الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيام دولة الاتحاد نقطة تحول في تاريخ المنطقة

قيام دولة الاتحاد نقطة تحول في تاريخ المنطقة
2 ديسمبر 2007 03:00
أكد الفريق أول سمو الشيخ محمـد بن زايـــد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أن اتحاد إمارات الساحل المتصالح السبع وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة مثّل نقطة تحول كبير في تاريخ منطقة الخليج العربي خاصة والشرق الأوسط عامة بعد معركة كفاح، طرفاها إرادة أصحاب السمو حكام الإمارات وإصرارهم على بناء دولة تضاهي في قدراتها وإمكانياتها الدول المتقدمة من جانب، والتحديات والصعوبات الإدارية والفنية والعلمية والأمنية والدفاعية التي واجهت قيام الدولة من جانب آخر· وقال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايـد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في كلمة لمجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة: ''لم يكن الزمن وحده هو الذي يقف حجر عثرة أمام الخطوات العملاقة تجاه بناء الدولة بل مدى توافر أهل العلم والخبرة من المواطنين في مختلف المجالات لتحمُّل مسؤولية مسيرة البناء، لذلك بنيت استراتيجية العمل على أكثر من اتجاه في وقت واحد، الأول يركز على تنفيذ خطط التنمية الشاملة والثاني يهدف إلى الاستثمار في البشر''· وشدد سموه على أن في ذاكرة الأمم والشعوب أياماً خالدة تظل ذكراها مستمرة عبر التاريخ تحمل في طياتها جهد السواعد الوفية وعزيمة قادة مخلصين آمنوا بقدرهم وتحملوا مسؤوليتهم بإصرار وعزيمة لتحقيق آمال شعوبهم فصدقوا ما عاهدوا الله عليه من خدمة وطنهم وشعبهم وقدموا للعالم بأسره نموذجاً لدولة عصرية بزغت من بين رمال الصحراء القاحلة· وفيما يلي نص كلمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لمجلة ''درع الوطن'' بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين لدولة الإمارات العربية المتحدة: في ذاكرة الأمم والشعوب أيام خالدة تظل ذكراها مستمرة عبر التاريخ، تحمل في طياتها جهد السواعد الوفية، وعزيمة قادة مخلصين آمنوا بقدرهم، وتحملوا مسؤوليتهم بإصرار وعزيمة، لتحقيق آمال شعوبهم، فصدقوا ما عاهدوا الله عليه من خدمة وطنهم وشعبهم، وقدموا للعالم بأسره نموذجاً لدولة عصرية بزغت من بين رمال الصحراء القاحلة· لقد مثل اتحـاد إمارات الساحل المتصالح السبع، وقيــام دولة الإمارات العربية المتحدة نقطة تحول كبير في تاريخ منطقة الخليج العربي خاصة والشرق الأوسط عامة، بعد معركة كفاح طرفاها إرادة أصحاب السمو حكام الإمارات وإصرارهم على بناء دولة تضاهي في قدراتها وإمكانياتها الدول المتقدمة من جانب، والتحديات والصعوبات الإدارية والفنية والعلمية والأمنية والدفاعية التي واجهت قيام الدولة من جانب آخر· الاستثمار في البشر لم يكن الزمن وحده هو الذي يقف حجر عثرة أمام الخطوات العملاقة تجاه بناء الدولة، بل مدى توافر أهل العلم والخبرة من المواطنين في مختلف المجالات لتحمُّل مسؤولية مسيرة البناء، لذلك بُنيت استراتيجية العمل على أكثر من اتجاه في وقت واحد، الأول يركز على تنفيذ خطط التنمية الشاملة، والثاني يهدف إلى الاستثمار في البشر· ومن يتمعن في الإنجازات ويتدبر سطور التاريخ، يدرك أنها قصة الإنسان الإماراتي، الذي صنع واحداً من أعظم إنجازات المنطقة في التاريخ الحديث والمعاصر، بعد أن أصبحت الوحدة نموذجاً للإرادة والقدرة على الفعل والعمل الجماعي· لقد انطلقت مسيرة البناء بسرعة وثبات، مستمدة وقودها من فكر وعبقرية صناع الاتحاد، الذين راهنوا منذ الوهلة الأولى على سواعد وفكر أبناء هذا الوطن، انطلاقاً من إيمانهم الراسخ بأن أفضل استثمار للثروة هو استثمارها في تكوين الإنسان وتثقيفه من أجل خلق أجيال مستنيرة، قادرة على مواكبة متطلبات العصر والتفاعل الإيجابي مع التحديات التي يفرضها، لذلك كان الإنسان الإماراتي ولا يزال الركيزة التي تقوم عليها استراتيجية مرحلتي بناء الدولة والتمكين· الإنجازات الهائلة وإذا أمعنا النظر لما تم من عمل خلال مرحلة البناء نشعر بالرضا والفخر، الرضا عما تم إنجازه في كافة المجالات داخلياً وخارجياً، فقد كانت مرحلة البناء سباقاً مع الزمن لتشكيل مقومات الدولة وعناصر قوتها الشاملة من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ودفاعية· ونشعر بالفخر والاعتزاز لحجم الإنجازات الهائلة التي يصعب بل يستحيل قياسها بالزمن، في الوقت الذي حافظت فيه الدولة على استقلالها وحرية حركتها الاستراتيجية، وامتلكت إرادتها على الفعل، وتمسكت بعدم الانحياز ولم تنجرف إلى أشكال من التبعية أو الاستقطاب، وجرى تجاوز معوقات ومشكلات كبيرة في حنكة وحكمة يشهد لها الجميع· لقد نجحت دولة الاتحاد في دخول القرن الحادي والعشرين وهي تحتل موقعاً متميزاً على المستويين الإقليمي والدولي، وتمتلك كافة مقومات التطور والتحديث، وفي الوقت ذاته لم تتخل عن شخصيتها الأصيلة وسماتها الخاصة المتمثلة في تراثها الحضاري العربي- الإسلامي· وكان وراء ذلك النجاح فهم عميق لواقع النظام العالمي، والبيئة الإقليمية، وخصوصية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن هنا تم صياغة معادلة التقدم التي أتاحت للدولة الاندماج في محيطها الإقليمي الدولي بخطى عملاقة ومحسوبة بدقة· مرحلة التمكين وفي ظل الرؤية الشاملة لسيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، تم التحول إلى مرحلة التمكين، من خلال تبني مشروع حضاري متطور يضمن إحداث نقلة نوعية في كافة أوجه الحياة على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن رؤية واضحة تستشرف المستقبل وتعد العدة لمواجهة الظروف الطارئة والتحديات المحتملة لضمان أن تظل الدولة متطورة قوية ومستقرة تمتلك القوة المادية والمعنوية، ولها المكانة اللائقة بها في كل المحافل الإقليمية والدولية، أساسها الإنسان المسلح بالعلم والوعي، المطمئن إلى حياته في مجتمع متطور يوفر له أسباب التقدم والرخاء والازدهار الحضاري، والساعي إلى أعلى مراتب المعرفة· لقد عقدنا العزم على أن نكون فاعلين في المجتمع الدولي، نملك إرادتنا وقرارنا لتطوير قدراتنا، وصنع مستقبلنا، لذلك كان لزاماً علينا أن نهتم بحاضرنا، ونستكمل مسيرتنا من خلال الاهتمام بتطوير نظامنا السياسي، وتعزيز العمل الوطني، ولم تكن خطوة سيدي صاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله'' في تفعيل دور المجلس الوطني الاتحادي إلا خطوة على طريق دعم الديمقراطية وتعزيز دور المرأة وتأهيل الكوادر الوطنية للمشاركة في صنع القرارات العامة، وتحمل تبعات التنمية الشاملة، والإسهام في مسيرة التقدم والرخاء· نحن جزء من نسيج المجتمع الدولي، نشارك بفاعلية في حفظ السلم والأمن الدوليين، ونتأثر بما يحدث في المنظومة العالمية، لذلك سعينا إلى تقديم الحلول للتغلب على مشكلات البيئة والتلوث وارتفاع حرارة الأرض وانقراض بعض السلالات الحيوانية، ودعم الإنسان في كل مكان دون النظر إلى لونه أو جنسه أو عقيدته· طموحاتنا بلا حدود إن سقف طموحاتنا وتطلعاتنا لتنمية وطننا المفدى ليس له حدود، لذلك فإننا حريصون على التطوير المستمر وتعميق مفهوم التنمية المستدامة، وأن يأخذ القطاع الخاص دوره في المجال الاقتصادي، ويسهم بفعالية في الإنتاج وتوفير فرص العمل، والمشاركة في تطوير أداء الكوادر البشرية، ومنحها الفرصة لتتحول من ثقافة الاستهلاك إلى الكفاءة في العمل· لقد كانت دولة الإمارات ولا تزال نموذجاً للتسامح والتقارب بين مختلف الطوائف والأعراق والجنسيات، وأثبتت للعالم أجمع إمكانية التعايش السلمي واحترام حقوق الآخرين، والتكاتف بين البشر من أجل الرفاهية الاجتماعية· لقد وضعنا نصب أعيننا الارتقاء بالوطن والمواطن، لذلك فإن التعليم بات هاجساً ملحاً، وفي حاجة إلى تطوير ليواكب متطلبات المرحلة الحالية واحتياجات المستقبل، لذلك كانت الرؤية الثاقبة لصاحب السمو رئيس الدولة ''حفظه الله''، في إحداث نقلة نوعية وإصلاح جذري للتعليم من جميع النواحي الإدارية والمنهجية والعلمية وفق الغايات والأهداف التي تضمن لنا اجتياز مرحلة التمكين والبدء في مرحلة الانطلاق· نهج القائد المؤسس إن الظروف والمخاطر المحيطة بنا تفرض علينا أن نكون حريصين على حماية إنجازاتنا، وتأمين مصالحنا، لذلك يجب أن نثق في قدراتنا ونتمسك بولائنا لقيادتنا ووطننا، ونبذل أقصى ما نستطيع للحفاظ على أمننا الوطني، ونمضي في طريقنا الذي خطه قائدنا المؤسس المغفور له بإذن الله الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ''طيب الله ثراه'' ونوفيه بعض حقه علينا، متسلحين بحكمته وتراثه القيادي والأبوي، وإرادته التي لا تلين، وهو يقود مع إخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات صراع البناء، ويتلمس طريق النهوض والتقدم والرفعة· وإذا كان التاريخ يصنع القادة، فإن قادة الإمارات كانوا صناع التاريخ، وحققوا آمال وتطلعات شعب الإمارات، وأثبتوا أنه بالعزم والإرادة والإخلاص للوطن تتحقق المعجزات وتتقدم الأمم، كما كان للإنسان الإماراتي الدور الرئيسي في جعل المعجزة حقيقة واقعة، فقد صاغ بيديه سيمفونية النهضة، وشارك بكل إمكانياته وجهده في صنع الوطن· نسأل الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً إلى ما فيه خدمة وطننا الغالي ليبقى عزيزاً منيعاً·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©