الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فنون العمارة العمانية عامل جذب سياحي

فنون العمارة العمانية عامل جذب سياحي
13 فبراير 2012
يوسف البلوشي (مسقط) - تجذب العمارة العمانية الكثير من السياح ممن يزورون السلطنة، حيث تتميز المواقع السياحية بفنون العمارة الجميلة التي تعود إلى سنين ماضية، ويتجلى ذلك في القلاع والحصون والشواهد التاريخية. وقد خصصت الحكومة العمانية مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية لتكافئ المميزين في فن العمارة، وذلك بهدف إضفاء نوع من التفرد الحرفي على العمارة العمانية. وتحقق التصاميم العمانية في الشواهد الحديثة نوعاً من التمازج بين الأصالة الحرفية والحداثة المعمارية المعبرة عن روح العصر، فهي مستمدة بشكل أساسي من روح العمارة العمانية مع تمتعها في الوقت ذاته بخصوصية الحرف العمانية لتجعل منها أيقونة من أيقونات العمارة العمانية التقليدية. الفكرة الجوهرية تتمثل الفكرة الجوهرية التي تتسم بها التصميمات العمانية على نقوش وزخارف عمانية مقتبسة من شواهد متنوعة ورموز حية مثل قصر العلم العامر والجامع الأكبر والأوبرا السلطانية، الأمر الذي يضفي على أي تصميم نوعاً من التفرد الجمالي، وتتميز النقوش العمانية من زخرفة وحدات متناسقة وبديعة في أي مقار أو أبنية، وذلك بهدف تضمين تقنية استخدام الصروح العمانية المستخدمة في العمارة التقليدية مع مراعاة ميزة المنظور المرئي وهي خاصية التحكم في هندسة بناء القلاع والحصون العمانية، إضافة إلى إضفاء بعض النقوش المستوحاة من حرفة النسيج العماني من خلال تصميمات ذات وحدات زخرفية ذات ألوان زاهية مستلهمة من البيئة العمانية. ويقبل السواح على زيارة جامع السلطان قابوس الأكبر التي شكلت الزخارف العمانية والنقش العماني ميزة فيه، حيث تبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع، حيث تختتم بالمآذن ‏الأربع التي ترسم حدود الموقع بارتفاعها إلى 45 متراً، وتجتمع المآذن الخمس ‏في الجامع لترمز إلى أركان الإسلام الخمسة. وتتخلل الجدران البيضاء المهيبة ‏مجموعة من الأقواس والكوّات المفتوحة والصماء مع دعامات تستهل واجهة ‏المصلى الرئيس، وهذه الدعامات لها وظيفة إنشائية، فضلاً عن أنها ملاقف ‏للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة في العمارة ‏المحلية (البراجيل).‏ وتتوج جدران المصلى الرئيس شرفات يتأصل طرازها في عمارة ‏القلاع العمانية خاصة ومسننات الشرفات في العمارة الإسلامية عموماً. أما ‏جدار القبلة فيتميز بكوّة المحراب البارزة في نتوئها عند الواجهة كما هو ‏التقليد في وضوح التعبير عن حائط القبلة في تصميم المساجد العُمانية. ‏?واستخدمت مجموعة غنية من الزخارف الإسلامية في تصميم ‏النقوش المحفورة في أبواب المصلى الخشبية التي تعلو كلاً منها آيات قرآنية بخط ‏الثلث. أما الأبواب الخشبية المحفورة التي تربط الصحن الداخلي بمصلى ‏النساء فإنها تحتوي على مشربيات مبطنة بألواح الزجاج الملون لتؤكد على ‏تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة. وتقتصر تفاصيل عناصر ‏الجدران الخارجية على تقاسيم الزخارف المحفورة بأنماطها الهندسية ‏والنباتية والآيات القرآنية الكريمة المكتوبة بخط الثلث. ‏وتزداد كثافة الزخارف ودقة إيقاعها تدريجياً مع الانتقال من قضاء ‏عمارة الخارج إلى داخل الجامع وحرمه. وفي جدران المصلى تعتلي ‏شبابيك الزجاج الملون بتقاسيم هندسية ونباتية رائعة التصميم والدقة. ‏ زخارف ونقوش تعتبر دار الأوبرا السلطانية أحد الشواهد العمرانية الحديثة على الزخارف والنقوش العمانية وألقها المميز، حيث تعد دار الأوبرا مثالاً للنهوض بالفكر والأدب العُماني والاهتمام بروائع الفنون العالمية وخطوة لبناء إنسان يجمع كل العطاءات. وتلقى الدار إقبالاً سياحياً منقطع النظير، حيث صممت الدار حسب نمط العمارة العربية والإسلامية، كما أن شكلها الخارجي مستوحى من نمط القلاع العمانية. وهي مبنية على مساحة 80 ألف متر مربع، وتشغل الأشجار والمسطحات الخضراء نصف هذه المساحة لتوفير أماكن فسيحة للتنزه والجلوس. كما أن المساجد العمانية هي الأخرى تمثل مزاراً دينياً للصلاة ومعرفة الثقافة الإسلامية، حيث تولي الحكومة الاهتمام ببيوت الله بشكل كبير، حيث يمثل المسجد ركيزة أساسية في الثقافة الإسلامية، ومنطلقاً لكثير من القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية يرسخها المسجد من خلال الشعائر والعبادات المرتبطة به وهي الأخرى تبنى بزخرفة إسلامية عمانية رصينة ومتألقة. ويعكس فن النقش على الخشب على البيوت والأبنية جذباً سياحياً، حيث تعتبر الأبواب المنقوشة ببراعة وبطريقة مزخرفة سمة تميز كل مدينة وقرية عمانية، سواء في المناطق الداخلية أو في مناطق الساحل. كما توجد أبواب مشابهة في بعض مناطق شرق إفريقيا، وذلك عائد إلى التأثير العماني الذي كان سائدا هناك. حيث كانت هذه الحرفة التقليدية تستخدم زخرفات لتصاميم معينة تنقش على مؤخرة السفينة وعلى سطحها المرتفع. ولم يتلاشى هذا الفن في عمان، حيث لا يزال النقش على الخشب موجودا لتزيين الأبواب والسفن على حد سواء. وغالبا ما تنقش على الأبواب آيات قرآنية كريمة والتاريخ الذي تم نقشها فيه. إن التصاميم المنقوشة على الأبواب والنوافذ العليا هي تصاميم إسلامية متنوعة تعكس نماذج هندسية، أو أشكال أزهار، ويعتبر نقش الأزهار والأوراق من بين النماذج الأكثر شيوعاً. واشتهرت مدينة صور بسفنها الكبيرة التي بنتها لتمخر عباب المحيطات، وكانت مؤخرات هذه السفن وأسطحها تزين بنقوش في غاية الجمال والبراعة. ومما يدعو للأسف انه لم يبق أي من هذه السفن الكبيرة، ومن هنا لا يمكننا تقدير جمال تلك النقوش إلا من خلال صور ورسومات قديمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©