بنوك توفر مزايا جديدة لحياة غير نمطية

حسام عبدالنبي (دبي)

تسعى البنوك العاملة في الإمارات إلى تلبية متطلبات ورغبات عملائها بشتى الطرق، ولذا طرحت بعض البنوك منتجات تتضمن توفير تجارب حياة غير نمطية مثل الاستجمام في الغابات والعيش في الصحراء والغوص والترويح النفسي بـ«البكاء» بعد أن لمست رغبة وطلب من العملاء على تلك التجارب المثيرة وغير النمطية.
وحسب مصرفيين، فإن هناك تفضيلاً من عملاء البنوك في الإمارات لعيش التجارب الشخصية المميزة التي توفر مزيداً من الفرص للاستمتاع بتجارب مشتركة تبقى محفورة في الذاكرة، حيث ظهر ذلك عبر الدراسات واستطلاعات الرأي الدورية التي تقوم بها البنوك إلى جانب تحليل أنماط الإنفاق التي تمت بالفعل عبر بطاقات الائتمان والخصم المباشر والبطاقات مسبقة الدفع.
قال عبد الفتاح شرف، مدير عام المجموعة، والرئيس التنفيذي لبنك «إتش إس بي سي» الشرق الأوسط المحدود في الإمارات، إن البنوك تحرص على إجراء دراسات واستطلاعات رأي لمعرفة متطلبات عملائها من الخدمات والمنتجات المصرفية للعمل على طرح ما يناسبهم، منبهاً أن المفهوم السائد في البنوك أصبح يركز على طرح منتجات مختلفة بحيث تلبي احتياجات كل فئة من العملاء وطموحاتهم وليس طرح منتج أو خدمة مصرفية للجميع.
وأكد شرف، أن بنك «إتش إس بي سي» أجرى مؤخراً دراسة عالمية لفهم وتلبية احتياجات العملاء من أصحاب الثروات الكبيرة في الإمارات (ممن تتراوح قيمة ثرواتهم الشخصية ما بين مليون و5 ملايين دولار أميركي) حيث أظهرت أهمية الاكتشاف والمغامرة وتحقيق أهداف وغايات ذات مغزى في حياتهم، وأفادت نسبة 52% منهم بأن التجارب والمغامرات الجديدة مع العائلة مهمة للغاية لإغناء حياتهم، موضحاً أن الدراسة بينت أيضاً أن 49% من أصحاب الثروات الكبيرة في دولة الإمارات أكدوا أن اكتشاف الثقافات واختبار التجارب الجديدة يعتبر أهمية قصوى بالنسبة لهم.
وكشف شرف، أنه لتحقيق هذا الهدف وتلبية متطلبات هذه الفئة من أصحاب الثروات الكبيرة، أطلق بنك HSBC في الإمارات خدمات Jade، وهي عبارة عن حساب مصرفي جديد مصمم لمساعدة العملاء ليس فقط لتحقيق الثراء بل مساعدتهم في تحقيق نمط حياتهم وأهدافهم الاجتماعية للعصر الجديد، مشيراً إلى أن الحساب المصرفي الجديد صمم خصيصاً ليقدم مزيجاً من إدارة العلاقات المصرفية الشخصية والحلول المتقدمة لإدارة الثروات وتلبية متطلبات نمط الحياة لدعم احتياجات الأفراد من أصحاب الثروات الكبيرة.
وذكر شرف، أنه بمساعدة مجموعة من كبار الخبراء والمحللين المتخصصين تم تصميم وتجميع قائمة تضم مجموعة من أكثر التجارب المتميزة وغير العادية، مثل الغوص لاكتشاف حطام سفينة التايتانيك، رحلات استكشاف أعماق الغابات والاستجمام في المنتجعات في الغابات للاستجمام وإراحة الأعصاب، وصولاً إلى جلسات علاج الترويح النفسي عن طريق البكاء وهو أسلوب جديد في اليابان للمعالجة النفسية، والاستمتاع بمشاهدة النجوم والمجرات البعيدة في صحراء الوهيبة بسلطنة عُمان، واختبار تجارب الطهي، منوهاً بأن هناك قائمة حصرية بمجموعة من فرص المغامرات والتجارب المخصصة لعملاء HSBC Jade لتشجيع أصحاب الثروات الكبيرة على الخروج من أنماط حياتهم المعتادة واختبار تجارب جديدة ومثيرة.

إرضاء العملاء
من جانبها، أفادت عواطف الهرمودي، الخبيرة المصرفية، بأن البنوك المحلية دائماً ما تحرص على إرضاء عملائها وعلى عدم خسارتهم بأي شكل، ولذا فهي تعمل على تلبية متطلباتهم وتقوم ب «تفصيل» المنتجات والباقات المصرفية بحيث تتوافق مع مقترحاتهم ومن دون الإخلال بالقواعد والمتطلبات التنظيمية التي يحددها المصرف المركزي، مشيرة إلى أن البنوك دائماً ما تجري دراسات دورية واستبيان لآراء العملاء لمعرفة المنتجات المصرفية غير المتوافرة والتي يوجد طلب عليها، إلى جانب تحليل الاستفسارات التي ترد من العملاء عبر قنوات التواصل المختلفة من أجل إيجاد قاعدة بيانات عن احتياجات العملاء الجديدة.
وقالت الهرمودي، إن البنوك تجري كذلك دراسة شهرية عن طلبات العملاء (التي يتم رفضها) لتحديد أسباب الرفض وإمكانية تلبية تلك الطلبات عبر باقات مصرفية جديدة تلبي طلبات جميع فئات العملاء، موضحة أن المنتجات المصرفية المختلفة لا تختلف من حيث الإطار العام، ولكن قد يتم منح مزايا مختلفة للعملاء فمثلاً منتج التمويل العقاري يعد منتجاً واحداً ولكن المزايا تتفاوت بحسب العميل ذاته بمعنى أن المزايا التي تمنح للمواطن تختلف عن المزايا التي تمنح للوافد، كما أن المزايا التي تتطلبها «النخبة» من العملاء تكون أكثر دقة لأن هذه الفئة دائماً ما تكون أكثر ثقافة وألماما بالتفاصيل الدقيقة للمنتجات المصرفية ولذا تعمل البنوك على منحهم مزايا تلبي تطلعاتهم.
وأشارت الهرمودي، إلى أن بعض المزايا التي تمنح للعملاء قد تكون مرتبطة بموسم معين مثل الأعياد أو بدء الدراسة وغير ذلك، لافتة إلى أن المزايا تتفاوت أيضاً حسب طبيعة العميل ذاته إذ أن هناك فئة من العملاء تقوم بتحويل راتبها إلى البنك فقط، وهناك فئات من العملاء التي يربح البنك من استمرارية التعامل معها ومن ثم فليس من المنطق أن تكون تفاصيل المنتج المصرفي واحدة.

أخبار ذات صلة

الإمارات تجري مع العالم في «إكسبو دبي»

«سلة أميركا» تستعد لـ «أولمبياد باريس» في أبوظبي

تحليل الإنفاق
من جهته، قال جيريش ناندا، مدير عام ماستركارد في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، إن «ماستر كارد» تعد مؤشراً سنوياً يقوم بدراسة تحليلية لعادات واتجاهات الإنفاق من خلال تحليل المعاملات التي تتم عبر بطاقات الائتمان والخصم المباشر والبطاقات مسبقة الدفع حول العالم حيث أظهر المؤشر أن الكثيرين من حملة البطاقات في الإمارات باتوا يفضلون التجارب الشخصية المميزة التي توفر مزيدًا من الفرص للاستمتاع بتجارب مشتركة تبقى محفورة في الذاكرة، مدللاً على ذلك بأنه عند تحليل الإنفاق في عدد من المناسبات يتضح أن الإنفاق على التجارب يفوق الإنفاق على الهدايا التقليدية.
وأشار ناندا، إلى أنه حسب «مؤشر ماستركارد السنوي» فإن المستهلكين في مناسبة مثل عيد الحب باتوا يتوجهون نحو قضاء العطلات في وجهات رومانسية مع تخصيص غالبية المبالغ المنفقة على الفنادق (44%)، ما يمثل زيادة بنسبة 8% منذ العام 2017، لافتاً إلى أنه في الوقت نفسه، أنفق المستهلكون أكثر من 24 مليون دولار على حجوزات الطيران والرحلات للخارج العام الماضي، بزيادة قدرها 13% مقارنة بعام 2017.

تغيير نمط حياة العملاء
طرحت بنوك محلية مؤخراً أنوعاً جديدة من المنتجات المصرفية بمزايا تساعد العملاء على تجربة حياة مثيرة وغير نمطية بعد أن لمست رغبة وطلب منهم على تلك المنتجات التي تتضمن حالياً مزايا مثل الاستجمام في الغابات والعيش في الصحراء والغوص لاكتشاف حطام «تايتانك» والترويح النفسي بـ «البكاء». كما اتضح للبنوك من تحليل أنماط الإنفاق عبر البطاقات أن العملاء باتوا يفضلون التجارب الشخصية المميزة التي توفر مزيداً من الفرص للاستمتاع بتجارب مشتركة تبقى محفورة في الذاكرة.