الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

حزام الوطن

حزام الوطن
16 مارس 2020 00:56

نحنُ حزام الوطن، وسوره، وسياجه، وحصنه القوي المتماسك المتين، مواطنين ومقيمين، نحن عشّاق الإمارات، أياً كانت مواقعنا، نحبّ هذه الأرض التي ربّتنا وعلى خيراتها نشأنا، ومن معينها نهلنا معاني المحبة والتسامح والتعاضد، والتآزر عند الشدائد والحوادث والملمات، كلنا ملتزمون من أجل الإمارات ومن يعيش على أرضها، كل الكائنات التي تتنفس هواءها، وتستظل بظلها، كل المكتسبات الوطنية المحققة والتي ستحقق نحنُ مسؤولون عن حماية أنفسنا لنستطيع حمايتها، ولن نستطيع أن نرعاها ونحميها ما لم نلتزم بما تتطلبه هذه المرحلة الحرجة مع تحول «كورونا» إلى وباء، وضربه بقاع الأرض كلها، هذا الكائن الغامض، غير المرئي، كأنه تسلل من خلف المستحيلات الثلاثة ليكون الأسطورة الرابعة التي سنتحدث عنها سنين طوالاً.
نحنُ مسؤولون عن أبنائنا، عن حمايتهم ورعايتهم، وإعدادهم الإعداد الإنساني والوطني القوي، حتى وهم في منازلهم ليتلقوا العلمَ عن بُعد، علينا أن نعلّمهم أن الالتزام بالمكوث في المنزل في هذه المرحلة المهمة مهمتنا جميعاً، وهي من أجل الوطن، وللوطن الذي هو حبيبنا وصديقنا ومُلهمنا، علينا أن نُعوّضهم وقتاً وحباً واهتماماً، هذه فرصتكم أيها الآباء والأمهات أن تضعوا الأبناء في عيونكم، ولا تتذمروا منهم، ولا يخالج أحدكم شعور بغيض بسؤال مرفوض: متى ستعودون إلى مدارسكم لتتخلصوا من المسؤولية؟ إن مسؤوليتكم والتزامكم تجاه الأبناء، التزام بحماية الوطن.
هذه فرصتنا جميعاً لنتحمل مسؤولياتنا تجاه كبارنا الذين يعيشون بيننا، وعلينا أن نضعهم في عيوننا، وفي داخل أفئدتنا نكرّس الوقت لنكون معهم، نشركهم في تفاصيلنا، نعوّضهم عن الوقت الذي نسيناهم فيه بقصد أو دون قصد، هذه الأزمة جاءت لتضعنا جميعاً أمام فوّهة الأسئلة: كيف أحمي وطني وأسرتي ومجتمعي؟ كيف أكون عضواً نافعاً في وطن هو النافع الأول لي، والحاضن، والمتوجسُ خوفاً على كل نفس تعيش فيه؟
هذا الاختيار الرّباني جاء ليس لنتبادل التذمر، أو الرفض، أو لنسخر مما قدّر الله لنا من أقدار، ولم يأت ليضرب الاقتصاد، ويُقلق العباد، أو ليرفع الأسعار ويستغلّه التجار، بل جاء ليختبر العقول وكل الاستراتيجيات في كيفية إعمالها من أجل مواجهة مثل هذا التحدي العظيم الذي أخذ من كلّ فرد فينا لحظات من الخوف، والقلق، والحيرة، كلّ واحد فينا لديه حالة قلق، ويرجو الله تعالى أن يعبر هذا العارض بأقل الخسائر البشرية في العالم أجمع.
نحنُ في أزمة حقيقية تتطلب منّا جميعاً أن نتعاون ونلتزم، وأن نحوّل منازلنا ورش عمل وابتكار ونشاط وحيوية، ومحبة وتآزر لنقضي على الفايروس بقتلنا للوقت الذي نمضيه خارج المنزل، لنعيشه في داخله سعداء بين أسرنا وأحبتنا، فهل تفعلون؟

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©