عدد اليوم
دينا محمود (لندن)
أكدت مصادر إعلامية أميركية أن الخطر الذي تشكله ميليشيا «حزب الله» على لبنان وشعبه، يفوق ذاك الذي يهدد هذا البلد، حال تفشي فيروس كورونا المستجد بشكل وبائي في أراضيه، كما يحدث في الكثير من دول العالم حاليا.
وحمّلت المصادر هذه الميليشيا، المُصنفة إرهابية في العديد من البُلدان العربية والغربية، مسؤولية إعلان الحكومة اللبنانية في وقت سابق من هذا الشهر، عجز البلاد عن سداد ديونها، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، منذ الاستقلال مطلع أربعينيات القرن الماضي.
وأشارت إلى أنه لولا وجود لـ«حزب الله»، الذي تأسس قبل أربعة عقود تقريباً، لم يكن لبنان «سيصبح في الوضع الاقتصادي المروع، الذي بات عليه اليوم، من تضخم هائل ومديونية مرتفعة وتآكل لقيمة العملة المحلية وتراجع في احتياطيات النقد الأجنبي، بجانب افتقار المستشفيات للأموال والمعدات الطبية، علاوة على عدم انتظام خدمات حيوية مثل المياه النقية والتيار الكهربائي».
وفي تقرير لصحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية، أشارت المصادر إلى أنه في الوقت الذي يقبع فيه نحو 40% من اللبنانيين تحت خط الفقر، لا تزال خزائن «حزب الله» متخمة بالأموال رغم تقلص الدعم الخارجي الذي يحصل عليه، وذلك بفعل «العلاقات الموثقة والشراكات واسعة النطاق، التي تربط هذه الميليشيا الإرهابية بعصابات المخدرات الكبيرة في أميركا الجنوبية، وغير ذلك من التنظيمات الإجرامية الدولية». وشدد التقرير على أن مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تضرب لبنان في الوقت الحاضر ليس بالأمر العسير، ولكن ذلك قد يتطلب التعامل بصرامة مع المؤسسات المالية المحلية التي تساعد «حزب الله» على إدارة الأموال التي يحصل عليها، من مصادر غير قانونية، داعياً في هذا الصدد إلى «فرض عقوبات على المصارف اللبنانية المتورطة في تلك الأنشطة أو إغلاق أبوابها تماماً، من أجل مواجهة الفساد المستشري بسبب ممارسات» الحزب.
بجانب ذلك، أكدت «واشنطن تايمز» ضرورة أن «يفرض الجيش اللبناني سيادة الدولة، عبر نزع سلاح «حزب الله»، والإصرار على ضرورة تحوله إلى قوة سياسية تتنافس مع القوى الأخرى، بدلاً من أن تبقى ميليشيا تُعرّض الأحزاب السياسية اللبنانية للخطر».
وأعربت الصحيفة الأميركية عن أسفها لأن احتمالات حدوث تحول مثل هذا على أرض الواقع «لا تزال بعيدة»، قائلة إن «فيروس (حزب الله) أدى إلى إضعاف لبنان، بقدر جعله لا يقوى على مداواة نفسه، وسط تقاعس معتاد من المجتمع الدولي، عن القيام بأي جهد مفيد» من شأنه مد يد العون لهذا البلد.
واستعرض تقرير الصحيفة أمثلة على «الأعمال الدموية» التي تورطت فيها ميليشيا «حزب الله» منذ تأسيسها، وعلى رأسها الوقوف وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري عام 2005.
وقال إن تلك الميليشيا «استخدمت 2200 طن من مادة تي إن تي المتفجرة، لارتكاب الجريمة التي أدت كذلك لمقتل 21 شخصا آخرين» مشيرا إلى أن ضلوع «حزب الله» في اغتيال الحريري «أكدته محكمة خاصة شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق في هذا الملف».
