؤساء الكتل الصغيرة أحرزت مقاعد محدودة في البرلمان المقبل، استقبل الحكيم ممثلين عن القائمة العراقية المرجح فوزها بفارق طفيف أمس وائتلاف دولة القانون والكتلة الصدرية، داعياً الجميع إلى ترويض النفس للقبول بنتائج الانتخابات. وتولى كرار الخفاجي ممثل التيار الصدري قيادة مفاوضات المائدة المستديرة التي اقترحها الائتلاف الوطني العراقي الذي ينتمي إليه باعتبار حصول الكتلة الصدرية على أكبر عدد من المقاعد التي فاز بها الائتلاف. وقبل عقده لقاءات مع ممثلي الكتل المتنافسة والفائزة، قال الخفاجي إن “اختيار رئيس الوزراء لا يتم إلا بتوافق سياسي وإجماع من جميع الكتل الفائزة بالانتخابات”، مضيفاً أن “للتيار الصدري مرشحاً لتولي منصب رئيس الوزراء”. وأوضح أن الحوارات الجارية بين الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة نوري المالكي “لا ترتقي إلى الاندماج أو الاتفاق وأن الحكومة المقبلة ستكون حكومة شراكة وطنية لعدم وجود أغلبية وأن الفارق بين الكتل الفائزة بسيط”. وقال “تتم تحركاتنا بتوجيهات رئيس التيار مقتدى الصدر ونحن منفتحون على جميع الكتل التي تشارك في العملية السياسية”. وذكرت مصادر من داخل القائمة العراقية لـ”الاتحاد” أن أياد علاوي بعيد عن المفاوضات المباشرة، ويمثله رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء، إضافة للدكتور سلمان الجميلي النائب السابق عن جبهة التوافق وعضو القائمة العراقية. وأشارت المصادر إلى أن الصدريين نجحوا حتى الآن في إدارة ملف المفاوضات من خلال إبقائهم كل شيء طي الكتمان للإيحاء بأن كل الخيارات متاحة. وأضافت أن ائتلاف دولة القانون اندمج بالمفاوضات، ملمحة إلى أن الأكراد حتى الآن بعيدون عن ترتيب البيت العربي العراقي ويطالبون بالتنازل عن كركوك وسهل نينوى، مضيفة أن الأكراد متمسكون أيضاً برئاسة الجمهورية. وشهدت الساحة العراقية لقاءات سياسية مكثفة، حيث التقى المالكي أمس أياد السامرائي رئيس كتلة التوافق العراقية، ورئيس مجلس النواب السابق. وبحث المسؤولان مستجدات العملية السياسية والأوضاع العامة في البلاد، والقواسم المشتركة والخيارات الوطنية والتحالفات والتحضيرات الجارية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة. وكان المالكي استقبل في وقت سابق محمود المشهداني من ائتلاف وحدة العراق والشيخ خلف العليان، كلاً على انفراد. في غضون ذلك عقد رافع العيساوي اجتماعاً مع عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بحضور عدد من قياديي الائتلاف بينهم هادي العامري زعيم منظمة بدر وأثيل النجيفي محافظ الموصل وحميد معلة القيادي في المجلس الأعلى. وبحث المجتمعون إمكانية تشكيل حكومة شراكة وطنية وإصلاح الأوضاع السياسية ومناقشة أزمة إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية. وقال العيساوي في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع إن زيارته للحكيم استكمال لعمل اللجنة الثلاثية (الترويكا) التي تشكلت من العراقية للتباحث مع الائتلاف الوطني. وأضاف أن الأجواء إيجابية وحملت تطابقاً في وجهات النظر. وأكد “إننا نقترب كل يوم خطوات أكثر ومن الممكن أن تشهد الأيام المقبلة ولادة مشروع عملي يوحد الرؤى لبناء حكومة شراكة وإصلاح الوضع السياسي والاستفادة من أخطاء المرحلة الماضية”. من جهته دعا الحكيم إلى “ترويض النفس” للقبول بنتائج الانتخابات، منتقداً في الوقت ذاته الحديث عن الديمقراطية إذا كانت “تصب في صالحنا والسكوت” عنها إذا كانت لصالح الآخرين. وأضاف “علينا ترويض أنفسنا للقبول بالنتائج التي تتسم بالشفافية سواء كانت لصالحنا أم كانت لصالح شركائنا في العملية السياسية من أبناء هذا الوطن”. وقال إن الائتلاف الوطني يدعو “جميع القوائم للجلوس على طاولة مستديرة للخروج برؤية موحدة قادرة على تشكيل حكومة تنطلق بالبلد فنحن بحاجة إلى استيعاب كل القوى”. وكان العيساوي عقد أمس الأول اجتماعاً مع قصي السهيل ممثل الهيئة السياسية للتيار الصدري وفالح الفياض القيادي في الائتلاف الوطني تمحور حول ضرورة دفع التحركات باتجاه تشكيل حكومة تعبر عن إرادة الشعب العراقي واحترام نتائج الانتخابات. وأشارت مصادر مطلعة لـ”الاتحاد” أن الصدريين كانوا طرحوا السهيل مرشحهم لرئاسة الوزراء. وذكرت المصادر أن فكرة القبول بإسقاط ترشيح المالكي بدأت تسود في ائتلافه دولة القانون، وبالبحث عن بديل رشح اسما علي الأديب وحيدر العبادي اللذين لم يجدا تأييداً. وكان المالكي اختار الأديب والنائب السابق خالد العطية والوزير السابق خضير الخزاعي ممثليه في مفاوضات تشكيل الحكومة. وأشارت إلى أن المفاوضات خلت من كل من إبراهيم الجعفري وأحمد الجلبي اللذين لم يحصلا سوى على مقعد واحد لكل منهما في عموم العراق. وفي الشأن نفسه أكد فرج الحيدري رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على أنه “لا تغيير في الموعد النهائي لإعلان نتائج الانتخابات التي جرت في 7 من الجاري. وقال في تصريح لـ”الاتحاد” إن “مفوضية الانتخابات ملتزمة بالموعد الذي تم تحديده، نافياً أن يكون هناك أي تدخل من أية جهة عربية كانت أو دولية أو أي سفارة في بغداد في عمل المفوضية. ورجح مرشح مقرب من مقتدى الصدر أن تتصدر قائمة “العراقية” القوائم الأخرى بفارق ضئيل خلال إعلان النتائج النهائية للانتخابات اليوم. وقال قصي السهيل “أعتقد أن النتائج الجزئية أعطت صورة واضحة للنتائج النهائية”، مضيفاً “أن الانتخابات جرت وفق طريقة سليمة، وعلى الجميع احترام إرادة الناخب وما جادت به صناديق الاقتراع من نتائج، وهذه هي الديمقراطية التي يجب أن يؤمنوا بها”. وأضاف “أن العراقية ستتقدم بفارق ضئيل على دولة القانون يليها ائتلافنا الوطني، ثم التحالف الكردستاني”. وتابع “ربما سنضطر إلى العمل بمبدأ التوافق لتقارب النتائج بين القوائم الفائزة، وأنا أميل إلى مرشح تسوية تتوافق عليه القوائم من خارج الأسماء المتداولة الآن في الساحة”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©