الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غياب الطائرات عن سماء إدلب وهدوء مع سريان وقف النار

غياب الطائرات عن سماء إدلب وهدوء مع سريان وقف النار
7 مارس 2020 00:24

عواصم (وكالات)

تشهد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا غياباً تاماً للطائرات الحربية عن أجوائها منذ دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو وأنقرة حيز التنفيذ، في هدوء نادر يعقب ثلاثة أشهر من التصعيد العسكري.
وبدأت عند منتصف ليل الخميس الجمعة هدنة أعلنها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان إثر لقاء طويل جمعهما في الكرملين، في محاولة لوضع حد لهجوم تتعرض له المنطقة منذ مطلع ديسمبر، دفع بنحو مليون شخص إلى الفرار، في أكبر موجة نزوح منذ بدء النزاع قبل تسعة أعوام.
وتحدّث المرصد السوري لحقوق الإنسان ومراسلو وكالة فرانس برس عن هدوء في إدلب. وأفاد المرصد عن «غياب تام للطائرات الحربية التابعة للجيش السوري عن أجواء إدلب» منذ منتصف الليل.
ودارت «اشتباكات متقطعة مع تبادل لإطلاق النار في الساعات الثلاث الأولى من يوم الجمعة، ثم توقفت لاحقاً»، وفق المرصد الذي أحصى مقتل ستة عناصر من الجيش السوري مقابل تسعة من فصيل الحزب التركستاني الإسلامي الذي يضم غالبية من المقاتلين الصينيين من أقلية الأويجور ويقاتل إلى جانب هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، وفيما لم تعلّق دمشق بعد على الاتفاق، أفادت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» من جهتها أن «الهدوء ساد محاور العمليات». وأكدت أن «وحدات الجيش جاهزة للرد بقوة على أي محاولة خرق من قبل التنظيمات الإرهابية» التي تتهم دمشق أنقرة بدعمها.
واستبق الرئيس السوري بشار الأسد إعلان الهدنة بتأكيده أن استعادة محافظة إدلب تشكل «أولوية» في الوقت الراهن، وقال أردوغان إن بلاده تحتفظ «بحق الرد بكل قوتها وفي كل مكان على أي هجوم» تشنه دمشق.
وأوضح في تصريحات نقلتها أمس صحيفة «حرييت»، أنّ «نقاط المراقبة الـ12 ستبقى كما هي، في الوقت الحالي التغيير ليس مطروحاً»؟.
وكانت اشتباكات دامية قد دارت في جنوب إدلب أمس بعد ساعات من بدء تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات دارت في منطقة جبل الزاوية بين قوات الحكومة السورية والحزب الإسلامي التركستاني. وقال المرصد إن ذلك أسفر عن سقوط 15 قتيلاً.
وقال سكان ومقاتلون من المعارضة إن العنف هدأ في أماكن أخرى.
غير أن الاشتباكات أبرزت مدى هشاشة الاتفاق بين روسيا وتركيا.
وذكر سكان ومقاتلون في المنطقة أن الخطوط الأمامية التي شهدت غارات جوية مكثفة قامت بها طائرات روسية وسورية وضربات بالمدفعية والطائرات التركية المسيرة على قوات الأسد، كانت هادئة في معظم أنحاء المنطقة بعد بدء سريان وقف إطلاق النار في منتصف الليلة الماضية.
وقُتل ثلاثة جنود أتراك في انفجار سيارة مفخخة في حاجز ببلدة بريف الرقة الشمالي أمس. وقال قائد عسكري في الجيش الوطني السوري المعارض إن ثلاثة جنود أتراك على الأقل قُتلوا وأصيب آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزاً لهم في قرية الدامشلية جنوب غرب بلدة تل الحمام بريف الرقة الشمالي التابع لمنطقة تل أبيض.
وأكد القائد العسكري لوكالة الأنباء الألمانية «هذا أول استهداف للحواجز التركية بسيارة مفخخة في مناطق شرق الفرات».
وقالت وزارة الدفاع التركية إن تركيا شنت هجوماً بطائرة مقاتلة مسيرة على القوات الحكومية السورية في إدلب أمس الأول قبل بدء سريان وقف لإطلاق النار مما أسفر عن تدمير عتاد عسكري و«تحييد» جنود.
وأضافت الوزارة أن الهجوم وقع حوالي الساعة الرابعة عصر الخميس.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الهجوم بالطائرة المسيرة دمر قطعتي مدفعية وقاذفتي صواريخ، فضلاً عن «تحييد» 21 من جنود الحكومة السورية، وهو تعبير يعني عادة قتلهم.
وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن وحدات الجيش جاهزة للرد بقوة على أي محاولة خرق من قبل التنظيمات الإرهابية التي دأبت في الماضي على خرق اتفاقات وقف الأعمال القتالية والاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة ونقاط الجيش.

الاتحاد الأوروبي يرحب بوقف النار
رحب الاتحاد الأوروبي أمس، باتفاق وقف إطلاق النار الروسي التركي في شمال غرب سوريا، واعتبره «مؤشراً إلى حسن النوايا»، كما أعلن تقديم مساعدات إنسانية للمنطقة بقيمة 60 مليون يورو.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لدى وصوله لمحادثات مع وزراء خارجية التكتل في زغرب «بالتأكيد أنا مسرور لوقف إطلاق النار.
إنه خبر جيد. فهو على الأقل مؤشر إلى حسن النوايا -- لنر كيف ستسير الأمور»، وشدد على أن وقف إطلاق النار «شرط لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي إدلب».. وأعلن الوزراء «تخصيص مساعدة إنسانية إضافية بقيمة 60 مليون يورو لشمال غرب سوريا».
وذكر بوريل أمس، أن التكتل سوف يستضيف مؤتمراً رابعاً بشأن سوريا في بروكسل يومي 29 و30 يونيو المقبل، بهدف دعم الجهود بقيادة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، وكذلك لجمع مساعدات إنسانية وتنموية.
واعتبرت الرئاسة الفرنسية أمس أن الاتفاق الروسي التركي لوقف إطلاق النار في إدلب لا يزال هشاً ويتضمن عدداً من «النقاط الغامضة».
وقالت الرئاسة الفرنسية «توافق الروس والأتراك على قاعدة أنتجت اليوم وقف إطلاق نار لم يترسخ جيداً بعد»، مشيرةً إلى «خفض للتصعيد العسكري، لكن مع استمرار عدد من التحركات ميدانياً».

سكان إدلب: الهدنة ستبقى «حبراً على ورق»
يرافق القلق فادي الخطيب الذي نزح إلى إدلب قبل سنوات، رغم سريان وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، انطلاقاً من قناعته على غرار العديد من سكان المنطقة أن مصيره محكوم بالفشل، كما الهدن السابقة.
وقال فادي (26 عاماً) النازح من مدينة حلب إلى إدلب لوكالة فرانس برس «تلعب سوريا وروسيا هذه اللعبة دائماً، يسيطرون على مناطق ثم يوافقون على الهدنة، وبعد أشهر عدّة يبدأون مجدداً عملية عسكرية كبيرة ويسيطرون على مناطق جديدة». ويسأل «كيف يُطلب مني أن أصدّق وجود هدنة؟».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©