الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فنانون وتشكيليون: «الهوية» تجسيد شموخ وطن وطموح شعب

فنانون وتشكيليون: «الهوية» تجسيد شموخ وطن وطموح شعب
9 يناير 2020 01:40

أحمد النجار (دبي)

تفاعل فنانون ومصممون وتشكيليون مع الهوية الإعلامية المرئية لدولة الإمارات التي أطلقها رسمياً أمس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث أشاروا لـ «الاتحاد» إلى أن ‏شعار الهوية الإعلامية المعتمد للإمارات صوّت له نحو 10.6 مليون شخص، وهو يجسد قصة اتحاد سبع إمارات وترابط سبعة مؤسسين، ويعكس ثقافة شعب وروح الأمل والإنجاز، ويحمل رسالة اللامستحيل في سباق التنمية العالمي، ويقدم صورة ملهمة للإمارات عن مسيرة نجاحها وإشعاعات ريادتها، ويروي قصتها الملهمة لكل شعوب العالم على بساط الطموح والانفتاح الثقافي والحضاري.

هوية جمالية
قال الخطاط خالد الجلاف، إنه اختار هذا الشعار، ورجح فوزه منذ البداية مقارنة بالشعارين الآخرين، وهما «النخلة» والذي لا يعبر كثيراً عن هوية الإمارات كونها ترمز إلى البيئة الخليجية بشكل عام، بينما شعار الحروف لا يقرأه سوى العرب أو من يجيدون اللغة العربية، وهذا لا يساهم في إيصال رسالة الإمارات الحضارية وقيمها المجتمعية العليا إلى العالمية، بينما الشعار الذي تم اعتماده هو الأجمل فنياً والأعمق دلالياً، والأسهل قراءة والتصاقاً بحواس المتلقي.
وأضاف الجلاف: أنا سعيد جداً بإطلاق هذا الشعار، وسيكون 8 يناير يوماً مهماً بالنسبة لميلاد هوية الإمارات الإعلامية، ونحن نعتز كثيراً بأرضنا وهويتنا، ونعتز بنهضتنا وحضارتنا ونعتز بألوان علمنا الذي يمثل انتماءنا وارتباطنا الوطني، وهو اعتزاز لكل إماراتنا السبع التي قادت بلادنا الحبيبة إلى مصاف الدول المتقدمة والتي ساهمت في ارتقائنا في صدارة التميز ومنابر العلا وبلوغنا إلى الفضاء، وستوصلنا في المستقبل إلى أعلى مراتب الرقي والرخاء والازدهار المستدام.

بلاغة المعنى
عزة القبيسي، قالت كنت أتوقع الفوز لهذا الشعار، وبالفعل أجمع عليه الملايين الذين ارتبطوا به وقاموا بترشيحه، لما يحمل من بساطة وفلسفة عميقة، معتبرة أنه الأقوى بين الثلاثة، مشيرة إلى أنه شعار عميق الرؤية، غني المعاني وله رمزية ثقافية وتراثية وحضارية غزيرة التفاصيل، ويعبر عن الجوهر الحقيقي والعمق التاريخي للدولة الذي يمتد من التأسيس إلى ما وصلت إليه اليوم من نهضة وريادة عالمية، ولفتت إلى أن الخطوط من منظور فني هي أساس كل فكر وجوهر ومعنى، فخطوط الشعار على الرغم من بساطتها وقوتها فإن لها دلالات وطنية جمة، لارتباطها بالجذور وبالآباء المؤسسين، وبروح الهوية المتمثلة بألوان العلم وبرمزية لشموخ لا نهائي، وقد نجح المصممون لهذا الشعار في تجسيده بكل هذه البراعة من الجمال والإلهام، فتصميمه بهذه الرؤية وطريقة عرض الخطوط تحاكي شكل خريطة الدولة بصورة تجريدية عميقة.
وأضافت القبيسي أن نماذج الشعارات في العالم كلما كانت بسيطة ومكثفة وذات محتوى فني عميق، كلما كانت رسالتها واضحة ومؤثرة وقادرة على اختراق الحواس والأمزجة، ومن النظرة الأولى فإن الشعار يخلق انطباعاً مشحوناً ببلاغة المعاني ورمزيتها، ويشعر به كل شخص بصرف النظر عن جنسياته وثقافاته، وتقرأه كل الشعوب على اختلاف ألسنتهم.

جاذب بصرياً
واعتبر الفنان خليل عبدالواحد متخصص في الفنون البصرية، أن الشعار الذي تم اختياره يقدم معلومة ويعكس ثقافة وتاريخ دولة الإمارات، ووصف تصميمه بالجاذب بصرياً لاحتوائه على ألوان العلم التي تعطيه رونقاً وجمالية، وبتكوينه البسيط الذي يحاكي خريطة الدولة وبشكله الذي يحمل تفاصيل ثرية من الدلالات الوجدانية المعبرة عن الارتباط بروح المؤسسين للسبع إمارات، ولفت عبدالواحد إلى أن الشعار الجديد يمثل جوهر الهوية الإعلامية للإمارات، وأن تجاوب الناس وتفاعلهم سيكون سهلاً للغاية لكون الإمارات تتمتع بمكانة عالمية قوية ولها صيت دولي كبير، فقد استطاعت بقوتها الناعمة أن تأسر قلوب الملايين من الشرق إلى الغرب، مما يسهل مهمة الشعار في انطباع صورتها في وجدان الشعوب، مع مسؤولية نشره عبر وسائل الإعلام و«السوشيال ميديا»، وضرورة تسويقه وتوزيعه كقطع فنية وتصميمه ضمن تذكارات للسياح القادمين إلى الدولة، ليبقى معهم كذكرى ويساهموا بدورهم في نقله إلى بلدانهم وتوزيعه هدايا لأصدقائهم ومعارفهم.

حلم كبير
وعبّرت المصممة الجود لوتاه عن سعادتها بإطلاق الهوية المرئية الجديدة، وتقدمت بالشكر إلى القيادة الرشيدة، من دون أن تفوتها الإشادة بإبداعات المصممين المشاركين في تنفيذ الشعارات من البداية وحتى النهاية. وتابعت الجود: كان لي عظيم الشرف كوني جزءاً من الفريق الذي صمم الهوية الوطنية والشرف الأكبر هو لقاء القادة والاستماع إلى كلماتهم الملهمة ورؤية السعادة في أعينهم لحظة الإعلان، فمنذ ما يقارب العشر سنوات، وأنا أقوم بتصميم العلامات التجارية والهويّات المؤسسية، ولكن لم أعتقد يوماً بأنني سأكون جزءاً من تصميم هويّة قام أكثر من 10 ملايين شخص بالتعرف عليها والتصويت لها، وهذه ليست سوى أول خطوه للهوية. وأشارت لوتاه إلى أن تصميم الخطوط السبعة في الهوية المرئية رسم خريطة الإمارات كدلالة على الشموخ والرسوخ، كما ترمز الأعمدة إلى كيان البيت المتوحد تحت راية وطنية شامخة وتلاحم مجتمعي، وتمثل أيضاً سرعة الانتقال في سباق التنمية العالمي، أما الدعامات فتنبض بألوان العلم وترمز لاستمرار الحلم الإماراتي الكبير والارتقاء والتطلع لريادة أكثر ازدهاراً ورفاهية حضارية تسابق الزمن.

تخاطب الإنسان
وعبر سلطان بطي بن مجرن المدير العام - دائرة الأراضي والأملاك في دبي، قائلاً: يحق لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة لدولتنا العزيزة أن يشعر بالفخر والاعتزاز، عند إمعان النظر بالهوية الإعلامية المرئية الجديدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فهذه الهوية تخاطب أولاً الإنسان الذي يعيش على أرضها، وتقوم على إرث إنساني من الخير، وهو ما انعكس بجلاء من خلال فتح المجال أمام العالم بأسره لمشاركتنا في اختيار هويتنا.
وستظل هذه الهوية تذكرنا بالمعاني الذي قام عليها الاتحاد، وستتناقل عبر الأجيال المقبلة للمحافظة على هذه القيم في مختلف محطات حياتهم الشخصية، ليرسخوا جهودهم من أجل رفعة الوطن، وإكسابه القوة والمنعة على الدخول في المنافسة مع الدول الأخرى، وستكون مواكبة لنجاحات وإنجازات سيسطرها أبناؤنا في كافة المجالات.
كما نرى في هذه الهوية دعوة للإبداع لمواصلة الطموح، من أجل ترسيخ أسس الاتحاد، ما يدفعنا إلى إثراء خططنا ومشاريعنا للتماهي مع معطياتها الواضحة، حتى تبقى الإمارات محط أنظار العالم واهتمامه، من خلال إسهاماتها القوية بالحضارة الإنسانية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©