الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شبكات الجيل الخامس تثير الجدل في سويسرا

شبكات الجيل الخامس تثير الجدل في سويسرا
15 مارس 2020 02:41

برن (د ب ا)

تقدم شبكة الجيل الخامس سرعة فائقة في نقل المعلومات، رغم ذلك، ما زال تنفيذ هذه التقنية، على الأقل في بعض الدول بطيئا بصورة مؤلمة، فالأمور مثلا، تبدو مختلفة في سويسرا، بحسب مجلة «كونيكت».
وتتقدم سويسرا على غالبية الدول الأوروبية، وفي الحقيقة على بقية العالم، في معايير الهواتف المحمولة الجديدة. ويقول جاريت سنيدير، بشركة «أوكلا» في سياتل، التي تنشر خريطة عالمية تفاعلية لمواقع الجيل الخامس، إن «سويسرا لديها أعلى عدد من مواقع الجيل الخامس بعد أميركا».
وهذا رغم أن سويسرا تفرض قيوداً بالنسبة لإشعاعات الموبايل تعد أكثر صرامة من المفروضة في ألمانيا. وتفرض الدولتان قيوداً تصل إلى 61 فولت لكل متر بالنسبة لمحطات إرسال الهواتف المحمولة، إلا أن سويسرا تتبنى قواعد أكثر صرامة للتركيبات قرب المنازل والمدارس والمستشفيات وأماكن العمل وساحات اللعب، حيث يبلغ الحد الأقصى 6 فولت لكل متر. وهذا يعني أنه لا يوجد إمكانية للتوسع في المدن.
نتيجة لذلك، يخشى مجتمع الأعمال السويسري أن يتعرض وضعه القيادي للتهديد. وطالبت رابطة قطاع الاتصالات «اسوت» بتخفيف القيود الصارمة. لكن في الوقت نفسه، تتزايد المقاومة للهوائيات الجديدة بسبب المخاوف من زيادة معدلات الإشعاع، حيث فرضت بعض الكانتونات بالفعل قراراً بتعليق جزئي لبناء مزيد من الأبراج الهوائية الخاصة بالجيل الخامس.
وأفادت رابطة الحماية من الإشعاعات بأنه لدى تنظيم احتجاج ضد شبكات الجيل الخامس في أواخر يناير 2020، شارك نحو 2000 شخص في التظاهر في 16 مدينة.
وإذا لم تتغير القيود، ستودع سويسرا لقب الدولة النموذجية للأعمال، بحسب الاتحاد السويسري للشركات.
ووفقا للقيود الحالية، خلصت مجموعة عمل بوزارة البيئة إلى أنه ستكون هناك حاجة لإقامة 12300 برج هوائي إضافي بجانب الـ 26 ألفا الحالية.
إلا أن الشبكة الحالية يمكنها التوسع لتصبح تنافسية على مستوى عالمي، إذا تم رفع الحد إلى 11 فولتا لكل متر أو 20 فولت لكل متر للمحطة.
وهذا السيناريو يثير ذعر المنتقدين. وتقول مبادرة المواطنين إن مواطنا من بين كل 10 مواطنين ظهرت عليه أعراض حساسية الكهرباء، التي تظهر على شكل إرهاق أو عدم انتظام النوم أو مشاكل في القلب أو ألم في العضلات، وتطالب المبادرة بإجراء استفتاء «بشأن شبكات اتصالات الهواتف المحمولة الموفرة للطاقة والمتلائمة مع الصحة».
ويريد أصحاب المبادرة تشديد الكثير من القواعد. على سبيل المثال، في المستقبل، يجب أن يُطلب من الشركات الحصول على موافقة مكتوبة من الذين يعيشون على نطاق 400 متر من الموقع الذي سيتم فيه إقامة تركيبات جديدة أو زيادة إنتاج التركيبات الحالية.
وتمضى أكبر شركتين للاتصالات في سوسيرا، سويسكوم، التي تبلغ حصتها السوقية نحو 60% في سوق الهواتف المحمولة، وشركة «صن رايز» التي تبلغ حصتها السوقية نحو 26%، في خططهما لتدشين الجيل الخامس. وتتحدث سويسكوم عن 320 موقعا للجيل الخامس وصن رايز عن 384 موقعا.
وفي ضوء هذه القيود، كيف تمكنت سويسرا من التقدم على بقية الدول الأوروبية في المقام الأول عندما يتعلق الأمر بشبكات الجيل الخامس؟.
أولا، بسبب الترخيص المبكر والعادل، حسب ما قاله أحد الخبراء في مجال الاتصالات. وبعد المزاد الذي أجرى في فبراير 2019، بدأت العمليات بالفعل في أبريل الماضي. ولم تكن الحكومة تسعى لتحقيق أرباح تقدر بالمليارات.
ومن بين العوامل المساعدة أيضا أن مواطني سويسرا ينفقون مزيدا من الأموال على المعلومات وتكنولوجيا المعلومات أكثر من أي دولة أخرى تقريبا، وهم يطالبون أيضا بأفضل الشبكات وأحدث المعايير. وهذا يمثل عبئا يتمثل في كثير من المطالب الموجهة لشركات خدمات الهواتف المحمولة. ويقول رولف زيبولد المتحدث باسم شركة «صن رايز» في أسواق أخرى، يكون رد الفعل المستهلك أكثر قوة بالنسبة لاختلافات الأسعار.
ويجب على شبكات الجيل الخامس تسهيل المزيد من عرض نطاق التردد اللاسلكي ومعدلات نقل أعلى والاستجابة خلال فترات أقصر. ووفقا لتقديرات قطاع الاتصالات، فإن حجم البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الهواتف المحمولة يتضاعف تقريبا كل 18 شهرا. ويقول ارمين شادييل المتحدث باسم شركة سويسكوم «كل ثلاثة أو أربع أعوام، ستكون هناك تطبيقات لا نستطيع حتى تخيلها».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©