عدد اليوم
عواصم (وكالات)
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج أمس السيطرة عمليا وبصورة أساسية على بؤرة تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في مقاطعة هوباي وعاصمته ووهان. وقال خلال تفقد أعمال مكافحة الوباء في المنطقة التي زارها للمرة الأولى منذ بدء الأزمة في يناير الماضي: «تم تحقيق نجاح أولي نحو استقرار الأوضاع وتحسنها».
وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام رسمية صورا للرئيس الصيني، واضعا على وجهه قناعا واقيا وهو يتحدث بالدائرة المغلقة مع عمال الصحة في الخطوط الأمامية ومع مرضى يرقدون في أحد مستشفيين ميدانيين أقيما في ووهان، ثم توجه إلى حي سكني للتحدث إلى أشخاص يخضعون لحجر صحي ومع متطوعين محليين.
وجاءت زيارة بينج وسط نجاح إجراءات الحجر الصحي غير المسبوقة التي عزلت ووهان وباقي أنحاء مقاطعة هوباي في انحسار عدد الإصابات الجديدة بشكل كبير في الأسابيع الماضية. ولم تسجل أمس سوى 17 حالة في ووهان من أصل 19 في البر الصيني، بينها حالتان في بكين وجوانجدونج لشخصين قادمين من الخارج، في أدنى رقم منذ بدء نشر البيانات في 21 يناير.
وقررت هوباي تخفيف قيود السفر بما يسمح للأشخاص الأصحاء في مناطق منخفضة الخطر، بالتنقل في أنحاء المقاطعة، وقالت إنه سيطبق نظام مراقبة عبر أجهزة الهاتف المحمول يتضمن «شفرة صحية» لبدء السماح للناس بالسفر والتشجيع على استئناف العمل والإنتاج.
ونقلت وكالة «بلومبرج» عن السلطات الصحية الصينية تأكيدها تماثل 60096 حالة للشفاء في الداخل من أصل 80756 إصابة. وبلغ عدد الوفيات 3136 من أصل 4087 في أنحاء العالم الذي شهد أيضا تعافي نحو 4 آلاف حالة من أصل 35 ألف إصابة في 105 دول.
وسجلت كوريا الجنوبية 35 إصابة جديدة ليصل الإجمالي إلى 7513 في أكبر انتشار للفيروس في آسيا خارج البر الصيني، وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية إن عدد الوفيات زاد ثلاثة ليصل إلى 54. وسجلت تايلاند 3 إصابات ليرتفع الإجمالي إلى 53. كما سجلت الفلبين 11 إصابة لترتفع الحصيلة إلى 35. ورصدت مقاطعة هيوجو اليابانية إصابتين ليرتفع الإجمالي إلى 1190.
وسجلت منغوليا أول إصابة لفرنسي قادم من بلاده عبر موسكو. ورصدت كمبوديا ثالث إصابة. وأعلنت سلطنة بروناي إصابة 6. وسجلت ماليزيا إصابة 12 ليرتفع الإجمالي إلى 129. ورصدت إندونيسيا 8 إصابات ليبلغ الإجمالي 27. وأعلنت ولاية كيرالا الهندية تعليق جميع الفعاليات العامة وإغلاق دور السينما والمدارس وقررت حالة الطوارئ، عقب إصابة 6 أشخاص آخرين بالفيروس.
وفي أوروبا، وسعت الحكومة الإيطالية إجراءات العزل غير المسبوقة لتشمل أنحاء البلاد، حيث طلبت من نحو 60 مليون شخص البقاء في منازلهم سعيا لوقف انتشار الفيروس. وقال رئيس الوزراء جوزيبي كونتي: «لن تعود هناك منطقة حمراء في شبه الجزيرة. إيطاليا بأسرها منطقة محميّة. لم يعد هناك وقت لإهداره. الأرقام تخبرنا أنّ هناك ارتفاعاً كبيراً في أعداد المصابين وفي أعداد الراقدين في المستشفيات وللأسف في أعداد الموتى أيضاً. علينا أن نغيّر عاداتنا، وعليها أن تتغيّر الآن». وبموجب الإجراءات تم منع التجمّعات وتقييد التنقّلات في سائر أنحاء إيطاليا خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، إضافة إلى إلغاء الفعاليات أياً كان مستواها أو نوعها، لكن هذه التدابير لن تشمل الحدّ من وسائل النقل، لضمان استمرارية النشاط الاقتصادي وتمكين الناس من الذهاب إلى أعمالهم، بينما ستظل المدارس والجامعات مغلقة حتى 3 أبريل المقبل. كما أعلن الفاتيكان إغلاق كاتدرائية وساحة القديس بطرس أمام السياح حتى رفع القيود التي فرضتها إيطاليا على التجمعات العامة.
ونصحت النمسا رعاياها بالعودة من إيطاليا مع حظر دخول القادمين منها للحد من انتشار الفيروس الذي ارتفعت حصيلة إصاباته إلى 143 في 9 ولايات، كما قررت حظر الفعاليات الداخلية التي تضم أكثر من مئة مشارك والفعاليات الخارجية التي تضم أكثر من 500. وأوصت الحكومة الألمانية أيضا بعدم السفر إلى جميع أنحاء إيطاليا.
كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى إيطاليا إلا للضرورة، وأكدت ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس إلى 6، والإصابات إلى 31. وحظرت مالطا جميع عمليات السفر من وإلى إيطاليا. كما منعت صربيا دخول الأجانب من دول يتفشى بها الفيروس وأولها إيطاليا، إضافة إلى الصين وكوريا الجنوبية وإيران وسويسرا.
وارتفع عدد الوفيات بالفيروس في فرنسا إلى 30 إضافة إلى 1412 إصابة. وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن بلاده لا تزال في بداية تفشي كورونا الجديد، داعيا الفرنسيين لتجنّب الذعر، ومشددا على أن السلطات منظّمة لمواجهة الأزمة. وأحصت إسبانيا 28 وفاة بالفيروس وإصابة 1204. وارتفعت الإصابات في سويسرا إلى 476، وفي هولندا إلى 382 بعد رصد 61 حالة جديدة، فضلا عن وفاة أربعة مرضى. وأغلقت قبرص مستشفى نيقوسيا بعد اكتشاف إصابة طبيب يرأس قسم جراحة القلب، كما سجلت أول إصابة في ما يسمى جمهورية «شمال قبرص» غير المعترف بها إلا من تركيا. وقررت اليونان إغلاق المدارس والجامعات ودور الحضانة وغيرها من المنشآت التعليمية لمدة أسبوعين لاحتواء تفشي الفيروس.
كندا تسجل أول وفاة
أعلنت السلطات الصحية في كندا أمس، وفاة أول حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19). وقال وزير الصحة بمقاطعة بريتش كولومبيا أدريان ديكس، إن الضحية كان يقيم في دار رعاية للمسنين في مدينة فانكوفر الشمالية. وكانت كندا أكدت إصابة 32 من رعاياها على متن السفينة السياحية «دايموند برنسيس» التي خضعت للحجر الصحي في ميناء يوكوهاما في اليابان.
عسكريون وسياسيون في الحجر الصحي !
قياديون عسكريون وسياسيون طالهم كورونا الجديد (كوفيد 19). فقد أعلنت وزارة الدفاع النرويجية عن إلغاء وزير الدفاع فرانك باك عدداً من اللقاءات والاجتماعات، بسبب شكوك حول إصابته بالفيروس، لافتة من دون توضيحات أن الوضع لا يزال غامضاً. فيما قالت وزارة الدفاع البولندية إن القائد العام للقوات المسلحة الجنرال ياروسلاف ميكا تأكدت إصابته بالفيروس، بعد عودته من ألمانيا ووضع في الحجر الصحي. وقال رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي إنه وضع نفسه في عزلة، وقرر العمل من منزله في بروكسل كإجراء احترازي، بعد أن سافر إلى إيطاليا. وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن مدير المكتب باتريك سترزودا يعمل من المنزل، بعدما خالط شخصاً أثبتت التحاليل إصابته بالفيروس، وذلك بعد ساعات من إعلان وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن وزير الثقافة فرانك ريستر أصيب بالفيروس إلى جانب 5 نواب في البرلمان. وقال الجيش الأميركي إن قائد الجيش في أوروبا اللفتنانت جنرال كريستوفر كافولي، إلى جانب عدد من الموظفين، ربما تعرضوا للفيروس خلال مؤتمر شمل قادة للقوات البرية في مدينة فيسبادن في ألمانيا الأسبوع الماضي. وأثبتت الفحوص التي خضع لها الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا عدم إصابته بالفيروس.
فيما قال رئيس بولندا أندريه دودا إنه لن يعقد تجمعات جماهيرية في إطار حملته الانتخابية، وذلك لمحاولة وقف انتشار الفيروس.
وظهر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على شاشة التلفزيون في بث مباشر لإصدار أوامر للسكان بالكف عن المصافحة في إطار مساعي مكافحة الفيروس، غير أنه كان أول من لم يلتزم بالأوامر الجديدة بمصافحة رئيس المركز الهولندي لمكافحة الأمراض المعدية ياب فان ديسل.
