الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعوات لتحقيق الاندماج الاقتصادي بين دول المغرب العربي

دعوات لتحقيق الاندماج الاقتصادي بين دول المغرب العربي
17 فبراير 2014 23:19
مراكش (أ ف ب) - انطلقت أعمال المنتدى الثالث للمقاولين المغاربيين في مدينة مراكش المغربية، بمشاركة أكثر من 400 رجل أعمال من البلدان المغاربية الخمسة، بهدف اعتماد «المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار» لإخراج اتحاد المغرب العربي من جمود دام ربع قرن. ويتزامن انعقاد المنتدى مع الذكرى 25 لتوقيع معاهدة الاتحاد المغاربي في 17 فبراير 1989، حيث تم التوقيع منذ ذلك الوقت على أكثر من ثلاثين اتفاقية في مختلف المجالات، لكن أغلبها لم يدخل حيز التنفيذ بسبب الخلافات السياسية، خاصة بين المغرب والجزائر. ويهدف المنتدى، حسب المنظمين، إلى «إعادة الاندماج الاقتصادي إلى اتحاد المغرب العربي عبر مبادرة من القطاع الخاص»، وضعت لها «خريطة طريق» تحمل اسم «المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار». وقالت مريم بنصالح شقرون رئيسة الاتحاد المغاربي لرجال الأعمال، «إن المبادلات التجارية البينية بين بلدان الاتحاد تشكل 3% فقط من إجمالي مبادلات هذه البلدان مع بقية الشركاء الاقتصاديين». وأضافت أن «المبادرة المغاربية للتجارة والاستثمار» هي «مبادرة من القطاع الخاص للبلدان الخمسة لتجاوز هذا الجمود المغاربي، وتتضمن إجراءات عملية لتقوية التجارات البينية والاستثمارات». وأُسس الاتحاد المغاربي لرجال الأعمال سنة 2007، عقب مبادرة مغربية لتجاوز الخلافات السياسية، خاصة مع الجزائر التي أعلن فتح الحدود معها من طرف واحد. وعقد اتحاد رجال الأعمال المغاربيين منذ ذلك الحين مؤتمرين، كان أولهما في الجزائر في مايو 2009، والثاني في تونس مايو 2010، لكن اضطرابات الربيع العربي حالت دون اجتماعه حتى مايو 2013، حيث انتخبت مريم بنصالح شقرون رئيسة له، وهي في الوقت نفسه رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب. ويضم الاتحاد كلاً من «الاتحاد العام لمقاولات المغرب»، و«الاتحاد الجزائري لأصحاب العمل»، و«مجلس أصحاب العمل في ليبيا»، و«الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة والصناعة التقليدية»، و«الاتحاد الوطني لأصحاب العمل الموريتاني». ولا يشكل أي من بلدان الاتحاد المغاربي الخمسة شريكاً رئيسياً لجاره، حيث تظل كل من فرنسا والصين وإيطاليا أهم الشركاء الاقتصاديين لدول المنطقة. وقال لحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، «البلدان الخمسة تحقق أضعف نسبة عالمية للتجارة البنية (3%)، مقارنة مع مجموعات مثل الاتحاد الأوروبي (60%) أو مجموعة أميركا اللاتينية (56%) أو مجموعة دول آسيا (23%) أو دول الساحل والصحراء (19%)». وقالت كريستين لاجارد رئيس صندوق الدولي، في رسالة مصورة وجهتها للحاضرين، إن «الاندماج الاقتصادي لبلدان الاتحاد المغاربية يمكن أن يحقق لبلدانكم ما بين 2 إلى 3% إضافية من الناتج المحلي الخام سنويا». وبسطت لاجارد مشكلات يجب حلها لتحقيق الاندماج، من قبيل «تعقيد القوانين، والبيروقراطية، وتضاعف الحواجز الجمركية، وضعف الانفتاح على أنظمة الاستثمار الأجنبي، وتأخر إصلاح الأنظمة الضريبية، وضعف البنية التحتية»، لكنها أكدت «سنقف إلى جانب بلدان الربيع حتى تتجاوز أزمتها». من جانبه، قال عبد اللطيف الجواهر والي بنك المغرب (محافظ البنك المركزي)، ورئيس سابق لاتحاد المصارف المغاربية: «منطقتنا تضم 90 مليون نسمة، وحققت سنة 2012 ناتجاً داخلياً خام يقدر بـ 430 مليار دولار، ومتوسط نمو 4,8%، وهو غير كافٍ لحل معضلة بطالة الشباب». وأضاف «أما تركيا لوحدها، فقد حققت 791 ملياراً، وسكانها أقل من 75 مليون نسمة، وإسبانيا حققت بدورها 1350 مليار دولار ولا يتجاوز سكانها 47 مليون نسمة»، موضحاً أن «اندماج التجارة البينية يمكن أن يحل بعضاً من هذه المشكلات». أما سيمون جريج، المسؤول عن قسم المغرب العربي في البنك الدولي، فاعتبر أن «الاندماج صار ضرورة حتمية اليوم، لأن البلدان المغاربية، بتفعيل اندماج فعلي، يمكنها أن تربح مجتمعة ما بين 3 و9 مليارات دولار سنوياً». ويبقى الخلاف السياسي بين المغرب والجزائر أهم عامل في جمود الاتحاد المغاربي، بسبب مشكلة الصحراء الغربية من ناحية، وإغلاق الحدود البرية بين البلدين منذ سنة 1994 من ناحية أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©