عدد اليوم
محمد إبراهيم (الجزائر)
اتفقت مصر والجزائر أمس على رفض التدخل الأجنبي في الأزمة الليبية، مع التأكيد على ضرورة التوصل لتسوية سلمية للازمة ووقف نزف الدماء الليبية. جاء ذلك خلال زيارة سريعة قام بها سامح شكري، وزير الخارجية المصري، للجزائر أمس، استغرقت 6 ساعات وشملت لقاءات مكثفة له، مع الرئيس عبد المجيد تبون ووزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم.
وقال سامح شكري، في تصريحات عقب لقائه بالرئيس الجزائري بقصر المرادية الرئاسي، إنه سلم الرئيس تبون رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تتضمن دعوة الرئيس تبون لزيارة القاهرة. وأوضح أن الرسالة تضمنت تعزيز العلاقات الثنائية ودفعها قدماً للأمام في شتى المجالات.
وأشار إلى أنه تم التطرق إلى أهمية العمل المشترك على الصعيد الإقليمي في ضوء تطابق وجهات النظر بين البلدين والتحديات المشتركة، كما تم التطرق للملف الليبي باعتباره أحد أهم التحديات المشتركة التي تواجه البلدين. وأوضح أنه تم التأكيد على وقف الصراع ونزيف الدم الليبي والوصول لتسوية سياسية تجمع الفرقاء، كما اتفق الجانبان على رفض التدخل الأجنبي في ليبيا والعمل على منع أي أطراف أجنبية من التدخل بما يعقد الأزمة. وأشاد الوزير شكري بإنجاز الجزائر لاستحقاقاتها السياسية وانتخاب الرئيس تبون، كما أشاد بالإدارة الحكيمة للفترة السابقة بالجزائر.
وتأتي زيارة شكري في إطار جهود دبلوماسية مكثفة شهدتها الجزائر خلال الأيام الماضية وشملت زيارات كل من فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية التي تسيطر على طرابلس، ومولود تشاووش أوغلو وزير الخارجية التركي ووزير الخارجية الإيطالي لويجي ديمايو الذي غادر الجزائر امس عقب زيارة استمرت يومين. وقبيل مغادرته، أكد ديمايو، أنّ كل الدول التي زارها متفقة على ضرورة الوصول لحل سلمي ووقف إطلاق النار بليبيا. وقال إن الكل موافق على ضرورة الوصول لحل يضمن الاستقرار بالمنطقة.
وشدد على أن إيطاليا ستبقى صديقة للشعب الجزائري وحكومته، مؤكداً أن بلاده ستعمل مع الجزائر جنباً إلى جنب في جميع مجالات الطاقة والتعليم العالي والبحث العلمي لضمان مستقبل الأجيال القادمة، كما شدد على التنسيق في مجال محاربة الإرهاب. من جانبه، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، إن التنسيق بين الجزائر وإيطاليا بخصوص الأزمة الليبية هو جيد جداً في الوقت الحالي بعد أن دعمت إيطاليا المقاربة الجزائرية التي ترتكز على السلمية والحل السياسي. وقال بوقادوم إن الحل السياسي والسلمي بالنسبة لليبيا هو الأنسب والأصلح، لهذا نرفض التدخل الأجنبي فيها ونصر على احترام شؤونهم الداخلية مع حظر تزويد الجماعات المسلحة بالأسلحة. وشدد على أن المفاوضات بين كل الأطراف الليبيين المتصارعة ضرورية في هذا الوقت لأنهم المعنيون الأوائل بما يحصل داخل وطنهم.
