السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

علامات استفهام حول التلاعب في "روزنامة الأبطال" لصالح قطر !

علامات استفهام حول التلاعب في "روزنامة الأبطال" لصالح قطر !
7 مارس 2019 00:00

معتز الشامي (دبي)

يبدو أن القطري سعود المهندي، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، هو من يدير اللعبة في القارة الصفراء، وأنه من يتحكم في نظم بطولاتها، دون الاستناد إلى أي منطق أو نظام «عادل» يراعي مصالح كل أندية القارة، دون تفرقة بين الدول، وفق أي حسابات أخرى تخل بمبدأ تكافؤ الفرص.
كان المهندي قد تعرض للإيقاف لمدة عام من الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» ديسمبر الماضي، بمنعه من ممارسة أي نشاط يتعلق باللعبة بسبب عدم تعاونه في تحقيقات قضائية، وفرض عليه غرامة مالية تبلغ 20 ألف دولار، وهو يمارس مهامه في الاتحاد القاري، على الرغم من العقوبة.
وتتجه النية لدى لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، لتأجيل مباريات دور الـ16 لدوري أبطال آسيا والتي كان قد تم ترحيلها شهراً عن موعدها القديم الذي كان محدداً في أوائل ومنتصف مايو من كل عام، بسبب شهر رمضان الذي سيصادف دخوله في توقيت مباريات هذا الدور، حيث سبق وقررت اللجنة ترحيل هذا الدور ليقام الذهاب فيه أيام 17 و18 يونيو والعودة يومي 24 و25 يونيو المقبل، ومن المعروف أن لجنة المسابقات صاحبة الاقتراح المطروح للتصويت من قبل أعضاء اللجنة، يترأسها المهندي.
وعلمت «الاتحاد» تفاصيل العديد من المفاجآت التي وقفت خلف كواليس هذا التوجه، وأول تلك المفاجآت هو أن التأجيل سيكون فقط في غرب آسيا وأنديتها والتي سيتم تعديل اللائحة الخاصة بتسجيل اللاعبين بناء على القرار الذي ينتظر أن يتخذ يوم الاثنين المقبل، وهو الموعد الأخير لإرسال الأعضاء الـ19 للجنة المسابقات، آراءهم الخاصة بمقترح التعديل الجديد.
ويأتي هذا المقترح بسبب مشاركة قطر في بطولة كوبا أميركا الذي يقام منتصف يونيو المقبل، وهو ما يطرح علامات الاستفهام حول الدوافع الحقيقية في التلاعب بروزنامة بطولة قارية بحجم دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخها، لخدمة غرض فرق لدولة بعينها، فضلاً عن تضارب المصالح وراء تلك المبادرة، حيث يرأس اللجنة القطري المهندي، خصوصاً أن منتخب اليابان سبق له المشاركة في نفس البطولة ولم يتدخل أحد لتغيير روزنامة قارية من أجلها، كما تشارك اليابان مجدداً في هذه النسخة، ولكنها لم تطلب التأجيل، بل ستقام في شرق آسيا كما هي دون تغيير.
وعلمت «الاتحاد» أن توقيت التعديل الجديد سيكون بإقامة دور الـ16 لدوري الأبطال لأندية غرب آسيا، ليقام يومي 5 و6 أغسطس المقبل، والعودة يومي 12 و13 من ذات الشهر، ويتعارض موعد لقاء العودة مع موعد عيد الأضحى وموسم الحج، خصوصاً بالنسبة للأندية السعودية، واستضافة المباريات هناك.
ورغم تشديد الاتحاد الآسيوي بعدم إقامة مبارياته في وقت يتعارض مع مناسبات دينية كبرى، إلا أنه يتجه للتراجع عن ذلك وفق المقترح الجديد، أما الدور ربع النهائي فيقام 26 و27 أغسطس، وهو ما يعني أن النادي الذي سيلعب هذا الدور في بداية أغسطس، عليه أن يعدل من برنامج إعداده الخارجي خلال فترة الصيف المقبل، ما قد يبعثر روزنامة التحضيرات للأندية المتأهلة.
وتشير المتابعات إلى أن مقترح التعديل يلقى قبولاً كبيراً حتى الآن، رغم أن النية في التصويت تخالف المنطق، وذلك لعدة أسباب، أبرزها أن التأجيل سيكون للغرب، بينما التصويت عليه، لجميع أعضاء اللجنة وأغلبهم من باقي مناطق آسيا، بينما يمثل الغرب 7 أعضاء فقط من أصل 19 عضواً، أما ثانية المفاجآت فهي أن من سيتحكم في القرار الخاص بتأجيل دور من دوري الأبطال، هي دول لا تطبق الاحتراف ولا تشارك في البطولة من الأساس، حيث إن تلك الدول تمثل بـ10 أعضاء في اللجنة، ودول لا تشارك بالبطولة أساساً، مقابل 9 أعضاء قادمين من دول مشاركة.
أما أبرز المفاجآت المرتبطة بمقترح التعديل الذي تضغط قطر وممثلها على أعضاء اللجان للموافقة عليه وتمريره، فسيكون بتغيير لائحة البطولة ومواعيد القيد واستبدال اللاعبين لهذا الدور، لتكون أواخر يوليو بدلاً من أواخر أبريل كما كان موعدها الحالي، وهذا الأمر أيضاً سيكون لأندية غرب آسيا فقط، بينما تستمر في الشرق كما هي دون تعديل، حيث ستلعب أنديته دور الـ16 في مايو كما هو، حيث لم يشكُ الاتحاد الياباني قبل المشاركة في كوبا أميركا، وهو ما يعني أن دوري الأبطال سيشهد تطبيق نظامين ولائحتين هذا العام للمرة الأولى في تاريخه.
ومن البدهيات الآسيوية، أن أي بطولة قارية لا يتم التعامل معها بهذا الكم من التأجيلات، وخاصة أن إعلان روزنامة آسيا يترتب عليها وضع روزنامات الدول المشاركة في البطولات المختلفة بالقارة، وأي تغيير سيؤثر بالتأكيد سلباً على تلك الدول ودورياتها وأنديتها، ولا يجوز للجنة المسابقات تأجيل دور معين في البطولة لخدمة أندية دولة بعينها، وبالتالي يجب أن يكون التأجيل لأسباب منطقية وواقعة بحسب من استطلعت «الاتحاد» آراءهم.
من جانبه، أكد المستشار عيسى صالح عضو اللجنة القانونية بالاتحاد الآسيوي سابقاً، أن مثل هذا التوجه يجب أن يخضع لسؤال مجرد، هو هل يفيد الصالح العام للأندية كلها المشاركة في هذا الدور أم لا، وهنا يتخذ القرار، وقال: «8 أندية في الغرب تشارك في هذا الدور، بالتأكيد المتضرر سيكون الأندية غير المتأهلة من قطر، بينما يصبح التأجيل لمصلحة قطر، لأن لعب دور الـ16 في يونيو بأنديتها وهي بلا لاعبيها الدوليين لانشغالهم بكوبا أميركا، سيؤثر على فرصها للمنافسة على اللقب».
وحول موقف الأندية المتضررة في حالة اتخاذ القرار في ظل وجود تحرك قطري خلف الكواليس للتأثير على القرار قال: «يجب على المتضرر الطعن أمام لجنة الانضباط ضد قرار المسابقات، وفي حالة رفض الانضباط اتخاذ قرار يوقف هذا التعديل، فاللجوء للاستئناف والتصعيد للكاس إذا كان «كاس» يحق له النظر في تلك القضايا».
وعن تفسيره لمثل تلك التوجهات وتأجيل دور كامل لخدمة أندية قطر من دون غيرها قال صالح: «كان يجب التمسك بالموعد المقر سابقاً في يونيو، وطالما أن قطر ستشارك في كوبا أميركا، فعليها وعلى أنديتها تحمل تبعات القرار، ولكن إذا تم التأجيل لمصلحة دولة بعينها فهذا يعني ضعف منظومة الاتحاد الآسيوي، وهو اتحاد قاري لأكبر قارة في العالم، ويجب أن تكون المساواة حاضرة بين الأعضاء، خصوصاً أن الدول وضعت روزنامة دورياتها المحلية بناء على روزنامة الاتحاد، فكيف يتم التلاعب فيها بهذا الشكل، لأن ذلك من شأنه أن يسبب أضراراً جسيمة لأندية أخرى».
على الجانب الآخر، أبدى المستشار محمد النعيمي رئيس لجنة الانضباط السابق باتحاد الكرة، والخبير باللوائح الرياضية، أن هذا التوجه الجديد يشكك في نزاهة لجنة المسابقات بسبب استفادة الأندية القطرية من القرار في ظل وجود رئيس اللجنة القطري، وهنا يجب الطعن على أي قرار يصدر بالتغيير والتعديل أمام لجنة الانضباط القارية والتصعيد لـ«كاس» لاحقاً ضد لجنة المسابقات، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها لجنة المسابقات قرارات لخدمة قطر.
وتابع: «ما يحدث ينبئ عن ضعف إدارة الاتحاد ولجانه، حيث تدار اللجان المؤثرة بواسطة القطريين أصحاب المصلحة دوماً في أي قرار، كما أن هذا الإجراء ينطوي على تضارب مصالح، وهذا أمر يجب عدم السكوت عنه، وهي السابقة الأولى في دوري أبطال آسيا، وفي الاتحاد الآسيوي الذي لم يعدل روزنامته من قبل من أجل اليابان، فلماذا يعدلها الآن من أجل قطر؟». وأضاف: «إلى متى سيظل قرار اللجان يصدر لدعم قطر وتوجهاتها، وإلى متى يصمت الجميع أمام هذه التوجهات»؟

رسالة إماراتية شديدة اللهجة لرفض «التلاعب» في البطولة
خاطب ممثل الإمارات في لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي، اللجنة برسالة شديدة اللهجة حول نية تعديل دور الـ16 لدوري أبطال آسيا، حيث أشارت الإمارات إلى أن التعديل ينسف جميع مبادئ الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الخاصة بوضع الأجندة، وهذه المبادئ هي التي أقرتها إدارة المسابقات في الاتحاد، وهي المبادئ التي على أساسها اعتمدت لجنة المسابقات الأجندة الحالية.
ولم يتم أخذ هذه المبادئ بعين الاعتبار، والتي كانت بحسب الرسالة أن المقترح يهمل التوزيع العادل لأدوار البطولة، مما يسبب عدم توازن تواريخ المسابقة بين النصف الأول من السنة والنصف الثاني، حيث يضم النصف الأول من السنة المرحلة التمهيدية ومرحلة التصفيات ومرحلة المجموعات، بينما يضم النصف الثاني دور الـ16 والأدوار ربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، وثانياً يؤدي المقترح لعدم ترك فترات زمنية مناسبة بين مراحل المسابقة.
وكانت إدارة المسابقات في الاتحاد الآسيوي تلتزم دائماً بترك فترات زمنية مناسبة بين المراحل المختلفة للمسابقة لإجراء القرعة، وذلك لتوفير ما يكفي من الوقت للاستعداد لقرعة مرحلة خروج المغلوب في الدور ربع النهائي، بينما تهمل الأجندة المقترحة هذا المبدأ أيضاً، حيث إن الفترة الزمنية بين آخر مباراة في دور الـ16 وأول مباراة في الدور ربع النهائي هو 12 يوماً فقط، وفي حال تم إجراء القرعة في تلك المدة، فإنه من المستحيل من الناحية اللوجستية إقامة دور ربع النهائي بعد 12 يوماً فقط من دور الـ16، خصوصاً فيما يتعلق باستصدار التأشيرات الخاصة باللاعبين الذين يحملون جنسيات بلدان مختلفة. المبدأ الثالث كان أن يتم الأخذ بعين الاعتبار موسم الحج أثناء وضع أجندة الاتحاد الآسيوي، إلا أن دور الـ16 في الأجندة المقترحة يقع ضمن موسم الحج الذي يمتد من تاريخ 02/‏‏‏‏08/‏‏‏‏2019 حتى تاريخ 13/‏‏‏‏08/‏‏‏‏2019،
كما أن التعديل من شأنه أن يسبب ازدحاماً في الأجندة، عبر ضغط مرحلتين خلال 20 يوماً.
كما تطرقت الرسالة الإماراتية إلى الجوانب الفنية المترتبة على التعديل منها اتفاقيات اللاعبين، كون الموسم الكروي المحلي بالنسبة لاتحاد الكرة الإماراتي يبدأ في شهر أغسطس وينتهي في مايو من السنة التالية، وعليه، وقعت الأندية المشاركة في البطولة الآسيوية عقود اللاعبين المشاركين في دوري أبطال آسيا لدى فرق اتحاد الكرة، حتى تاريخ 30 يونيو، وذلك لتضمين دور الـ16 في الفترة التي تغطيها اتفاقيات اللاعبين. كما أن تعديل الأجندة، وإقامة دور الـ16 في شهر أغسطس 2019 يترتب عليه أن الأندية المشاركة ستلعب دون لاعبيها الذين تنتهي عقودهم بتاريخ 30 يونيو 2019، ولن تتمكن الأندية من إضافة أو استبدال لاعبين جدد، وستكون الآثار المالية المترتبة على هذا التغيير جسيمة على الأندية المشاركة، والتي برغم انتهاء الموسم الكروي المحلي في شهر مايو 2019، تعمل على تضمين الفترة حتى تاريخ 30 يونيو في عقود اللاعبين وذلك لتضمين دور الـ16 من دوري أبطال آسيا في عقود اللاعبين. كما أن تغيير الأجندة، بحيث يصبح دور الـ16 في شهر أغسطس يترتب عليه دفع أجور اللاعبين طيلة هذه الفترة دون الاستفادة من خدماتهم، مما يعني تكبد خسائر مالية كبيرة من طرف الأندية المشاركة.
وتابعت الرسالة: من غير المنطقي تطبيق الأجندة المقترحة على «غرب آسيا» فقط بسبب وجود مسابقة كوبا أميركا 2019 حيث إن اليابان، وهي من دول «شرق آسيا»، تلعب أيضاً في كوبا أميركا 2019، فإذا كان الهدف من التعديل هو صالح الأندية المشاركة، فلماذا لم تؤخذ مصلحة الفرق اليابانية المشاركة في دوري أبطال آسيا بعين الاعتبار، أما مسألة كأس الأمم الأفريقية 2019؟ فمن غير المنطقي تطبيق الأجندة المعدلة على دول «غرب آسيا» فقط بسبب كأس الأمم الأفريقية، حيث إنه يلعب لدى دول «شرق آسيا» أيضاً العديد من اللاعبين من دول أفريقية.
وأضافت الرسالة: تعديل المواد المتعلقة بفترات التسجيل من لوائح مسابقة دوري أبطال آسيا، بحسب النظام الأساسي للاتحاد الآسيوي، يقع ضمن صلاحيات اللجنة التنفيذية للاتحاد، في حال اعتماد لجنة المسابقات للتغيير المقترح، فإن هذا لا يعني أن توافق اللجنة التنفيذية على تعديل اللوائح، ما يعني استمرار سريان اللوائح الحالية. كما أبدت الإمارات اعتراضها على إجراء تغيير جوهري في لوائح مسابقة دوري أبطال آسيا، من حيث شكل المسابقة والنظام والأجندة بصورة كتابية عن طريق البريد الإلكتروني دون الدعوة إلى اجتماع لمناقشة تبعات مثل هذه التغييرات، ولمنح أعضاء اللجنة حقهم في التعبير عن وجهات نظرهم أمام الأعضاء الآخرين.

مبررات «واهية» لتعديل «البرمجة»
قدمت مصادر بالاتحاد الآسيوي، مبررات «واهية» للتعديل، بالتأكيد على أن مبادرة تأجيل البطولة، لا تهدف لمجاملة طرف على حساب آخر، وإنما تخدم الصالح العام لدوري أبطال آسيا بشكل عام، حيث ساقت اللجنة مبررات عدة لقرار التأجيل، أبرزها، دخول شهر رمضان الذي كان وراء ترحيل موعد دور الـ16 حتى يونيو بدلاً من مايو المقبل، لكن مع قرار مشاركة دولتين آسيويتين في كوبا أميركا، فضلاً عن إقامة أمم أفريقيا والكأس الذهبية لدول أميركا الوسطى والكاريبي في التوقيت نفسه، فكان من الصعب ظلم دوري الأبطال ولعب دور مهم في نفس توقيت 3 بطولات قارية كبرى.
ويرى الاتحاد الآسيوي أن هذه التجربة الجديدة بإقامة دور الـ16 في أغسطس، يمكن أن يتم تثبيتها لاحقاً، طالما تحقق مبدأ تكافؤ الفرص لأن التأجيل سيكون لغرب آسيا فقط، وبالتالي يتحقق مبدأ تكافؤ الفرص لأنديتها التي ستكون في بداية الموسم جميعاً، وليس دولة من دون أخرى، بخلاف الأمر في يونيو، حيث إن هناك توجهاً يدرس حالياً من لجنة المسابقات، بتعديل مواعيد روزنامة دوري الأبطال لتناسب روزنامة الغرب، بحيث تكون مواعيد دور المجموعات ودوري الـ16والـ8 تبدأ وتنتهي مع الموسم، بينما تتوحد المواعيد مع شرق آسيا في قبل النهائي والنهائي فقط.

معلومات وأرقام
التعديل الأخير بسبب رمضان - دور الـ16 ذهاب 17 و18 يونيو، والعودة 25 و26 يونيو
التعديل المقترح بسبب كوبا أميركا - دور الـ16 ذهاب 5 و6 أغسطس، والعودة 12 و13 أغسطس
19 عضواً يحق لهم التصويت
11 مارس آخر موعد لإرسال الآراء والتصويت
12 مارس إعلان نتيجة التصويت واعتماد التوصية

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©