الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بوابة التوطين طريق أصحاب الهمم إلى الوظيفة

بوابة التوطين طريق أصحاب الهمم إلى الوظيفة
17 مارس 2019 03:25

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

يأتي تنظيم الإمارات للأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، بما حمله من رسالة للعالم بأن الإمارات تضع أصحاب الهمم في القمم، درساً جديداً من الإمارات لدول العالم قاطبة لتغيير الصورة النمطية السائدة عن أصحاب الهمم.. تلك الفئة التي تمثل شريحة مهمة في المجتمع الإماراتي، وأولتها الدولة، بمؤسساتها وقطاعاتها كافة، الاهتمام الكافي تعليماً وصحة وتدريباً وتأهيلاً وتوظيفاً في بيئات عمل مناسبة ومراعية لظروفهم الصحية المختلفة. يأتي ذلك بعد أن أثبت أفراد تلك الفئة كفاءة نادرة، وإبداعاً ظاهراً، وقدرة غير عادية على تحمل أجواء وظروف العمل المختلفة.
نوافذ عدة شرعتها الإمارات لتأهيل وتوظيف أصحاب الهمم، تأتي في مقدمتها «بوابة التوطين» التي تقوم عليها وزارة الموارد البشرية والتوطين، والمعنية بتوفير فرص العمل المتوافقة مع ظروفهم الصحية. كما اعتمدت الدولة استراتيجية التوطين التي تهتم بتوظيف أصحاب الهمم، جنباً إلى جنب مع نظرائهم المواطنين الأصحاء، فضلاً عن التعاون القائم بين وزارتي الموارد البشرية والتوطين وتنمية المجتمع والذي وضع ترتيبات لتيسير تشغيل أصحاب الهمم في بيئات العمل المختلفة على نحو يمكنهم من ممارسة حقهم في العمل. كما أطلقت الدولة العديد من المبادرات الخاصة بتشغيل أصحاب الهمم، ومنها المنصة الوطنية لأصحاب الهمم المعنية بإبراز قدراتهم ومهاراتهم، وتشجيع المؤسسات كافة «اتحادية، ومحلية، وخاصة» على توفير فرص العمل المناسبة لهم. بل إن الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 وضعت توفير الدخل المناسب والحياة الكريمة لأصحاب الهمم وأسرهم على رأس أولياتها.
جهود الدولة لم تقف عند كل تلك المبادرات، بل دعمتها بتشريعات ضامنة وملزمة لتشغيلهم في الوظائف العامة، حسبما نص القانون الاتحادي 29 لسنة 2006 الذي لم يمنحهم الحق في العمل فحسب، بل وألزم أيضاً جهات التوظيف بتوفير بيئات العمل المناسبة، ونص على أن الاحتياجات الخاصة لا تشكل عائقاً أمام شغل الوظائف العامة.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى وجود 324 موظفاً من أصحاب الهمم، يعملون بالمؤسسات والدوائر الحكومية. كما نجحت مبادرة «نعم للعمل» في تشغيل 264 مواطناً ومواطنة في 64 متجراً مختاراً في أبوظبي والعين ودبي والشارقة وعجمان. كما سجل بـ«المنصة الوطنية لأصحاب الهمم» 321 باحثاً وباحثة عن العمل من أصحاب الهمم.
إلى جانب اشتغال أصحاب الهمم في القطاع الحكومي، تؤكد وزارة الموارد البشرية والتوطين حرصها على تعزيز مشاركة المواطنين من أصحاب الهمم في القطاع الخاص، وتمكينهم في الوظائف التي تتوافق وقدراتهم ومؤهلاتهم، وذلك عبر العديد من المبادرات، وتطوير الشراكة مع الجهات الحكومية ذات الصلة والقطاع الخاص الذي يعتبر القطاع الأمثل لتوظيف المواطنين.
وتوضح فريدة آل علي وكيل الوزارة المساعد لشؤون توظيف الموارد البشرية الوطنية، أن استراتيجية التوطين التي تنتهجها الوزارة تستهدف دعم أصحاب الهمم ودمجهم في سوق العمل أسوة بنظرائهم الباحثين عن العمل من الأصحاء، وذلك من خلال التسجيل في بوابة التوطين للحصول على الشواغر الوظيفية المتوافرة والمتوافقة مع ظروفهم، وكذلك التنسيق مع أصحاب العمل لتوفير الشواغر الجاذبة والمستقرة والمناسبة لهم وتدريبهم ميدانياً ليتمكنوا من الدخول في سوق العمل في القطاع الخاص، ومنحهم الأولوية في التسجيل وحضور أيام التوظيف التي تنظمها الوزارة مع شركائها، بما يوفر الدخل المناسب لأصحاب الهمم وتوفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، وذلك في إطار تحقيق الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021.
وتشير إلى أن الوزارة تعتمد تعيين المواطنين من أصحاب الهمم معياراً رئيسياً في تصنيف المنشآت في نادي شركاء التوطين، وذلك تحفيزاً للقطاع الخاص لتوظيف أصحاب الهمم.

ترتيبات تيسير العمل
وتقول فريدة آل علي: «إن وزارتي الموارد البشرية والتوطين وتنمية المجتمع تعاونتا في وضع أنظمة تحدد طبيعة الترتيبات التيسيرية المعقولة التي يحتاج إليها أصحاب الهمم في بيئة العمل، ودعم حقوقهم في مجال العمل من خلال تمكينهم من الوصول إلى الفرص المتاحة في سوق العمل على النحو الذي يكفل ممارسة حقوقهم في العمل على قدم المساواة مع الآخرين، وتوفير الدعم اللازم لهم للبحث عن فرص عمل متساوية في مختلف القطاعات، إلى جانب بيان الالتزامات التي تقع على الجهات المعنية لإعمال حقوقهم وفقاً لما تنص عليه التشريعات المعمول بها في الدولة».
وتضيف: إن الوزارتين تباشران تنفيذ الاتفاقية المبرمة والتي استهدفت توفير 50 وظيفة لأصحاب الهمم في مراكز الخدمة «تسهيل» التي يديرها القطاع الخاص بكوادر وطنية، وتحت إشراف وزارة الموارد البشرية والتوطين، فضلاً عن إعفاء أصحاب الهمم من رسوم الخدمات التي تقدمها مراكز «تسهيل» وتطوير برامج التأهيل المهني المقدمة لأصحاب الهمم، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل، وتطبيق مفهوم «التشغيل المدعوم» والتدريب في موقع العمل، إلى جانب توفير خدمة توصيل معاملات المراكز لحاملي بطاقة «مسرّة» من كبار السن في أماكن عملهم وسكنهم.
وتشير إلى أنه يتم التنسيق مع وزارة تنمية المجتمع من خلال الربط الإلكتروني لتسجيل أصحاب الهمم في بوابة التوطين التي تضم نحو 56 مواطناً ومواطنة، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على تعزيز فرص توظيف أصحاب الهمم من خريجي البرامج التدريبية التأهيلية التي تنظمها وزارة الداخلية، وذلك تجسيداً لمبدأ الشراكة وتكامل الأدوار بين الوزارتين.

المنصة الوطنية
وتأكيداً لجهود حكومة دولة الإمارات، تقول وفاء حمد بن سليمان مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بوزارة تنمية المجتمع: «يعتبر توظيف أصحاب الهمم، من أبرز مبادرات تمكين هذه الفئة، وذلك من خلال تحفيزهم على التسجيل في المنصة الوطنية لتوظيف أصحاب الهمم والتي تُعنى بإبراز قدراتهم ومهاراتهم المهنية والعملية، بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات الاتحادية والمحلية والخاصة بعرض الفرص الوظيفية المتوفرة لديهم»، مشيرة إلى أنه قد سجّل في المنصة حتى الآن 321 باحثاً وباحثة عن عمل، من أصحاب الهمم لديهم إعاقات مختلفة، حيث يقوم المختصون في قسم التأهيل المهني والتشغيل في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم بمراجعة الطلبات المقدمة والتحقق من استيفائها للشروط، كما بلغ عدد الجهات التي سجلت في المنصة الراغبة في توظيف أصحاب الهمم، 25 جهة حكومية وخاصة.
وتؤكد أن ذلك يأتي انطلاقاً من السياسة الوطنية لتمكين أصحاب الهمم، وقرار مجلس الوزراء رقم «43» لسنة 2018 في شأن دعم عمل أصحاب الهمم، الذي يهدف إلى دعم حقوق أصحاب الهمم في مجال العمل من خلال تمكينهم من الوصول إلى الفرص المتاحة في سوق العمل على النحو الذي يكفل ممارسة حقوقهم في العمل على قدم المساواة مع الآخرين، وتوفير الدعم اللازم لهم للبحث عن فرص عمل متساوية في مختلف القطاعات، ودعم الراغبين منهم في تأسيس عمل خاص ممن هم على رأس عملهم، إلى جانب بيان الالتزامات التي تقع على الجهات المعنية لإعمال حقوقهم، وفقاً لما تنص عليه التشريعات المعمول بها في الدولة، حيث يلزم القرار الجهات المعنية بحماية أصحاب الهمم في كفالة حق العمل لهم على قدم المساواة مع الآخرين، وضمان حصولهم على فرص عمل متكافئة على الوجه الذي يحقق تمتعهم بأعلى قدر من العدالة والإنصاف.
وتساهم منصة التوظيف في حصر عدد أصحاب الهمم الراغبين في العمل، والجهات الراغبة بتوظيفهم، بالإضافة إلى المهن والوظائف الشاغرة التي تتناسب مع قدراتهم وميولهم، وتقديم الدعم لأصحاب الهمم والمؤسسات في المرحلة الأولية من العمل، وتهيئة بيئات العمل المناسبة لهم والتي تساعد في تكيّفهم واستقرارهم المهني، معززين بذلك مفهوم الدمج الشامل لهذه الفئة، من أجل ضمان حياة كريمة لهم وتحقيقاً للمساواة وتكافؤ الفرص.
وتسهيلاً على أصحاب الهمم في استخدام المنصة، تؤكد أنه ليس عليهم إلا تعبئة البيانات الأساسية عنهم والأعمال التي يستطيعون مزاولتها وخبراتهم العملية، إن وجدت، وكذلك الأمر بالنسبة للجهات الراغبة بالتشغيل، وذلك عبر موقع المنصة المخصص ضمن موقع الوزارة الإلكتروني، حيث يقوم اختصاصيو التشغيل بالوزارة بدراسة هذه الإمكانات ومقارنتها مع المهن المتوفرة في سوق العمل، من أجل المزاوجة المهنية بينها. وتعتبر المزاوجة المهنية أسلوباً عالمياً متبعاً في تأهيل وتشغيل أصحاب الهمم، للبحث عن قدراتهم ومهاراتهم من جهة، وعن المهارات والمتطلبات التي يحتاجونها للقيام بوظائف ومهن محددة، وبالتالي تحويل أصحاب الهمم المناسبين إلى المهن والأعمال والوظائف التي تناسب قدراتهم الجسدية والذهنية وميولهم المهنية.

بيئة عمل مؤهلة
وتشير مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، إلى أن «كود الإمارات للبيئة المؤهلة» الذي اعتمده مجلس الوزراء، مطلع العام 2019، يدعم جهود الوزارة في تأكيد حق عمل أصحاب الهمم وتمكينهم مهنياً ومجتمعياً، ويهدف لتحويل جميع مباني ومرافق الدولة لأماكن ومدن صديقة لمختلف فئات المجتمع، لاسيما أصحاب الهمم، بما يضمن توفير بيئة مكتملة الخدمات والتسهيلات، سعياً لتمكين وتحفيز الطاقات الإبداعية، باعتبار أصحاب الهمم -كمن سواهم- أفراداً فاعلين في مسيرة التنمية المستدامة، وكونهم من الطاقات الفاعلة والفئات المؤثرة بقوة في الناتج المحلي لأي دولة.

خدمات للتوظيف
وتنتهج الدولة أساليب من شأنها تأهيل أصحاب الهمم لفرص العمل، حيث يوجد العديد من المرافق التي تعمل على تمكين أصحاب الهمم وتأهيلهم لسوق العمل، حيث يقدم موقع وزارة تنمية المجتمع خدمة للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والشركات الخاصة التي ترغب في توظيف أصحاب الهمم، وتطلب من هذه الجهات تقديم المواصفات والمتطلبات المهنية المطلوبة في بيئة العمل للبحث عن أشخاص مناسبين لهم، ويمكن للجهات التي ترغب في توظيف أصحاب الهمم التواصل مع الوزارة من خلال خدمة تعيين أصحاب الهمم.
كما تقدم وزارة تنمية المجتمع أيضاً خدمة للباحثين عن العمل من أصحاب الهمم، بحيث تطلب منهم إبراز مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم التي يتمتعون بها لتوفير فرص عمل تناسب قدراتهم وإمكاناتهم.

«زايد العليا» نموذج ناجح
وتعد مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة نموذجاً ناجحاً في تنفيذ المبادرات والبرامج المعنية بتمكين أصحاب الهمم، ويؤكد عبدالله عبدالعالي الحميدان الأمين العام للمؤسسة، إنه وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الإدارة، تعمل المؤسسة على إطلاق وتنفيذ العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تقديم أرقى الخدمات النوعيّة والمتميّزة، وتطوير سبل الرعاية والتأهيل لفئات أصحاب الهمم المنتسبين للمؤسسة وفق أفضل الممارسات العالمية، لتمكينهم ودمجهم ببقية فئات المجتمع على مختلف الصعد الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والثقافية.
ويشير إلى أن المؤسسة توفر برامج تأهيل مهني تناسب مختلف الإعاقات ومستويات الشدة، وتطويرها بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل، وإطلاق برامج الشهادات المهنية لهم بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة، علاوة على خدمة التوظيف لصالح أصحاب الهمم من خلال وحدة التوظيف والتهيئة البيئية التي تعمل لتوفير الفرص الوظيفية المناسبة لأصحاب الهمم في كافة مناطق إمارة أبوظبي حسب إمكانياتهم وقدراتهم، والتأكد من جاهزية مباني جهات العمل عن طريق أشخاص مختصين مع الإشراف الدائم والمستمر عن طريق الزيارات الميدانية لوحدة التوظيف للموظفين من أصحاب الهمم في جهات عملهم.
ولفت إلى أنه تم الربط الإلكتروني بين المؤسسة وهيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي، والذي أدى إلى توفر إحصائيات دقيقة لأعداد المسجلين في البوابة والموظفين من أصحاب الهمم على مستوى الإمارة، وساهم في زيادة نسبة التوظيف لهذه الفئة، وتوفير قاعدة بيانات دقيقة للمتقدمين، ونتج عنه كذلك توظيف عدد 15 متقدماً من أصحاب الهمم في شركات «أدنوك».
وقدر الحميدان إجمالي أعداد العاملين من أصحاب الهمم بالمؤسسات والدوائر الحكومية بأكثر من 324 موظفاً من أصحاب الهمم، لافتاً إلى أن المؤسسة تستقبل طلبات التوظيف من أصحاب الهمم لكل من يتراوح عمره من 18 إلى 60 عاماً.
ويأتي في مقدمة مشروعات المؤسسة مشروع «الصوبات الزراعية» الخاصة بتدريب الطلاب من منتسبي المؤسسة على الأعمال الزراعية وتأهيلهم لسوق العمل. وتشمل المرحلة الثانية للمشروع والممتدة حتى مطلع يونيو المقبل إنشاء مصنع مصغر كورشة لتغليف وتعبئة الخضراوات، فيما ستشهد المرحلة الثالثة خلال الفترة من مطلع يناير 2020 حتى منتصف يوليو من العام نفسه بناء خمس منشآت أخرى من البيوت المحمية (المعروفة كذلك باسم الدفيئة أو الصوبات الزراعية).
ويوفر المشروع ما يزيد على 25 فرصة عمل لفئات أصحاب الهمم منتسبي مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة بالمزرعة في المرحلة الأولى، ويسهم في تأهيل متدربين لإلحاقهم بسوق العمل لمن لم تتوافر لهم فرص عمل مناسبة لمهاراتهم من أصحاب الهمم.

استوديو التصميم
كما أطلقت مؤسسة زايد العليا مشروع تطوير ورش الخياطة بالمؤسّسة إلى استوديو التصميم ليكون خط إنتاج دائماً بدعم ورعاية من مجموعة شركات المسعود ممثلة في شركة المسعود برستيج للخياطة لتحقيق هدفها الرئيسي بتمكين ودمج منتسبيها في المجتمع، والذي يعمل على إنتاج 10 آلاف حقيبة تم تسليمها وتوزيعها على المشاركين في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية «أبوظبي 2019». كما وقعت المؤسسة مذكرة تفاهم مع شركة ساعد للأنظمة المرورية بشأن قيام المؤسسة بتأمين احتياجات الشركة سنوياً من الزي لصالح موظفي «ساعد».

وظائف في الفهيم
وبدعم ورعاية المؤسسة، أبرمت «مجموعة الفهيم» عقود عمل لتوظيف ستة من أصحاب الهمم ذوي الإعاقات الذهنية منتسبي المؤسسّة بورش التأهيل المهني، بمركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل التابع لها في الورش التابعة لوكالات الفهيم في الوظائف والأعمال التي تتناسب مع هذه المؤهلات واحتياجات العمل بها.

مبادرة نعم للعمل
وتم للمرة الأولى خلال الدورة الـ13 من برنامج مبادرة نعم للعمل، دمج نخبة من أصحاب الهمم منتسبي مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة ليعملوا ضمن 264 مواطناً ومواطنة في 64 متجراً مختاراً في أبوظبي والعين ودبي والشارقة وعجمان، وذلك بالتنسيق والتعاون بين المؤسسة ومركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني.
استراتيجية أصحاب الهمم
من جهته، كشف معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع- أبوظبي بأنه يجري الآن دراسة لإعداد استراتيجية شاملة لأصحاب الهمم، تشمل خمسة محاور، هي الصحة والرفاهية، والتعليم، والعمل والتوظيف، والحماية المجتمعية، وتمكين الأسرة، ومحور الحياة العامة والثقافية والرياضة. ويقول معاليه: «نعمل على تفعيل الاستفادة من قدراتهم والعمل مع الجهات الأخرى لإيجاد البيئة الملائمة لأصحاب الهمم التي تساعد على استقطابهم في سوق العمل سواء القطاعين الحكومي أو الخاص»، مؤكداً أن أصحاب الهمم شريك رئيس في تحقيق وإنجاح الاستراتيجية الشاملة لهم في إمارة أبوظبي، مشيراً إلى أن الدائرة تولي أصحاب الهمم أولوية خاصة ضمن أجندتها، وتعمل تحت مظلة واحدة مع الشركاء المعنيين على توفير الخدمات ذات الجودة العالية التي تعزز من قدراتهم وتضمن لهم حياة متكاملة. ويلفت رئيس دائرة تنمية المجتمع إلى أهمية استكمال متطلبات مشروع الاستراتيجية الشاملة لأصحاب الهمم، والوقوف على التحديات التي تواجه الشركاء، وفهم أسبابها والعمل على تجاوزها، بما يضمن سير المشروع بالشكل الأمثل.
كما وجه معاليه بأهمية العمل مع المعنيين في القطاع الخاص، ومقدمي الخدمات الصحية، ورجال الأعمال المالكين لمراكز خاصة لأصحاب الهمم.

طاقات إبداعية وقدرات ملهمة
ومن بين أصحاب الهمم الذين كان لهم دور بارز في مجالات عدة، رياضية، وعلمية، ووظيفية، جاسم الشامسي الذي يعمل رئيساً لقسم المتعاملين في جمارك دبي، والذي أصيب بفيروس بعد تخرجه أدى إلى فقده القدرة على المشي، والذي بدأ مسيرته المهنية 2000 في وظيفة كاتب عمليات المطالبة والتحصيل، ونجح بالتعاون مع زملائه في إنشاء أول قسم متخصص في المطالبة والتحصيل. يقول جاسم إن ظروفه المرضية جعلته يتحدى نفسه فأصبح أكثر إصراراً على النجاح في العمل وتطوير مهاراته. فعمل على تعلم اللغات ذات الصلة بعمله، إلى أن تمكن من إتقان الإنجليزية والأوردو للتواصل مع المتعاملين، لافتاً أن النجاح بالعمل الوظيفي يستوجب التدريب والتطوير المهني المتواصل. ويختتم حديثه بأن ظروف مرضه لم تقف أمام طموحاته التي حقق منها الكثير بعد أن تزوج في عام 2002، وأنجب ابناً متفوقاً دراسياً.

صاحبة رخصة تجارية
وتعد هدى الكعبي (28 عاماً) أول مواطنة تحصل على رخصة «تاجرة» في أبوظبي بعد أن نجحت في إنتاج تصميمات بالألوان التي تصممها عن طريق جهاز مخصص لذلك، يعمل عن طريق توجيه الرسم بالعين وجهاز تحكم باليد، حيث تغلبت على الشلل الرباعي الذي تعاني منه منذ ولادتها.
وتروي هدى بفخر كيف أنها تستخدم الجهاز في وضع الألوان التي تفضلها على لوحات بأحجام مختلفة، كما تقوم بتصميم لوحات بأحجام مختلفة، فضلاً عن أغطية الهواتف.
وعن قدراتها الذهنية، يقول فوزي عاشور مدرس تربية رياضية للمعاقين في مركز العين للرعاية والتأهيل: إن هدى مصابة بالشلل الدماغي وتصنف إعاقتها «شديدة» وتمارس رياضة «الجوتشيا»، وهي أحب رياضة لها، والطالبة هدى تطور مستواها الذهني والفكري خلال الفترة الماضية.

12 ألف مواطن ومواطنة
يشير تقرير لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل والسكان والموارد البشرية بالمجلس الوطني الاتحادي إلى أن عدد أصحاب الهمم في الدولة بنهاية عام 2018 قد بلغ 19 ألفاً و151 حالة، منهم 12 ألف مواطن ومواطنة، من بينهم 6227 إعاقة ذهنية بنسبة 32%، و5510 حالات إعاقات جسدية بنسبة 28.7%، و2063 إعاقة سمعية بنسبة 10.7%، و2335 حالة توحد بنسبة 12%، و784 إعاقة بصرية بنسبة 4%، و2232 حالة تعاني إعاقات متعددة بنسبة 11.65%.
ويبين التقرير أن عدد حالات الإعاقة في إمارة أبوظبي 6832 حالة، وفي دبي 4107 حالات، وفي الشارقة 3867 حالة، فيما بلغ عدد الحالات في إمارة عجمان 1296 حالة، و332 حالة في أم القيوين و1581 حالة في رأس الخيمة، وفي الفجيرة 1136 حالة.

خدمات للتوظيف
تنتهج الدولة أساليب من شأنها تأهيل أصحاب الهمم لفرص العمل، حيث يوجد العديد من المرافق التي تعمل على تمكين أصحاب الهمم وتأهيلهم لسوق العمل، حيث يقدم موقع وزارة تنمية المجتمع خدمة للجهات الحكومية الاتحادية والمحلية والشركات الخاصة التي ترغب في توظيف أصحاب الهمم، وتطلب من هذه الجهات تقديم المواصفات والمتطلبات المهنية المطلوبة في بيئة العمل للبحث عن أشخاص مناسبين لهم، ويمكن للجهات التي ترغب في توظيف أصحاب الهمم التواصل مع الوزارة من خلال خدمة تعيين أصحاب الهمم.
كما تقدم وزارة تنمية المجتمع أيضاً خدمة للباحثين عن العمل من أصحاب الهمم، بحيث تطلب منهم إبراز مهاراتهم وقدراتهم وخبراتهم التي يتمتعون بها لتوفير فرص عمل تناسب قدراتهم وإمكاناتهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©