الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"نيويورك تايمز": "الفيفا" يستعد لإجبار قطر على إشراك دول أخرى في استضافة المونديال

"نيويورك تايمز": "الفيفا" يستعد لإجبار قطر على إشراك دول أخرى في استضافة المونديال
8 مارس 2019 00:08

دينا محمود (لندن)

يستعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتوجيه صفعةٍ مدويةٍ لقطر، من خلال إرغامها على قبول مشاركة دولٍ أخرى لها في تنظيم النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم المقرر إقامتها أواخر 2022، وهو ما سيشكل انتكاسة واضحة للمحاولات المستميتة التي بذلتها الدوحة على مدار الشهور القليلة الماضية للحيلولة دون حدوث هذه الخطوة.
فقد كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية واسعة الانتشار عن أن الاتحاد قرر - على ما يبدو - المضي قدماً على طريق وضع خطته في هذا الصدد موضع التنفيذ حتى يتسنى له زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة من 32 إلى 48، مُتجاهلاً بذلك المعارضة التي سبق أن أعرب عنها كثير من المسؤولين القطريين لإقامة عددٍ لا يُستهان به من لقاءات المونديال خارج بلادهم.
وألمحت إلى أن اتخاذ «الفيفا» قراراً نهائياً بتوسيع حجم المشاركة في البطولة، ومن ثم إقامة بعض مبارياتها في دولٍ مجاورةٍ لقطر، سيشكل تحدياً لنظام تميم ولجنته المنظمة التي «عارض بعض أعضائها الكبار - سراً - تقاسم المنافسات».
وقالت الصحيفة إن موقف قطر النهائي من ذلك القرار المرتقب لـ «الفيفا» سيُحدد من قبل أعلى المستويات في قطر، مُشيرةً إلى إمكانية أن يبرر حكام هذا البلد انصياعهم المحتمل لرغبات الاتحاد الدولي ورئيسه إنفانتينو بغطاءٍ سياسيٍ، لتخفيف الإحراج الذي سيتعرضون له.
ولكن التقرير أكد أن هناك «الكثير من العقبات اللوجيستية التي يتعين تذليلها أولاً، قبل توسيع حجم المشاركة في البطولة الكروية»، مُشدداً كذلك على تواضع القدرات القطرية من الناحية التنظيمية، بما لا يجعلها كافية لمواكبة الزيادة المرتقبة في عدد المنتخبات.
ومن شأن زيادة عدد فرق البطولة بنسبة 50% كما هو مُقترح، جعل عدد المباريات يقفز بالتبعية من 64 إلى 80 مباراة.
وسيزداد الأمر سوءاً في ضوء أن النظام القطري كان قد قلص الفترة المقررة لإقامة المونديال لتصل إلى 29 يوماً بدلاً من أكثر من 32 يوماً.
وجاء هذا التقليص بهدف التخفيف - ولو نسبياً - من الإرباك الشديد الذي سيلحق بجداول المنافسات الوطنية والقارية الكروية، بسبب إقامة البطولة في أواخر الخريف بدلاً من الصيف، لتجنب الحرارة الشديدة التي تسود قطر في هذا الوقت من كل عام.
ولهذا السبب، سيسعى «الفيفا» - كما قالت «نيويورك تايمز» - إلى ضغط اللقاءات الإضافية التي ستنجم عن زيادة عدد المنتخبات، لتُقام خلال المدة المُقلصة نفسها لمونديال 2022، تجنباً لإثارة غضب الأندية الأوروبية الكبرى بشكلٍ أكبر، في ضوء أنها متخوفة من الأصل من التأثيرات السلبية للموعد الجديد لكأس العالم، على خوضها غمار بطولاتٍ مهمةٍ مثل دوري أبطال أوروبا.
وفي إشارةٍ إلى الضغوط الهائلة التي يتعرض لها النظام القطري في هذا الوقت الراهن للرضوخ لمطالب «الفيفا» - لا سيما في ضوء استعداده لتقديم أي تنازلاتٍ للإبقاء على البطولة في أراضيه - لفتت الصحيفة الأميركية المرموقة الانتباه إلى رفض الدوحة حتى الآن التعقيب رسمياً على التقارير، التي تؤكد أن توسيع حجم المشاركة في كأس العالم المقبلة لم يعد سوى مسألة وقت.
وأوضحت في هذا الإطار أن السلطات القطرية لم تعلن حتى الآن «رفضها علناً» لإضافة 16 منتخباً إلى الفرق المسموح لها بالمشاركة في نهائيات 2022 أو معارضتها الواضحة لإشراك مزيد من البلدان في استضافة المباريات، «حتى بالرغم من أن الاعتبارات اللوجيستية ستتطلب بالقطع إدخال دول أخرى شريكة» في التنظيم.
وسلطت «نيويورك تايمز» الضوء في تقريرها على التصريحات الفضفاضة التي دأب المنظمون القطريون على إطلاقها خلال الشهور الماضية بشأن هذا الملف بسبب حرج موقفهم، والمتمثلة في القول إنهم «سيؤجلون التعقيب على مسألة استضافة بطولة (موسعة) يشارك فيها 48 منتخباً لحين إجراء دراسةٍ شاملةٍ في هذا الصدد»، دون الاكتراث بتحديد موعدٍ لإجراء مثل هذه الدراسة المفترضة.
وأبرز التقرير في الوقت ذاته التعقيدات الإقليمية التي تكتنف ملف استضافة مونديال 2022، بفعل التوجهات الطائشة لنظام تميم والتي تعرضه للمقاطعة من جانب جيرانه، قائلاً إن مسألة توسيع البطولة «يمثل مشروعاً محفوفاً بالمخاطر السياسية»، ولكن الصحيفة لم تغفل التأكيد على أن هذه الاعتبارات لا تنفي كون المقترح الخاص بذلك مدعوماً بشدة من جانب رئيس «الفيفا»، الذي يعمل على التبكير بخطة زيادة عدد الفرق لتُطبق في النسخة المقبلة من كأس العالم، بدلاً من موعدها المقرر في بطولة 2026.
وبحسب الصحيفة الأميركية، فإن «الفيفا» سيلجأ على الأغلب إلى الكويت وسلطنة عُمان لاستضافة جانبٍ من منافسات المونديال المقبل حال توسيع رقعة المشاركة فيه، وذلك في ظل الإجراءات الصارمة التي تتخذها دول الخليج الأخرى السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر ضد النظام القطري منذ منتصف عام 2017.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على جهود مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم على هذا الصعيد قولها إن رئيس الاتحاد بحث خلال زيارتيه الأخيرتين إلى الكويت وعُمان فكرة مشاركة الدولتين في عملية الاستضافة، وذلك في ضوء سعيه الدائم لاستغلال كل مناسبة سانحة لتعزيز فرص الموافقة على توسيع كأس العالم.
ووفقاً للصحيفة الأميركية، كان من المتوقع أن يُتخذ الأسبوع المقبل قرار نهائي حول عدد المنتخبات التي سيُسمح لها بخوض غمار نهائيات مونديال 2022، لكن إنفانتينو قرر إرجاء هذه الخطوة حتى موعد انعقاد المؤتمر السنوي لـ «الفيفا» في يونيو.
واعتبرت «نيويورك تايمز» أن لا عقبات ملموسةً ستعترض طريق تمرير مقترح توسيع المونديال في مؤتمر يونيو، قائلةً إن من سيحضرون المؤتمر من ممثلي الاتحادات الوطنية للكرة - البالغ عددها 211 - يُعرفون «منذ أمدٍ طويلٍ بأنهم يوافقون تلقائياً ودون معارضةٍ أو تفكير، على السياسات التي يفضلها رئيس الفيفا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©