السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

نائب أميركي: ضرورة التصدي لغش قطر لـ"السماوات المفتوحة"

نائب أميركي: ضرورة التصدي لغش قطر لـ"السماوات المفتوحة"
16 مارس 2019 00:36

دينا محمود، شادي صلاح الدين (لندن)

في مؤشر على تصاعد الاستياء في أوساط صناعة الطيران في الولايات المتحدة جراء مواصلة النظام القطري التحايل على تعهداته بوقف انتهاك قواعد المنافسة العادلة في أجواء هذا البلد، واصل النواب الأميركيون ممارسة الضغوط على الرئيس دونالد ترامب لإجبار النظام القطري على احترام اتفاقية السماوات المفتوحة التي وقع عليها، ووقف دعمه غير الشرعي لشركة الخطوط الجوية القطرية، فيما قررت شركات طيران أميركية كبرى توحيد صفوفها، لمواجهة الانتهاكات القطرية المستمرة، التي تتواصل تحت ستار شركة إيطالية، تمتلك الدوحة حصة كبيرة من أسهمها.
وقال النائب الجمهوري من ولاية فلوريدا، مات جايتس، والمقرب من الرئيس الأميركي إن النظام القطري يغش الاتفاقية ويضر شركات الطيران الأميركية ومن يعملون بها، موضحاً في رسالة وجهها للرئيس الأميركي، حصلت «واشنطن تايمز» على نسخة منها، أن قطر تنتهك «بشكل صارخ» اتفاقية السماوات المفتوحة التي تهدف إلى ضمان المنافسة العادلة.
يذكر أن هناك مبادئ أساسية في اتفاقيات الأجواء المفتوحة الـ 126 التي أبرمتها الولايات المتحدة مع البلدان التي توجد بها شركات نقل مملوكة للدولة، وهي أن الرحلات يجب أن تعكس الطلب الفعلي في السوق، وهذا يضمن أن شركات النقل المملوكة للدولة لا تنشئ رحلات جوية دولية تعمل بخسارة بغرض دفع شركات الطيران الأخرى إلى تكبد الخسائر، وهو ما يضمن وجود مجال متكافئ بين شركات الطيران ذات الملكية الخاصة والمملوكة للدولة.
وقال النائب إنه بعد فترة وجيزة من التوصل إلى الاتفاق العام الماضي، اشترت الخطوط الجوية القطرية شركة طيران إيطاليا «إير إيطاليا» بقيمة 100 مليون يورو من أموال حصلت عليها من الحكومة القطرية، وأعلنت أن «طيران إيطاليا» الجديدة ستطير إلى خمس مدن في الولايات المتحدة في ديسمبر، ما أثار مخاوف أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الرئيسين الجمهوري والديمقراطي، حول الخطورة التي يمثلها ذلك على شركات الطيران الأميركية ومصالحها.
وكتب المشرع مات جايتس في رسالته «لا يؤدي الغش في قطر فقط إلى تقويض المنافسة وتهديد العمال الأميركيين - فهناك أكثر من 1500 فرصة عمل أميركية تُفقد في كل رحلة تنطلق إلى الأراضي الأميركية بواسطة شركة الطيران القطرية المدعومة من قطر- بل إنها تهدد بشكل مباشر ومتعمد سياساتنا، أميركا تأتي أولاً».
وقال إن اتفاقية السماوات المفتوحة كان من المفترض أن توقف توسع الخطوط الجوية القطرية في الولايات المتحدة إلى أن تتوقف الإعانات الحكومية بالكامل.
وكتب النائب جايتز إلى الرئيس قائلاً «إن شركة إير إيطاليا ليست أكثر من شركة طيران وكيل لقطر للالتفاف على الصفقة التي وقعتها بعد أن تعهدت بوقف هذا الغش التجاري».
وأوضحت صحيفة «واشنطن تايمز» أن المشرع حث الرئيس ترامب على «مواصلة الوقوف أمام قطر، والمطالبة بإنفاذ الصفقة التي ينتهكونها أو يتعين علينا الانسحاب من الاتفاقية تماماً».
وفي يناير الماضي، توصلت الولايات المتحدة إلى «تفاهم» مع قطر بشأن تنفيذ اتفاقية الأجواء المفتوحة التي تهدف إلى منع الانتهاكات في السوق الأميركية.
وخلال الأسابيع الماضية، دخل أعضاء بارزون في الكونجرس الأميركي على خط الأزمة عبر مطالبتهم لإدارة الرئيس ترامب بالتدخل لإجبار السلطات القطرية على الانصياع والوفاء بتعهداتها. ومن بين هؤلاء المُشرّعين، 11 من الأعضاء المرموقين في مجلس الشيوخ، مثل السناتور تيد كروز الذي وجه وزملاؤه رسالة لوزيرة النقل الأميركية إلين تشاو، أعربوا فيها عن مخاوفهم إزاء التوسعات المزمعة من جانب «آير إيطاليا».
وشدد أعضاء الكونجرس في رسالتهم على أن «دخول (آير إيطاليا) هذا السوق المكتظ يبدو متوافقاً مع النمط الذي تتبعه (الخطوط الجوية القطرية) في إضافة قدرات مدعومة (من الحكومة) إلى الأسواق التي يحظى فيها الطلب (على السفر) بخدمة جيدة بالفعل».
وشكك الأعضاء في الدوافع الحقيقية التي تقف وراء إصرار الدوحة على تسيير رحلات لمدن أميركية ليست بحاجة حقيقية لتوجيه مزيد من الرحلات الجوية إليها، في ضوء أن نيويورك وميامي على سبيل المثال تخدمهما خمس شركات طيران أخرى، وهو ما يجعل فتح خطوط ملاحية مؤدية إليهما «أمراً مثيراً للتساؤلات من الوجهة التجارية».
وفي السياق نفسه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «يونايتد آيرلاينز» أوسكار مونوز، أن موقف شركته الرافض للأنشطة المشبوهة - التي تنخرط فيها شركة «آير إيطاليا» الإيطالية نيابةً عن الناقل الجوي للدوحة - لا يقتصر عليها وحدها وإنما يشاركها فيه أيضاً عدد من كبريات الشركات الأميركية الأخرى العاملة في مجال الطيران، وعلى رأسها «دلتا آيرلاينز» و«أميركان آيرلاينز».
ووصف مونوز «آير إيتالي» بأنها «النسخة الإيطالية من شركة الخطوط الجوية القطرية»، في ضوء أن الشركة الأخيرة تستحوذ منذ عام 2017 على 49% من أسهم شركة الطيران الأوروبية هذه الموشكة على الإفلاس. وشدد على أن الشركات الأميركية الكبرى كافة «تعارض بقوة وجنباً إلى جنب» محاولات «آير إيطاليا» لتوسيع أنشطتها في الولايات المتحدة، قائلاً إن «يونايتد آيرلاينز» و«دلتا آيرلاينز» و«أميركان آيرلاينز» تشكل في هذا الصدد «تحالفاً متماسكاً بقوة» للتصدي لما تحاول «القطرية» القيام به من وراء «ستار إيطالي».
وفي تصريحات نقلها موقع «باركر سيتي نيوز» الأميركي الإخباري، وصف الرئيس التنفيذي لـ «يونايتد آيرلاينز» مساعي «آير إيطاليا» لزيادة رحلاتها الجوية إلى مقاصد في الولايات المتحدة، بأنه «تصرف ينطوي على ازدراء وتحد للإدارة الأميركية، فيما يتعلق بالاتفاقات التي تم التوصل إليها على هذا الصعيد».
ويشير مونوز في هذا السياق إلى تسوية تم التوصل إليها في يناير من العام الماضي بين الجانبين الأميركي والقطري، بهدف تبديد مخاوف شركات الطيران الأميركية من محاولات «القطرية» للحصول على حصة غير عادلة من السوق في الولايات المتحدة، وزيادة عدد الرحلات المباشرة التي تُسيّرها لمطارات هذا البلد، والإبقاء في الوقت ذاته على الدعم الحكومي الهائل الذي تحصل عليه من نظام تميم.
واعتبر الموقع أن استخدام الخطوط الجوية القطرية لـ «آير إيطاليا» ستاراً لمحاولاتها التنصل من تعهداتها، يضع الشركة الإيطالية في خضم «نزاع حاد يتعلق بشكاوى كبريات شركات الطائرات الأميركية من الدعم الحكومي الذي تحصل عليه الشركة القطرية المملوكة للنظام الحاكم» في الدوحة.
واستعرض التقرير خطط التوسع التي تنفذها «آير إيطاليا» في هذه الآونة لمصلحة الناقل الجوي للدويلة المعزولة في الأجواء الأميركية، ومن بينها اعتزامها أن تُسيّر خلال شهور رحلات إلى مدينتيْ لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو انطلاقاً من مدينة ميلانو الإيطالية، وذلك بُعيد إطلاق الشركة مساريْن ملاحييْن من المدينة الإيطالية نفسها إلى نيويورك وميامي خلال صيف 2018.
بجانب ذلك تقدم الشركة - بإيعاز من المسؤولين القطريين - عروضاً مخفضة على رحلاتها إلى الولايات المتحدة من مقاصد بعيدة مثل الهند، وهو ما تضمن تسيير رحلات من نيودلهي إلى نيويورك ذهاباً وعودة بما لا يتجاوز 900 دولار فقط للراكب، خلال الشهور الأولى من العام الجاري.
ويشكل كل ذلك انتهاكاً آخر للتسوية التي تم التوصل إليها بين الدوحة وإدارة الرئيس دونالد ترامب منذ نحو 14 شهراً، والتي تفرض على الشركة القطرية عدم تسيير رحلات طيران تقصد الولايات المتحدة من مطارات دول أخرى، بخلاف مطارات قطر نفسها، وهو ما يحاول «نظام الحمدين» التحايل عليه عبر «أداته الإيطالية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©