السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كرة الثلج»

«كرة الثلج»
15 مارس 2020 02:41

«وباء كورونا الجديد، أخطر من إيبولا»
بتير كاريل، عالم بلجيكي
مكتشف وباء إيبولا

بينما يحصي العالم عدد الضحايا والمتضررين جراء وباء «كورونا» الجديد، يعقد المسؤولون حول هذا العالم، اجتماعات لا تنتهي لإحصاء الأضرار على اقتصاداتهم.
وعندما تبدأ موجة المقارنات للأوضاع الاقتصادية الراهنة، مع الأوضاع في فترات الأزمات السابقة، فهذا يعني، أن المصيبة تتعاظم، وتنطلق التمنيات بألا تكون أوضاع اليوم مشابهة لحالات الأمس.
ولكن مع استفحال الأزمة (أو الأزمات) المسببة للخسائر، تدور التمنيات حول أن تكون الأوضاع مشابهة، بمعنى ألا تكون أسوأ مما حدث في الماضي.
هذا التدرج «الطبيعي» في الأمنيات (أو التمنيات)، ينطبق عليه التوصيف المجازي المعروف «كرة الثلج»، تلك الكتلة التي تبدأ صغيرة مهملة غير ذات قيمة في كثير من الأحيان، لتكبر وتتعاظم إلى درجة أن تأخذ في طريقها حتى متابعيها.
كان مثيراً (مثلاً) اعتبار يوم (الجمعة) الماضي «جمعة سوداء» في الأسواق العالمية، حتى قبل أن تبدأ التعاملات! فمثل هذه التوصيفات لا يتم إطلاقها إلا في مرحلة الاستنتاجات، وليس في وقت التفاعل أو البدايات.
ما يعني عملياً أن اليأس يضرب هذه الأسواق بالفعل، ويضرب معها مخططات الحكومات، التي انطلقت في الأرجاء ترفع من دعمها لهذا القطاع أو ذاك لمواجهة آثار «كورونا»، وعندما وجدت أنه ليس هناك قطاع واحد محصن، حولت دعمها إلى كل عناصر اقتصاداتها الوطنية.
في النهاية هذه أزمة عالمية بضربات محلية.
دون أن ننسى، أن الاقتصاد العالمي نفسه لا يتحمل حالياً حتى ألطف الضربات، في ظل نمو بطيء جداً وهش، وصل في مرحلة ما من العام الماضي إلى حافة الركود.
لم تنفع كثيراً «أوكازيونات» خفض الفائدة في غالبية الدول المؤثرة على الساحة العالمية، في تحريك اقتصاداتها بما ترغب به حكوماتها.
فالنمو بقي منخفضاً، وآفاق هذا النمو (بحسب الحكومات نفسها) لن تتغير مع نهاية العام الجاري.
ومع حلول وباء «كورونا الجديد» على الساحة، صارت الصورة غائمة في بعض الأحيان، ومعتمة في أحيان أخرى.
فالأوبئة لا تنظر خلفها، بل تمضي إلى الأمام طاحنة كل ما هو أمامها، وليس أمام العالم سوى شيء واحد للوقوف في وجهها والقضاء عليها، إنه التعاون، مع ضرورة الإشارة هنا، إلى أنه لولا هذا التشابك العالمي، الذي استند إلى ما اصطلح على تسميته بـ«العولمة»، لانحصرت «كورونا» وأخواتها في أماكنها، ولكانت أضرارها (البشرية والاقتصادية وغيرها) محدودة في نطاقات بعينها.
إنها ضريبة التشابك الإنساني المتعاظم أيضاً، له أوجهه الإيجابية وكذلك السلبية، وله استحقاقاته بكل أشكالها.
سيكون هناك مزيد من الضحايا لـ«كورونا» أو «كوفيد 19»، وستصاب اقتصادات (لاسيما الهشة منها) بأزمات حادة نتيجة لهذا الوباء.
لكن المهم الآن، هو النجاح في تقليل المخاطر، على أمل إزالتها في مرحلة لاحقة.
فالأوبئة لا تعرف الحدود، ولا تحتاج لتأشيرات دخول.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©