الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العدالة في كوسوفو···· موعد مع الحلول

العدالة في كوسوفو···· موعد مع الحلول
9 ديسمبر 2007 00:33
ظل مصير كوسوفو معلقا لمدة ثماني سنوات تقريبا، وتحديدا منذ حملة القصف الجوي الذي قام بها الناتو للإقليم؛ وينتظر الألبان الذين يشكلون 90 في المائة من سكان الإقليم -على أحر من الجمر- اقتراب موعد العاشر من سبتمبر، وهو الموعد المقرر لانتهاء المفاوضات الخاصة بهذا الإقليم الواقع في منطقة البلقان، والذي لا يملك منفذا على البحر· كان انتخاب قائد المقاومة الشعبية السابق ''هاشم تاجي'' ليكون رئيسا للوزراء الشهر الماضي، مؤشرا على تشوق سكان الإقليم السابق للاستقلال، وإعلانا على أنهم لن يقبلوا بالعيش تحت حكم الصرب، وأنهم لن يستطيعوا الانتظار أطول مما انتظروا· فبحلول العاشر من ديسمبر الحالي يكون قد مضى 100 يوم كاملة على المفاوضات التي جرت بين الصرب من جهة، وبين الكوسوفيين من جهة أخرى والتي وصلت إلى طريق مسدود، ولم تسفر عن شيء، ولا يكاد المرء يجد شخصا واحدا في كوسوفو لا يربط بين الحصول على الاستقلال، وبين حل كافة المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي واجهت ذلك الإقليم تحت حكم الصرب· فتركيز الكوسوفيين جميعا -بدءاً من رئيس الوزراء ''ناجي'' إلى النخبة المثقفة، إلى عمال الطرق الذين يعملون في رصف شارع الأم تيريزا الواقع في وسط مدينة بريستينا- ينصب في الوقت الراهن على وضع نهاية لذلك الشعور بعدم اليقين الذي يخيم على الجو؛ هذا الإحساس ما عبر عنه ''أدريان جيني'' الوزير بحكومة كوسوفو، عندما قال: ''نحن غير متساويين مع باقي الشعوب الأخرى في البلقان، أو في أوروبا، أو في العالم، ونحن لا نحب أن يستمر الصرب في اتخاذ قرارات تحدد مستقبلنا؛ علاوة على ذلك فإننا نشعر بالتعب وعندما يشعر القادة بالتعب، فإن الموقف يصبح متأزما، لقد ظل الضغط علينا متواصلا بشكل غير محتمل لمدة 20 عاما ولم يعد أمامنا مجال لأي حلول وسط''· في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تحمل الكوسوفيون حكم دولة الصرب البوليسية، حتى تمكنت المليشيات بالتعاون مع قوات الناتو من طرد القوات الصربية خارج الإقليم؛ والآن وبعد مرور ثماني سنوات من إشراف الأمم المتحدة المدعومة بـ17 ألفا من قوات الناتو على كوسوفو، فإن السياسيين، والعديد من المراقبين يقولون إن الوقت قد تأخر جدا لحل مشكلة الإقليم، وإن التأخير في تطبيق العدالة يتساوى مع عدم تطبيقها· وحسب ما يقوله السيد ''جيني'' فإن الاستمرار في الجهود الدبلوماسية لن يؤدي إلى تحقيق شيء، بل سيؤدي إلى خسارة محققة في نهاية المطاف، خصوصا بعد أن صرح المسؤولون الصرب، أنهم لن يتخلوا عن بوصة واحدة من كوسوفو؛ مع ذلك يرى مسؤولون ألبان آخرون أنه من الممكن لهم أن يقبلوا بخطة ''أهيتساري''· وهذه الخطة التي صاغها الدبلوماسي الفنلندي ''مارتي أهيتساري''، والتي بدت في وقت ما وكأنها تمثل القول الفصل بالنسبة لمشكلة كوسوفو، بعد أن وضعت نهاية لحروب البلقان المحتدمة في تسعينيات القرن الماضي؛ في ذلك الوقت، وافق سكان كوسوفو على تلك الخطة -وإن على مضض- حيث كانت تقوم على الاستقلال تحت إشراف الاتحاد الأوروبي، وتوفر حقوقا خاصة للأقلية الصربية في كوسوفو تفوق تلك التي كانت تتمتع بها الأقلية الألبانية في صربيا · وكان هذا هو المتوقع حدوثه، غير أن الذي حدث الصيف الماضي، هو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد واجهوا معارضة غير متوقعة من الروس والصرب على تنفيذ الخطة، مما اضطر الكوسوفيين إلى الموافقة على استمرار المفاوضات لمدة 100 يوم أخرى، خصوصا بعد أن حضر الرئيس ''بوش'' إلى البانيا في شهر يونيو ووعد علنا بحصول الإقليم على استقلاله· على الرغم من ذلك، هناك اعتقاد سائد في هذه المنطقة مؤداه، أن أي إحباط آخر يصاب به الشعب الكوسوفي، يمكن أن يؤدي إلى إعادة إشعال القلاقل وإطلاق نشاط المليشيات مجددا· يوضح ''لير دوجولي'' -الباحث في معهد كوسوفو للتنمية وأبحاث السياسة- هذا الوضع بقوله: ''إننا نعاني من حالة من الجمود القانوني، حيث لا نعلم من يمتلك ماذا في هذه المنطقة، وبالتالي فنحن لسنا قادرين على تحديد نوعية المشاريع التي يجب أن نعمل على اجتذاب المستثمرين للقيام بها لتنمية بلادنا، وإذا لم يتضح الموقف خلال فترة وجيزة فإن الأمر برمته يمكن أن يخرج من يدينا''· مما يفاقم من صعوبة الوضع في الإقليم، أن الصرب يعتبرونه موطنهم الروحي أي شيء أشبه بالقدس بالنسبة لأتباع الديانات المقدسة· وفي العام الماضي أججت ''بلجراد'' أسطورة كوسوفو مجددا، عندما قامت وبدعم من الروس بتمرير دستور ينص على أن كوسوفو جزء لا يتجزأ من صربيا؛ يشار في هذا الصدد الى أن موسكو تعارض أي استقلال لكوسوفو غير معزز بقرار من مجلس الأمن، في حين يحجم الاتحاد الأوروبي أي دعم للاستقلال دون إجماع من أعضائه على ذلك· يعلق ''كريستوفر هول'' -رئيس الجامعة الأميركية في كوسوفو وهي جامعة خاصة مقرها العاصمة بريستينا- : ''المشكلة أن المجتمع الدولي ينظر إلى كوسوفو على أنها قضية صربية تتعلق بالاستقرار الإقليمي، في حين أن المشكلة الحقيقية تكمن في البطالة والكساد اللذين يترتبان على عدم الاستقرار الناتج عن عدم الاتفاق بشأن الوضع النهائي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ردود أفعال عكسية في نهاية المطاف''· روبرت ماكواند- كوسوفو ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©