الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات النفط العملاقة تحقق أرباحاً كبيرة في 2018

شركات النفط العملاقة تحقق أرباحاً كبيرة في 2018
3 مارس 2019 03:42

حسونة الطيب (أبوظبي)

لم تحفل شركات النفط الغربية العملاقة بتراجع أسعار النفط بنسبة 38% خلال الربع الأخير من العام الماضي، لتسجل أكبر أرباح سنوية لها على مدار سنوات عديدة، ويبدو أن انخفاض أسعار النفط خلال الفترة الماضية، صب في مصلحة هذه الشركات، التي تمكنت من التكيف وإحداث بعض التغييرات لتحقيق تلك الأرباح.
وحققت أكبر 5 شركات في العام الماضي مزيداً من الأرباح، عندما بلغ متوسط أسعار النفط 71 دولاراً للبرميل دون ما كانت عليه في 2014، عندما قارب 100 دولار للبرميل. وبتقديرات تشمل شركتي «بي بي» و«توتال»، من المرجح أن الشركتين حققتا أرباحاً تناهز 84 مليار دولار خلال العام الماضي، بزيادة 10 مليارات دولار عما كانت عليه قبل 4 سنوات، بحسب «وول ستريت جورنال».
واستفادت الشركات من استراتيجية أكثر تنظيماً، ركزت على الإيرادات والأرباح، منها على زيادة الإنتاج، المطلب الذي ينادي به العديد من المستثمرين، الذين أصيبوا بخيبة أمل جراء الأداء المتواضع خلال السنوات القليلة الماضية.
على سبيل المثال، وافق مجلس شركة «شيفرون» الأميركية على إعادة شراء أسهم بقيمة 25 مليار دولار، بعد شرائها لأسهم بمليار دولار خلال الربع الأخير من 2018، في إشارة تؤكد للمستثمرين حرص الشركة على إعطاء الأولوية للعائدات.
وعملت هذه الشركات مجتمعة على إعادة هيكلة أعمالها، والتخلص من بعض الأصول، وتأهيل أنفسها من أجل الصمود، عندما تتأرجح أسعار النفط صعوداً وهبوطاً.
في غضون ذلك، اتجهت كل من «شيفرون» و«شل» و«بي بي» و«إكسون موبيل»، لعمليات الحفر في مناطق النفط الصخري في حوض بيرميان في غربي تكساس ونيو مكسيكو، حيث إمكانية زيادة معدلات الإنتاج، من دون الحاجة إلى مشاريع بمليارات الدولارات، وتحتاج إلى عقد من الزمان على الأقل لتحقيق الأرباح.
وبصرف النظر عن تراجع أسعار النفط في الربع الأخير من السنة الماضية، تمكنت «إكسون موبيل»، من تحقيق دخل صافي قدره 6 مليارات دولار، دون ما حققته في العام الماضي، الذي دعمته عمليات الإصلاح الضريبي في أميركا، بيد أنه أفضل من توقعات المحللين، وأعلنت «شيفرون»، عن دخل بنحو 3.73 مليار دولار، بارتفاع ناهز 19%، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2018. وأوشكت «شل»، على مضاعفة أرباحها في العام الماضي، مقارنة بسنة 2017، محققة صافي دخل بنحو 23 مليار دولار.
كما ارتفع ناتج «إكسون موبيل»، 4 ملايين برميل في اليوم من النفط والغاز، للمرة الأولى منذ 2017. وشرع الرئيس التنفيذي للشركة «دارين وودز»، في تنفيذ خطة قوامها 230 مليار دولار لتنشيط الشركة العملاقة، مستهدفاً استغلال فرص الحفر حول العالم، التي يعتقد أنها الأكثر جاذبية في القطاع منذ أكثر من عقد. وتتضمن هذه الفرص آباراً في غرب تكساس، ومرافق لتصدير الغاز الطبيعي في بابوا غينيا الجديدة، وسلسلة من الاكتشافات الجديدة في غيانا بأميركا الجنوبية، بجانب عمليات تطوير في كل من موزمبيق والبرازيل.
ومع أن العديد من المحللين يرون أن هذه المشاريع جاذبة للغاية، فإن جني ثمارها في حقيقة الأمر يتطلب عدداً من السنوات.
انخفضت أسهم «إكسون موبيل» بنسبة قدرها 15% خلال السنة الماضية، في أسوأ أداء للشركة منذ 20 سنة، وأكد وودز أن مقدرة الشركة على إنتاج كميات ضخمة من النفط والغاز في الوقت الذي يكون لديها المقدرة اللوجستية ومقدرة التكرير، لمعالجة الخام وتحويله إلى وقود ومنتجات أخرى، لم تكن بالمهمة السهلة في السنة الماضية.
وأشار وودز إلى خطة الشركة الرامية لزيادة وتيرة بيع الأصول في نشاطي الكشف والإنتاج، وتحويلهما إلى ثلاث شركات جديدة بحلول أبريل المقبل. وتمكنت الشركة من توفير نحو 429 مليون دولار جراء خفض القيمة خلال الربع الأخير من العام الماضي، في حين ارتفعت عائداتها وموارد الدخل الأخرى، بنسبة وصلت 8.1% إلى 72 مليار دولار.
وتخطط «شيفرون»، للاستمرار في شراء كمية كبيرة من الأسهم، إضافة إلى شراء مرفق للتكرير في تكساس. وربما يساهم ذلك في مساعدة الشركة على تحديد نسبة الخام الخفيف التي تقوم بتكريرها، في الوقت الذي تعمل فيه على زيادة معدل الإنتاج في حوض بيرميان.
وكما هي الحال في «إكسون موبيل»، أوشكت «شيفرون» على مضاعفة إنتاجها في المنطقة خلال العام الفائت. وارتفع إجمالي عائدات الشركة، بنسبة قدرها 13% إلى 42 مليار دولار، في حين زاد حجم إنتاج النفط والغاز، بنحو 7% ما يساوي 2.93 مليون برميل يومياً. وباستثناء مبيعات الأصول، تتوقع الشركة نمو الإنتاج بنسبة تتراوح بين 4% إلى 7%، خلال العام الجاري.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©