الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات وكوريا الجنوبية.. علاقات أكثر قوة

الإمارات وكوريا الجنوبية.. علاقات أكثر قوة
27 فبراير 2019 02:43

أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)

باتت العلاقات الإماراتية - الكورية الجنوبية أكثر قوة ومتانة مع تنامي خطوات الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين في مختلف المجالات، حيث إنها أول دولة عربية تحقق هذا النوع من الشراكة في العلاقات الثنائية مع كوريا الجنوبية.
ومن أهم الشواهد التي تجسد هذا التقارب بين دولة الإمارات، وكوريا الجنوبية، ما عبر عنه الرئيس الكوري مون جيه إين في «تغريدة» عبر حسابه الرسمي على تويتر، والتي أرسل من خلالها عبارات الصداقة والود إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في ديسمبر 2018 وأكد فيها أهمية الجهود المبذولة في إرساء السلام طوال عام مضى.
وقال الرئيس الكوري في تغريدته: «عملنا على إرساء السلام خلال 2018 وكنا قادرين على بذل أقصى جهودنا بفضل تأييدكم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وشعب دولة الإمارات العربية المتحدة والذين كانوا واقفين إلى جانبنا طوال الوقت. ما زلنا نتذكر ما جلبته لنا لقاءاتنا من الفرح بالإضافة إلى لحظات الصداقة الثمينة. إننا سوف نقف معكم ومع شعب دولة الإمارات دائماً في مسيرة السلام والازدهار».
وتنامت العلاقات في العقد المنصرم بشكل كبير ووصلت إلى الشراكة الاستراتيجية في مختلف المجالات، ولعل ما يؤكد متانة العلاقات هو الزيارات الرسمية بين القيادة في البلدين، علاوة على زيادة حجم التبادل التجاري والتقارب الثقافي والتعاون في المجالات الأكاديمية والبحث العلمي، ومشاركة الخبرات الكورية نظيرتها الإماراتية في أحد أهم المشروعات العملاقة في دولة الإمارات وهو مشروع «براكة» لإنتاج الطاقة النووية للأغراض السلمية.

تطور العلاقات الدبلوماسية
وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية في عام 1980 ومرت بتطور عبر عقود، إلى أن وصلت إلى إقامة الشراكة الاستراتيجية في عام 2009، حيث تعززت علاقات الصداقة بين البلدين والتعاون فيما بينهما، وتطورت إلى مستوى أعلى مع عقد مشروع «براكة» لإنشاء محطة الطاقة النووية في العام نفسه، وبعد مرور عقد على قرار إنشاء المشروع توسعت آفاق التعاون بين البلدين إلى مجالات الدفاع والرعاية الصحية والثقافة والإدارة الحكومية والفضاء، بالإضافة إلى المجالات التقليدية مثل الطاقة وبناء المحطات.

مشروع «براكة»
ويعد مشروع «براكة» أحد أهم أوجه التعاون ليس فقط من حيث قيمته التي بلغت 18.6 مليار دولار أميركي، بل أيضاً لأنه أول مشروع بناء محطات للطاقة النووية خارج كوريا الجنوبية، وبالنسبة لدولة الإمارات هو أولى المحطات النووية في العالم العربي، حيث تمكنت كوريا الجنوبية من الحصول على عقد بناء المحطات بفضل الثقة العميقة بين البلدين.
وتنعكس العلاقات المتينة بين البلدين على حركة مواطني الإمارات الذين يفضلون السفر إلى كوريا الجنوبية لتلقي العلاج والسياحة والاستثمار، حيث بلغ عددهم نحو 10 آلاف إماراتي يزورون كوريا سنوياً، وفي المقابل فإن هناك أكثر من 200 ألف مواطن كوري جنوبي يزورون دولة الإمارات العربية المتحدة سنوياً بغرض السياحة.
وأشار تقرير نشرته سفارة الدولة في كوريا الجنوبية، على موقعها الإلكتروني، إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس العلاقات الثنائية بين البلدين وافتتح سفارة الدولة في عام 1987، وتميزت العلاقات الإماراتية - الكورية بالاحترام المتبادل والتوافق في العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وذكرت سفارة الدولة في سيؤول أن دولة الإمارات الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تتمتع بشراكة استراتيجية خاصة مع جمهورية كوريا الجنوبية، وبرز هذا التعاون المشترك والتوافق في الرؤى من خلال الدور الذي يلعبه البلدان في القضايا ذات الطابع الدولي ومنها على سبيل المثال قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان والقضايا الإنسانية، وغيرها من الإسهامات الخيرية المشتركة.

زيارات رسمية
كما شهدت العلاقات الثنائية تطورات مهمة نتيجة سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى بين قيادة البلدين، ومن أبرزها زيارة الرئيس الكوري الأسبق لي ميونج باك إلى الدولة في عام 2009 لتوقيع عقد إنشاء أربعة مفاعلات للطاقة النووية في الإمارات ضمن برنامجها السلمي للطاقة النووية، وكذلك زيارة بارك كون هيه الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية في عام 2015، والتي نتج عنها توقيع الاتفاقية الإطارية لتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
واستمرت الزيارات بوصول المبعوث الرئاسي الكوري إيم جونج سوك في 10 ديسمبر 2017، إلى دولة الإمارات والتقى خلالها بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقد تم خلال الزيارة تناول سبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية وتطويرها لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين. وقام الرئيس الكوري جيه إين بزيارة إلى دولة الإمارات في شهر مارس عام 2018 والتي حظيت باهتمام كبير، والتي أعرب خلالها فخامته عن أمله في الارتقاء بالعلاقات بين بلاده ودولة الإمارات من مرحلة الشراكة الاستراتيجية إلى مستوى أعلى لتصبح علاقات شراكة استراتيجية خاصة شاملة تتجه صوب المستقبل وآماله.
وعن الزيارات الرسمية من جانب دولة الإمارات إلى جمهورية كوريا الجنوبية، فمن أهمها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مايو 2010، ومارس 2012، وأبريل 2014.
وشهدت العلاقات الثنائية تبادلاً واسعاً للزيارات بين كبار المسؤولين، من بينها زيارة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة للشؤون الخارجية في عام 2004، بالإضافة إلى زيارة سابقة لوزير البترول والموارد المعدنية، وزيارة وزير التربية والشباب الإماراتي إلى جمهورية كوريا الجنوبية، ولقائهم بكبار المسؤولين الكوريين في إطار سعي البلدين إلى تطوير العلاقات الثنائية.
وفي عام 2018، قام معالي خلدون المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية لإمارة أبوظبي، بزيارة إلى جمهورية كوريا الجنوبية على رأس وفد من الجهاز وشركة مبادلة ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية خلال الفترة من 8-9 يناير 2018.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©