الأحد 28 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحلام بشارات: أسمع كتّاباً يتحدثون من القبور

أحلام بشارات: أسمع كتّاباً يتحدثون من القبور
7 مارس 2019 02:35

غالية خوجة (دبي)

كنت في العاشرة عندما أرسلني أخي «المطارَد» كما سميته في «شجرة البونسيانا»، لأنه طورد في الجبال 5 سنوات، لإخفاء منشور تحت شجرة لوز، وبعد أن كبرت لم أنج من فكرة الخوف، ولا من الرغبة في دفن المنشور، ولا من شكل أشجار الورد، ولا من ملمس أوراق المجلات، ولا من الطعم الحاد لامتلاك الكتابة كفعل عليّ أن أخفيه، مثلما هي وسيلتي المشروعة التي أقابل بها الحياة، أعلن بها احتجاجي عليها أو إعجابي ببعض صفاتها!
هكذا بدأت الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات، مديرة قسم أدب الأطفال في وزارة الثقافة الفلسطينية، حديثها لـ «الاتحاد»، وأضافت: رواية «شجرة البونسيانا» محورها الألم في صورة نسيان، أردت أن أمحو نسيان ما لم يوجد، لأؤكد عدم وجوده، النسيان يؤلم عندما يكون دون ذاكرة، دون تاريخ، دون أحد.
أمّا عن التداخلات التأثيرية بين الأجناس في كتابتها، فقالت: أعمل لأجل راحة الكتابة، لذلك أشاهد الأفلام، أرهف سمعي للمارّة، أتأمل الناس، أراقب المناظر من النوافذ، أسمع الصمت، أبحث في الكتب، أسمع مقابلات لكتاب يتحدثون من قبورهم، أتابع الإشاعات، أثرثر مع صديقاتي، أقرأ للكتاب الشباب أكثر مما أقرأ للكتاب المكرسين، أشارك في حياة لست إحدى شخصياتها، فأعيش حياتي كأنها حياتي.
وعن الكتابة المشتركة، تعتقد أن أجمل ما فيها التجربة ذاتها، مضيفة: كانت لي تجربة غريبة ما زلت أحاول تفكيكها واستيعابها، تمَّت عن بعد مع أسير فلسطيني قضى 18 سنة في السجن! أتذكر أني كنت أتلقى النص من صديقي عبر الهاتف، في جو من الريبة والقلق والترقب، وأكتبه مباشرة، ثم أعيد التعليق عليه، وأصنع العلاقات داخل ما كتبته وكتبه ونسيه، وكتبته ولم تتح له فرصة قراءته، أتذكر أشياء كثيرة عن هذه التجربة، لكني لا أتذكر شخصيات الرواية، ولا فكرتها، ولم أفتحها منذ ذلك الوقت سوى مرة أو مرتين، وسرعان ما أقفلتها، كأني أغلق أبواب السجن، خشية أن تهرب وحوش المخاوف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©