عدد اليوم
عواصم (وكالات)
استعادت أسواق الأسهم حول العالم بعض خسائرها، أمس، بعد أسوأ يوم مرت به منذ أزمة عام 2008، إذ عم الارتياح مع ارتفاع أسعار النفط وبروز أمل جديد في اتخاذ إجراءات مالية لدعم النشاط الاقتصادي والاستهلاك.
وعند نحو الساعة 09:00 بتوقيت جرينتش، سجلت باريس وفرانكفورت ولندن زيادات تتراوح ما بين 2.5% و3%. وإن كان هذا التحسن لا يكفي لاستعادة ما خسرته أمس الأول حين سجلت انخفاضات تراوحت بين 7 و9%. وأغلق مؤشر نيكاي القياسي على ارتفاع 0.85%، مقابل انخفاض بنسبة 5% سجله في اليوم السابق. وفي هونج كونج، استعاد مؤشر هانج سنج 1.41%، في حين ارتفع مؤشر بورصة شنغهاي بنسبة 1.82% وشنزن بنسبة 2.42%.
موسكو الاستثناء الوحيد
الاستثناء الوحيد، على أهميته، كان افتتاح بورصة موسكو للأوراق المالية على تراجع حر بأكثر من 10% بعد عطلة نهاية أسبوع من ثلاثة أيام، متأثرة بتراجع الخام والروبل. وخلف الانتعاش في مراكز المال الأخرى، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 10%.
ونزل الخامان القياسيان برنت والأميركي 25 % أمس الأول، لينخفضا لأدنى مستوياتها منذ فبراير 2016 ويسجلا أكبر تراجع بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ 17 يناير 1991، حين تراجعت أسعار النفط عند اندلاع حرب الخليج، في أعقاب فشل المفاوضات في نهاية الأسبوع الماضي بين أوبك+ وروسيا، ما تسبب في عاصفة عنيفة اجتاحت أسواق الأسهم العالمية المتضعضعة بالفعل من جراء وباء كورونا المستجد.
كما انتعشت الأسواق المالية في دول الخليج عند الافتتاح فارتفع سوق دبي المالي بنسبة 5.5% وسوق أبوظبي 4.2%.
دعم الاقتصاد
وأشاع الأمل في اتخاذ تدابير «واسعة النطاق» لدعم الاقتصاد الأميركي وعد بها دونالد ترامب شعوراً بالارتياح لدى المستثمرين. ومن المتوقع أيضاً أن تعلن الحكومة اليابانية عن خطة مساعدة مالية للتعامل مع العواقب الاقتصادية لوباء كورونا. وعقد القادة الأوروبيون مؤتمراً عبر الفيديو لتنسيق استجابتهم للوباء الناجم عن فيروس كوفيد-19 في حين تتوقع الأسواق أيضاً أن يتخذ البنك المركزي الأوروبي سلسلة تدابير قد يعلن عنها غذاً الخميس.
ونقلت وكالة بلومبرج عن كيوشي إيشيجان، الخبير الاستراتيجي لدى شركة ميتسوبيشي يو إف جيه كوكوساي لإدارة الأصول، قوله: «ترحب الأسواق بهذا النقاش حول اتخاذ تدابير مالية لدعم الاستهلاك والنشاط الاقتصادي».
قطاع النفط يقود المكاسب
وتفصيلاً، سجلت الأسهم الرئيسة في أوروبا انتعاشاً، غداة تكبدها أفدح الخسائر في أكثر من عقد بسبب تدهور أسعار النفط والخشية من فيروس كورونا المستجد.
في بدء التعاملات سجل مؤشر فوتسي 100 للشركات الكبرى في لندن ارتفاعاً بنسبة 1.8% وصولاً إلى 6073.61 نقطة مستفيداً من الارتفاع الطفيف في أسعار النفط.
في منطقة اليورو ارتفع مؤشر داكس 30 في فرانكفورت 1.2% مسجلاً 10750.58 نقطة، فيما ارتفع مؤشر كاك 40 في باريس 1.7% وصولاً إلى 4787.17 نقطة.
في بورصة ميلانو ارتفع مؤشر فوتسي ميب بمقدار واحد بالمئة مسجلاً 18665.21 نقطة غداة تراجعه بأكثر من 11% أمس الأول، فيما كشفت الحكومة عن تدابير صارمة لمنع انتشار وباء كورونا المستجد.
وإيطاليا أكثر الدول تأثراً بالفيروس بعد الصين، وليل الاثنين الثلاثاء أعلنت الحكومة فرض إغلاق تام على البلاد بأسرها. وقاد قطاع النفط الفرعي في أوروبا المكاسب مرتفعا 3.6% مع تعافي الخام خمسة بالمئة إثر أكبر هبوط في يوم واحد منذ نحو 30 عاماً.
وساهمت أنباء الشركات في الصعود وزاد سهم إنفينيون تكنولوجيز الألمانية لصناعة الرقائق 3.3% بعدما ذكر مسؤولون أميركيون أنه ليس ثمة مخاوف متعلقة بالأمن القومي بسبب صفقتها المقترحة للاستحواذ على شركة سايبرس سيميكوندكتورز الأميركية في صفقة بقيمة عشرة مليارات دولار.
تغطية مراكز مدينة
وفي طوكيو، أغلق الأسهم اليابانية على ارتفاع بعد جلسة شهدت تقلبات تراجعت خلالها الأسهم بسبب المخاوف حيال الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا وانهيار أسعار النفط ولكن السوق ارتفعت في وقت لاحق بفضل تغطية مراكز مدينة.
وأغلق المؤشر نيكي مرتفعاً 0.9% مسجلاً 19867.12 نقطة، بعدما نزل في وقت سابق لأقل مستوى في ثلاثة أعوام عند 18891.77 نقطة. وخلال اليوم، تحرك المؤشر بما يصل إلى 1078.23 نقطة، وهو أكبر تأرجح يومي منذ فبراير 2018. وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.3 % إلى 1406.68 نقطة متعافياً من خسائر حادة في وقت سابق.
وصعدت جميع المؤشرات الفرعية للبورصة وعددها 33 باستثناء ثلاث.
وصعد سهم سوني كورب 3.3% ومازدا موتور 3.7 % وطوكيو إلكترون 3.9 %. وحد من مكاسب الأسهم اليابانية مخاوف بشأن تأثير تفشي الفيروس على النمو الاقتصادي العالمي وانخفاض أسعار النفط.
وهوى سهم أكبر شركات التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما وهي إنبكس 4.3 %.
تيسير نقدي
فتحت مؤشرات الأسهم الأميركية على ارتفاع بأكثر من اثنين بالمئة في الوقت الذي تراجع فيه قلق المستثمرين بفضل آمال بإجراءات تيسير نقدي منسقة لتفادي ركود عالمي بعد يوم من أكبر خسارة للسوق منذ الأزمة المالية.
وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 601.98 نقطة أو %2.52 عند الفتح إلى 24453 نقطة، وصعد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 66.92 نقطة أو ما يُعادل %2.44 إلى 2813.48 نقطة. وربح المؤشر ناسداك المجمع 269.09 نقطة أو %3.38 إلى 8219.76 نقطة.
