الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

"المنكوس".. موطن البداوة وبهجة الربيع

"المنكوس".. موطن البداوة وبهجة الربيع
5 مارس 2019 01:20

أشرف جمعة (أبوظبي)

اختتمت أمس الأول المرحلة الثانية من مراحل المنافسة للوصول إلى «لقب المنكوس»، البرنامج الفني الأول من نوعه في الوطن العربي، والمتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل الذي تنتجه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، ويستضيفه مسرح شاطئ الراحة في عاصمة الثقافة والفنون وحاضنة الموروث أبوظبي، مع عرضه على شاشتي «بينونة» و«الإمارات»، حيث تابع المشاهدون مجريات الحلقة الخامسة المباشرة من البرنامج والتي شهدت حضور معالي اللواء الركن طيار فارس خلف المزروعي عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، والدكتور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وطلال الرميضي الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر، وسعيد بن كراز المهيري مدير برنامج المنكوس، إلى جانب عدد من ممثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية والعربية، فيما امتلأ المسرح بعشاق الشعر النبطي وألحانه.

لوحة فنية
استهلت الأمسية الثانية من المرحلة الثانية من البرنامج بلوحة فنية رائعة مع الإيقاعات البديعة والحركات الآسرة من الفنون الشعبية السعودية من فن الرفيح التي اشتعل بها مسرح شاطئ الراحة بأداء حي متميز، تلاه إطلالة مقدمة البرنامج ريم عبد الله وهي تردد أبيات شعر عضو لجنة التحكيم محمد بن مشيط المري في مديح أبوظبي عاصمة التسامح والخير والسلام، مع عرض تقرير مجريات الحلقة السابقة التي شهدت تأهل المتسابقين ناصر الطويل وسعد اليامي من السعودية، وبقاء المتسابقين الأربعة علي محمد آل شقير، ومحمد آل دلبج المري من السعودية، وعبد الله بن عمر المنصوري وراكان عايض المنصوري من الإمارات، يعانون قلق الانتظار لنتائج تصويت الجمهور، حيث جاء الإعلان عن تأهل كل من علي محمد آل شقير وعبد الله بن عمر المنصوري.

موطن البداوة
ومع بداية الحلقة الخامسة المباشرة من برنامج المنكوس، وقف المتسابقون الستة صالح الزهيري، هادي بن جابر المري، فيصل محمد المري والوليد عبد الله آل عامر من السعودية، وبخيت عبد الله المرر وحمدان محمد المنصوري من الإمارات، أمام أعضاء لجنة التحكيم، التي تتكون من الشاعر محمد بن مشيط المري من الإمارات، والشاعر والمنشد شايع فارس العيافي من المملكة العربية السعودية، والأكاديمي الدكتور حمود جلوي من دولة الكويت، لسماع اللحن الذي سيجارونه في تنافسهم خلال الحلقة، بصوت شايع العيافي.
أول المتسابقين ضمن الحلقة كان صالح الزهيري من السعودية، متحدثاً عن علاقة البر بالمنكوس ومعانيه، فالبر هو موطن البداوة ونادراً ما ينشده غيرهم، والبر بالنسبة إليه يمثل صفاء الذهن والوسيلة الوحيدة لتطوير الأداء في ألحان المنكوس، مشبهاً المنكوس بفصل الخريف الذي تفارق فيه الأوراق أمهاتها الأشجار فيغلب الحزن على الطبيعة كما في حالة مؤدي المنكوس، منشداً أمام اللجنة والجمهور.

فخ اللحن
ثاني المتسابقين كان بخيت بن عبد الله المرر من الإمارات، متحدثاً عن علاقة البر بالمنكوس كعلاقة القهوة بالمحماس (الأداة التي تحمس بها القهوة على النار)، معتبراً أن المنكوس لو كان فصلاً فهو فصل الخريف لتساقط الأوراق، ثم منشداً في مستهل إطلالته أمام لجنة التحكيم بيتين من أبيات الغزل «صدق تراني اعشقك واهواك لي حد الجنون»، واجتمعت آراء أعضاء لجنة التحكيم على إجادة المتسابق لإنشاد البيتين في الغزل ووقوعه في فخ اللحن الذي تأثر بهما في أدائه المنكوس.

إحساس وتحليق
أما هادي بن جابر المري من السعودية، فكان المتسابق الثالث في الحلقة متحدثاً بدايةً عن علاقة المنكوس بالبر والرمال، فهو مع بيئتها وأهلها ولا نجده بعيداً عنها، وهو بالنسبة إليه فصل الربيع؛ لأنه يجمع الأحبة ويعكس استئناس الحبيب بحبيبه والقريب بقريبه، وعبّر الدكتور حمود الجلوي عن إعجابه الشديد بأداء المتسابق المتميز بالإضافات والثقة وإتقان مخارج الحروف والإحساس.

أداء متميز
وحلّ المتسابق الرابع فيصل محمد المري من السعودية، متحدثاً عن علاقة المنكوس بالصحراء كالأخ وأخيه، ومشبهاً المنكوس بفصل الشتاء للمة الناس واجتماعهم وقربهم من بعض منشدين الألحان ومعبرين عن الأشجان، وفي وقوفه أمام لجنة التحكيم على المسرح أنشد من ألحان المنكوس من أبيات الشاعر راشد بن عمير المري.
وفي تعليقه على الأداء، قال شايع العيافي، إن زميليه ركزا على إشكالية قصر النفس بينما هو يرى أن المتسابق من أجمل الأصوات التي يسمعها، ولم يكن هناك مشكلة في أداء اللحن.

حالات الإبداع
وكان خامس المتسابقين حمدان محمد المنصوري من الإمارات، متحدثاً عن حبه لطلعات البر والألحان الشعرية الشعبية القديمة ومنها المنكوس والسامري، خاصة كونه حزيناً مثله، ومشبها المنكوس بفصل الصيف لأن فيه اجتماع قساوة الزمن والصحراء، والمنكوس يجتمع فيه الحزن والقساوة، مرددا أمام اللجنة من لحن المنكوس من كلمات سيف سالم المنصوري، واعتبر د. حمود الجلوي أن قوة الصوت لدى المتسابق واضحة ونفسه متمكن من توزيع المساحات الصوتية وثقته من نفسه واضحة، وأداءه جميل وأن اللحن كان متقناً.

طرب وشجن
سادس المتسابقين في الحلقة كان الوليد بن عبد الله آل عامر من السعودية متحدثاً عن علاقة المنكوس بالرمال والصحراء، والألوان الشعبية التراثية التي يحبها كالرواح والدندان، معتبراً أن المنكوس هو فصل الربيع للمة الأقارب واجتماعهم بفرح ومناجاة، واعتبر محمد بن مشيط أن المتسابق لو بقي على أدائه في البيتين الأولين لما أقنعه، إلا أنه تميز في الأبيات اللاحقة، مقدّماً خامة صوت جميلة.
وإثر الإطلالة الثانية للمتسابقين الستة والتي ترافقت مع إطلالة جميلة للشاعر وعازف الربابة الفنان دهيمان الدوسري، توافق أعضاء لجنة التحكيم على الأداء الممتع والمستوى الرائع الذي قدموه في الحلقة كأنهم في الدخلة الثانية كل واحد منهم يقول «الزود عندي»، مع ملاحظة ضرورة التجديد في الأبيات التي ينشدونها وعدم تكرار أبيات سابقة من المرحلة الأولى.

قرارات اللجنة
وختاماً للحلقة، كانت نتيجة تصويت لجنة التحكيم تأهّل المتسابقين هادي بن جابر المري، وحمدان محمد المنصوري، أما المتسابقون الأربعة المتبقون: صالح الزهيري، فيصل محمد المري والوليد عبد الله آل عامر من السعودية، وبخيت عبد الله المرر من الإمارات، فسيكون تصويت الجمهور مقرراً في تأهل اثنين منهم للاستمرار في المنافسة، ويمكن للجمهور التصويت لنجومهم المفضلين من خلال تحميل التطبيق الخاص أو عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج.

وثائقيات المنكوس
تخلل الحلقة استعراض للوثائقي الخاص ضمن سلسلة «وثائقيات المنكوس» التي اشتملت على مقابلات وآراء مسجلة لشعراء ومؤدين وباحثين من الإمارات والسعودية والكويت، يحددون فيها تخيّلهم لو كان المنكوس رجلاً، كيف كانوا سيرونه وماذا سيقولون له، وقد رأوا أن المنكوس كرجل محلّ ترحيب وتقدير، فهو مشهور بصفات الكرم والشهامة والطرب والغناء، إضافة إلى قوة تأثير المنكوس وقدرته على بث مشاعر النجوى والشجن والحزن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©