الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نادين لبكي: صناعة الأفلام عربياً تشبه الذهاب إلى حرب

نادين لبكي: صناعة الأفلام عربياً تشبه الذهاب إلى حرب
7 مارس 2020 00:04

نوف الموسى (دبي)

تستمر فعاليات «المرموم: فيلم في الصحراء»، الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون بمدينة دبي، في طرح الأسئلة حول السينما، والسؤال هنا ليس دعوة صريحة للبحث عن إجابات، أمام الرغبة الفعلية في عيش التجربة السينمائية، سواء عبر الجمهور المتطلع لمشاهدة الأفلام، كتلك التي عُرضت في اليوم الثاني من الفعاليات المستمرة حتى اليوم السبت، وهي أفلام إماراتية قصيرة: «الجار» و«السمك الذهبي» و«ليمون»، والفيلم التاريخي «أسد الصحراء»، أو عبر السينمائيين المتخصصين في نقاشاتهم حول رحلة صناعة الأفلام والتي شبهتها المخرجة اللبنانية نادين لبكي، في جلسة نقاشية بأنها تشبه الذهاب إلى الحرب، خاصة في العالم العربي، في إشارة منها إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه صناع الأفلام. ومن الضروري الإشارة بأن فعالية «المرموم: فيلم في الصحراء»، اهتمت بتزويد الجمهور بتلك المعرفة المتعلقة بالمنصات الرئيسية المساهمة في تقديم الدعم اللوجستي والمساند لحركة القطاع السينمائي في الإمارات، وجاء ذلك عبر جلسة لاحقة حول صناعة الأفلام في الإمارات ومكانة دبي كوجهة سينمائية، بمشاركة جمال الشريف، رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وسعيد الجناحي المدير التنفيذي للعمليات في لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، وعصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للسياحة والتسويق التجاري.
هناك حضور لافت من قبل الشباب المهتمين بقطاع السينما، لجلسة المخرجة وصانعة الأفلام اللبنانية نادين لبكي، من رُشح فيلمها «كفرناحوم»، للفوز بجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، حيث أوضحت أنها منذ اللحظة التي أدركت فيها التأثير الكبير للفنون، وما تستطيع فعله على مستوى ترددات العاطفة في الطبيعة البشرية، وتأثيرها على المشاعر الإنسانية وبمستويات مختلفة، قررت أن تستخدم قوة هذه الأداة بمسؤولية قائمة على الحاجة إلى التعبير عن تلك الهواجس التي في داخلنا، فنحن نصل إلى مرحلة نحتاج إلى التعبير عنها، لذلك فإن عملية صناعة فيلم بالنسبة لها في العالم العربي وخاصة لبنان، تشبه عملية الدخول إلى حرب، لأن مستوى صناعة الأفلام في لبنان خجولة جداً، وهو ما يستدعي ذلك الاحتياج الداخلي الذي يولد طاقة قادرة على مواجهة تلك الصعوبات في عدم وجود دعم، لتحويل الرؤية السينمائية وتجليها عبر الحياة الواقعية كصناعة.
والهاجس بحسب تعبير المخرجة نادين لبكي، تولد لديها منذ البداية من خلال أسئلة طرحتها على نفسها حول العديد من النساء، ولدن وعشن في هذه المنطقة من العالم العربي، قائلةً: «كنت أحاول أن أرى والدتي، صديقاتي، جيراني، عماتي، لاحظت دائماً أن هناك نظرة حزن في أعينهن، أردت فهمها، وأعرف لماذا لا يشعرن بالرضا، لما هذا الاختلاف بين ما أصبحن عليه وما يريدنه فعلياً، لما هذه الفجوة الكبيرة، لانتقل بعدها إلى التحليل المستمر، ومنه بدأت مع شريكي في الكتابة عن نساء من خلفيات ثقافية مختلفة، لنعرف ربما من خلالهن ما تمر به النساء، وتوصلت بأنه الضغط الاجتماعي المستمر على المرأة في أن تفعل شيئاً معيناً، وأن لا تفعل الآخر، وهكذا، ما يولد لديها فكرة ملاحظة نفسها طوال الوقت، لفعل أشياء معينة بالحياة».
وتحدثت لبكي كيف أن الناس يعتقدون بأنها ممثلة في البداية، ولكنها دائماً أرادت أن تكون صانعة أفلام، والتمثيل جاء نتاج رغبتها بالشعور بتلك الطاقة، بأنها تريد أن تكون كل تلك الشخصيات في الفيلم، وتكتشف لغة أجساد الممثلين وطريقة حديثهم، لافتة إلى أمر مهم في حديثها وهو أنه فقط في السينما والتمثيل يستطيع الشخص أن يكون شخصاً آخر في كل مرة، لأنه في الحياة الواقعية أن تصبح شخصاً جديداً كل يوم، وهو أمر يراه الناس أشبه بالجنون.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©