الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا تبخسوا الأندية نجاحاتها

لا تبخسوا الأندية نجاحاتها
12 مارس 2020 00:28

ليس هناك شيء في عالم اليوم يأتي بالصدفة، وكرة القدم كما هي اليوم، لا شيء فيها يترك للحظ ولو أن الحظ هو من فسيفساء هذه اللعبة، هو من سمات جمالها وسحرها.
في كرة القدم، كما في الحياة، كل شيء يأتي بالعمل، وما أنجزته الأندية المغربية بتحقيقها علامة التميز الكاملة، بوصول أنديتها الأربعة للمربع الذهبي لدوري الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي، إن وصف على أنه من الخوارق، وإن اعتبر من السوابق التاريخية أو مما شئتم من التوصيفات، فإنه بالقطع لم يأت بمحض الصدفة، ولم يطبخ في الكهوف السرية، فقد كان الفاعل فيه، ظاهراً لا مستتراً، هو العمل الاحترافي الذي يضع للسفر الإفريقي خريطة وحقيبة وفكراً لا يستهين بالتفاصيل، مهما كانت صغيرة.
يبخس البعض هذا الإنجاز الكبير غير المسبوق لكرة القدم المغربية، بوصول الغريمين الوداد والرجاء لنصف نهائي دوري الأبطال وبلوغ النهضة البركانية وحسنية أغادير للمربع الذهبي لكأس الاتحاد الإفريقي، عندما ينسبه لقوة غير مرئية، يبرع هذا البعض في رسمها على شكل عفاريت، وللأمانة فخلف هذا العمل توفيق من الله، وانغماس كلي في التدبير الاحترافي، إنه إفراز طبيعي لمشهد كروي مغربي بات يشتغل بمقاربات مختلفة، وبأساليب تخلصت من كوابح النمطية التي تفرمل في العادة أي مشروع للتغيير.
لا أقصد إطلاقاً أن المشهد الكروي المغربي تنظف بالكامل من العناكب ومن رداءات الهواية ومن اختناق الحوكمة بأدخنة قديمة، ولكن هذا الذي تسجله النوادي المغربية في سفرها الإفريقي من ألق وتميز هو ثمرة عمل هيكلي ووعي بأهمية أن تكون سفيراً لبلدك في مسابقة قارية، ولطالما نبهنا، كإعلام، الأندية المغربية الملتزمة بالمسابقات الخارجية، إلى ضرورة تدبير السفر الإفريقي لوجستياً وفنياً وذهنياً بشكل احترافي يقلل من شأن المؤثرات الخارجية، ومن القوى القاهرة التي تتعدد أشكالها وصنوفها في الأدغال الإفريقية.
ليس مصادفة أن يكون الوداد البيضاوي قد سجل وصوله لرابع مرة للمربع الذهبي لدوري الأبطال في آخر 5 مواسم، وليس ضربة حظ أن ينجح الرجاء في موسم مصالحة الأميرة الإفريقية الصغيرة، في بلوغ المربع الذهبي، ولا دخل لأي قوة خفية في وصول النهضة البركانية لثاني مرة توالياً لدور الأربعة لكأس الاتحاد الإفريقي، وليس هناك شيء خارق يصعب تفسيره، هو ما أوجد حسنية أغادير في المربع الذهبي لكأس الاتحاد.
نبخس الأندية المغربية حقها في الاعتراف لها بالنبوغ قارياً، إن نحن انسقنا وراء ما عودتنا عليه ثقافة الخرافات، وقلنا بلا أدنى وازع أخلاقي، إن النجاح لا يصنعه فكر الأندية واحترافيتها، بل يصنعه الحظ، بتعريف فولتير، والذي هو «كلمة مفرغة من المعنى، لأن لا شيء ينشأ من العدم».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©