عدد اليوم
أثينا (وكالات)
صرح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أمس، بأن قوات الأمن في بلاده منعت أكثر من 24 ألف محاولة دخول غير شرعية عبر الحدود مع تركيا، وبالتالي فإنها تحمي الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقال ميتسوتاكيس خلال زيارته للحدود مع عدد من كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي «لم يعد هناك أزمة لاجئين، إنها محاولة صارخة من تركيا لاستخدام أشخاص يشعرون باليأس لتعزيز أجندتها الجيوسياسية وتحويل الانتباه عن الوضع المروع في سوريا» مضيفاً أن هذه الاستراتيجية «فشلت وستستمر في الفشل».
وأضاف أن «أوروبا لن تتعرض للابتزاز من تركيا في ما يتعلق بقضية اللاجئين، وإننا مستعدون لدعم تركيا في التعامل مع مشكلة اللاجئين لديها وإيجاد حلول للمعضلة السورية، ولكن ليس في ظل تلك الظروف».
وأمس، ألقت قوات الأمن اليونانية القبض على 45 مهاجراً، عبروا الحدود من تركيا بصورة غير قانونية، حسبما ذكرت محطة «إي آر تي» اليونانية. وقد تم اعتراض مجموعة المهاجرين، ومعظمهم من أفغانستان وباكستان وبنجلاديش والمغرب، ليل الاثنين-الثلاثاء. وقد أوفد الاتحاد الأوروبي بشكل طارئ أمس كبار مسؤوليه إلى تركيا واليونان في وقت يتزايد فيه القلق إزاء تدفق جديد للمهاجرين على أبواب أوروبا بعد قرار أنقرة فتح حدودها. وتدفق عشرات آلاف الأشخاص إلى اليونان منذ أن أمر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة الماضي بفتح حدود بلاده للمهاجرين.
في إشارة تضامن مع أثينا توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ورئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي بعد الظهر إلى اليونان قرب الحدود التركية.
وصرحت عقب زيارة المنطقة الحدودية برفقة رئيس الوزراء اليوناني ورئيسي المجلس والبرلمان الأوروبي أمس أن الاتحاد الأوروبي سيقدم لليونان «كل الدعم اللازم» لمساعدتها في مواجهة تدفق اللاجئين من تركيا المجاورة. وأضافت «إن من يسعون إلى اختبار وحدة أوروبا سيخيب أملهم. لن تضعف الضغوط من عزيمتنا، ووحدتنا ستنتصر».
في موازاة ذلك يقوم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والمفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيز ليناريتش بزيارة تستغرق يومين إلى أنقرة لإجراء محادثات «على مستوى رفيع» حول الوضع في سوريا.
وندد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أمس بما وصفها محاولة تركيا «ابتزاز» الاتحاد الأوروبي عبر فتح حدودها أمام آلاف المهاجرين واللاجئين الساعين للتوجّه إلى أوروبا.
من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس أن «الابتزاز» الذي تمارسه تركيا «غير مقبول».
وقال الوزير الفرنسي أمام الجمعية الوطنية «إن استخدام تركيا للمهاجرين كوسيلة للضغط على أوروبا وابتزازها أمر غير مقبول على الإطلاق».
وقد توتر الوضع على الحدود اليونانية-التركية بشكل كبير في الأيام الماضية، حيث وقعت صدامات بين الشرطة اليونانية التي أطلقت الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه والمهاجرين الذين كانوا يرشقون الحجارة.
وأمس حصلت وكالة فرانس برس على شهادات من لاجئين سوريين اتهموا الجيش التركي بدفعهم نحو الحدود اليونانية. وقال تيسير السوري من دمشق البالغ من العمر 23 عاماً والذي لجأ منذ 5 سنوات إلى إسطنبول «لقد تركونا على ضفة النهر وقالوا لنا (ارحلوا)، يتركوننا وحيدين. الجيش التركي هو من قام بذلك».
وأمس كانت مجموعات من المهاجرين تحاول إيجاد ثغرة ما وسط المياه الشديدة البرودة للنهر. لكن بعد أيام من الانتظار، يبدو أن بعض المهاجرين باتوا على وشك العودة.
