السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الحق أبلج

الحق أبلج
14 مارس 2019 04:39

 تتباين طباع النفوس البشرية وتختلف صفاتها، فمن الناس من يُذعن للحق ويقبله ويتطلع إلى معرفته والحرص عليه، ومنهم نفوس معاندة منكرة للحق وإن كان جلياً واضحاً.
وما أكثر النفوس التي تتبع هواها وتدافع عن قناعاتها الباطلة، وتتهافت على الدعاوى الكاذبة، وتتشبث بزخارف الأوهام والأخيلة.
بالمقابل، فإن هناك نفوساً عظيمة من شيمها قبول الحق والرجوع إليه.. وتلك من أعظم علامات التواضع المنافية للكبر والحقد، وقد قال العرب: (الحق أبلج والباطل لجلج).
وفي كل عصر نجد نماذج من أولئك الذين يعودون إلى الحق ويحرصون عليه، ومن أولئك الأشخاص الذين يستحقون التنويه والشكر والتقدير المواطن الإماراتي عبدالرحمن بن صبيح السويدي الذي جعل من تجربته الطويلة داخل دهاليز الشر والإرهاب (جماعة الإخوان الإرهابية) قصة وعبرة، فنشرها في كتابه المسمى «كبنجارا»، وأجرت معه القنوات الفضائية الوطنية حوارات مهمة مفيدة، لخص فيها ما تُخطط له هذه الجماعات، ووضع إصبعه على أهدافها وبيّن أخطارها، وحذر الشباب من ادعاءاتهم الكاذبة وحيلهم الماكرة.
ونحن نُحيي فيه هذا الصدق، ونتمنى له التوفيق والثبات.
ومن أهم النقاط التي كشف عنها في حواره ما نبه عليه من تَستر هذه الجماعة الإرهابية بغطاء العمل الخيري واستغلاله الاستغلال السيئ، وهدفهم ليس الإحسان إلى الناس ومساعدتهم، إنما احترفوا الأعمال الخيرية لتجنيد الشباب وتضخيم حسابات قادتهم، مستغلين حسن نوايا المحسنين وفاعلي الخير. وحسناً فعلت دولة الإمارات في تنقية هذا الميدان ممن يوظفه لمآربه الفكرية والسياسية، فأصبح العمل الخيري في بلادنا بعيداً عن التوجهات والإيديولوجيات المتطرفة.
ويعود الفضل في وجود هذه النماذج المضيئة، من أمثال السويدي، إلى الدولة التي شجعت أبناءها حين لاحظت لديهم الرغبة في العودة إلى أوطانهم، ففتحت لهم المجال وشرعت باب العودة لمن انحرف وتاه عن الصواب. وكما أن دولة الإمارات رحيمة بأبنائها حريصة عليهم مُحبة لهم، فهي في نفس الوقت لا تتساهل مع المتطرفين.
هذه التجربة الإماراتية الناجحة مع العائدين من دهاليز التطرف مفتوحة أمام جميع الدول للاقتداء بها والحذو حذوها، وخاصة مع أولئك الحريصين على الحق والراغبين في العودة إلى حضن أوطانهم، ممن كانوا ضحية لأفكار وجماعات في وقت معين، من أجل مساعدة هؤلاء العائدين والتعاون معهم على الاندماج في أوطانهم، وتلك مسؤولية مشتركة بين الدول والأسر والمجتمعات.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©