الخميس 11 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد الفلاسي: أمضي نصف وقتي مع الخيال

أحمد الفلاسي: أمضي نصف وقتي مع الخيال
18 مارس 2020 00:02

غالية خوجة (دبي)

أتمنى أن أكون أحد المبدعين الإماراتيين المميزين في المستقبل، خصوصاً ونحن نتجه إلى الخمسين عاماً القادمة، بهذه الكلمات بدأ الفنان التشكيلي أحمد الفلاسي حديثه مع «الاتحاد»، وتابع: أجرب في كل شيء، في الحياة والفن والتقنية. رسمت بالفرشاة الهوائية والمائي والزيتي و«الأنيميشن». رسمت على القماش والورق والألبسة والسيارات والجدران، وأمضي نصف وقتي مع الخيال. منذ طفولتي وأنا خيالي، أرسم وأكتب قصصاً للأطفال واليافعين والكبار.

البحر قماشتي
وقال: ابتدأت من البحر، ورسمته في أول أعمالي، لأن لجماليات البحر الإماراتي سحراً خاصاً، وتأثيراً عميقاً، أشعر بأنني بين بحرين؛ بحر دبي وبحر اللوحة، وأن البحر صديقي الموجود في كل وقت، وأشعر أنه ليس حزيناً، بل هو منفتح، وأتخيل موجه قماشة وأنا موجة من موجاته أذهب عميقاً وأعود عميقاً، أراه حكمة أعبّر عنها في لحظة معينة، وأنظر إلى جوانب هذه اللحظة واتجاهاتها التي تختزل الدنيا وما فيها، من حياة برية وبيئية وموروثة، وأشاهد كيف تتحدث بإيجابية وتصبح لوحة فانتازية، أو انطباعية، أو انطباعية تأثيرية، أو خيالية تجريدية.
واسترسل: أمشي في محمية الفلامنغو بدبي، وأخطف تضاريس اللون والساحل والغروب، وما يترسب من هذه اللوحة الواقعية في أعماقي، لتكون فيما بعد دلالات عميقة في الأبعاد المائية والرمزية في أعمالي، حيث تتحاور ظلال الحياة والمفردات والعوامل المكنونة الأخرى، وتدفعني إلى مزيد من الإبحار مع مراكب الأجداد والشمس القديمة والجديدة، وأتهيأ لظنون فنية جديدة ترسم الحب بكل معانيه وتحولاته المشرقة.

نقابة للفنانين
وأكد: لا أحب الشهرة، ولكنني وصلت لمرحلة من الإخلاص الفني والتنويع التشكيلي، ما يؤهلني للإضافة إلى الفن الإماراتي المعاصر.
وعن دواخله، قال: كنت أتوقع أن يكون لجمعية الفنانين التشكيليين دور أكبر، ولذلك أتمنى أن يكون في الإمارات نقابة للفنون التشكيلية، وأن تكون حكومية وبعيدة عن المصالح الخاصة، وأن تساهم في نشر إبداعاتنا من خلال المعارض والمشاركات الداخلية والخارجية، وأن يكون لديها مزاد فني محلي وعربي وعالمي.
وأكمل: أستغرب، إلى متى يظل المشهد الفني عبارة عن مجموعات أقرب إلى «الغروبات» والشللية، بدل أن يتضافر العمل من أجل المزيد من وحدة الأهداف الإبداعية التي تظهر جماليات الإمارات وتكوينها التشكيلي المتنوع؟
وتابع: المتلقي ما زال في مجتمعنا بحاجة لمزيد من الثقافة الفنية ليعتبر الفن من ضروريات الحياة، لا من الكماليات، وأقترح أن يكون في الإمارات، أو في كل إمارة حي للفنانين الإماراتيين، ويتبع لجهة حكومية، وأتمنى أن تستعيض الجهات المنظمة للفعاليات الثقافية والفنية عن الشركات بالفنانين الإماراتيين وطاقاتهم القادرة على إبراز واقعنا ومتخيلنا، ونحن في دولة لا مستحيل فيها، كما أتوقع أن يكون هناك مهرجان للفن الإماراتي.

آمال للخمسين
وذكر الفلاسي أن المبدع عبدالقادر الريس يفتح قلبه دائماً ومرسمه ويشجع، وهو النموذج الإنساني الفني، ولذلك، أؤكد بأننا نفتقد إلى هذا التعامل بيننا في الوسط الفني، وهذا ما أتمنى أن يكون حدثاً مترسخاً في الخمسين القادمة، ليكون الفنانون عائلة واحدة محورها الإبداع والنقد، وليأخذ الفن حقه الاجتماعي المستدام، ولذلك نحتاج أيضاً إلى تفريغ الفنان المبدع ضمن شروط، ويكون التفريغ قابلاً للسحب من قبل الدولة في حال الإخلال بأي من تلك الشروط.
وفاجأنا عندما قال: لا يعجبني بيكاسو ولا دافنشي، لأنني أعتبر دافنشي مخترعاً أكثر منه فناناً، وأرى أن بيكاسو تميز بألوانه وأشكاله واخترع جديداً، ولكنني أشعر بأنها أعمال مصابة بالانفصام! وأميل لأعمال مونييه ورامبرانت وفان غوخ، لأن لمساتهم رومانسية ممزوجة بالحب الدافئ والهدوء الملون والأمل.
واختتم: أرجو أن تكون أعمالنا، كإماراتيين، في كل متحف في الدولة، وفي كل مهرجان، وأن يكون لنا ركن خاص في «إكسبو 2020 دبي»، وأن يكون إنتاجنا أقرب للناس؛ أطفالاً وشباباً، وفي كل مكان، وأن تدخل أعمالنا في الموروث الآتي مع الخمسين عاماً القادمة لدولة الابتكار والإبداع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©