الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة الشامسي: "أنا مجنونة تصوير" و"البورتريه" الأقرب إلى نفسي

فاطمة الشامسي: "أنا مجنونة تصوير" و"البورتريه" الأقرب إلى نفسي
4 يناير 2011 19:36
هي فتاة تجاهر بموهبتها، ترفع كاميرتها في أي مكان تعتقد أن فيه لقطة تستحق، لا تبالي بمنظر العيون المتطفلة وتجد “الترايبولد” رفيقاً جيداً في السيارة، عيونها تلاحق المنظار، وعقلها يحاول دوماً أن يحدد أبعاد الصورة التي تقتنصها الكاميرا. فاطمة محمد الشامسي فتاة تفوقت في دراستها الجامعية بمجال الإعلام، وأبدعت في موهبتها عبر اقتناصها لقطات تعكس نظرتها المتفائلة للحياة، تبحث عن تناغم الألوان في الطبيعة، وتتمنى أن تكون صورها مهرجاناً من الفرح. عبر دراستها في كلية أبوظبي للطالبات، تعلمت فاطمة “مبادئ” التصوير، تقول: في سنتي الدراسية الأولى لتخصص الإعلام، قابلت الكاميرا للمرة الأولى، كنا ندرس أسس التصوير ومبادئ التقاط الصور، أحبت التصوير وعقدت صداقة مع الكاميرا منذ ذاك اليوم، وعلى الرغم من أن صوري كانت ضعيفة ولم تكن ذات أهمية أو بعد، لكنها علمتني الكثير ومنها انطلقت. الصور الأولى بعد ذلك بحوالي عام، جاءت تجربة السفر لتصقل تجربة فاطمة، تتابع: حصلت على كاميرتي الأولى واعتبرتها كنزاً ثميناً، كانت “صورتي” أول لقطة لي، صورت نفسي مبتسمة وأعدت معالجة الصورة مرات ومرات حتى أتعلم وأعرف أخطائي. سافرت في الفترة نفسها إلى ألمانيا وأستراليا، فصورت بلا توقف، لقطة وراء لقطة أُعيد تقييم نفسي وأحاول أن تبدو صوري مقنعة، جميلة وفنية، ولها بعد متفائل. مجنونة تصوير تصف فاطمة نفسها بـ “مجنونة التصوير”، تقول: أعترف بأني انهمكت كثيراً في التصوير، اكتشفت الموهبة والحب لهذه الهواية في نفسي، فعلى الرغم من أني كنت ألتقط صوراً كثيرة بهاتفي المتحرك، إلا أن التصوير بكاميرا احترافية مغامرة من نوع آخر. ومنذ اقتنائي آلتي لم أتوقف عن التصوير يومياً حتى انقضى عام كامل أو أكثر، أصبحت (مجنونة تصوير) بمعنى الكاميرا، تلاحق عدستي كل ما يمكن حفظه من لقطات، وأصور أفراد أسرتي في كل فعالياتهم وأنشطتهم أيضاً”. عائلة فاطمة لعبت دوراً مهماً في تنمية مهارتها، حيث تقول: في هواية تتطلب الجرأة، تحتاج الفتاة خصوصاً إلى الدعم، إلى الكثير منه، لا يمكن أن تصقل مهارتها دون تشجيع وتحفيز، ولطالما كان والدي يفخر بلقطاتي، وإخوتي يوافقون أن يكونوا “موديلاً” لأفكاري، يسمحون لي بالاقتراب كثيراً من الصورة، ولم يخجلوا مني وأنا أجلس على أرضية “المول” لالتقاط لقطة، ولم يتأففوا، وأنا أضيع عليهم الوقت في ضبط كاميرتي ووضع الحامل والمؤقت والعدسات. حب “البورتريه” تعلمت فاطمة فنون التصوير المختلفة، ومارستها كلها حتى توصلت لما يناسب شخصيتها، وما تبدع فيه، تقول: حينما بدأت صورت كل شيء يمكن تصويره، بعض الصور كانت “غير معقولة”، والسفر جعلني أحب تصوير “اللاند سكيب”، أي المناظر الطبيعية، لكني اليوم بعد ثلاث سنوات في عالم التصوير، أصبحت أرى تصوير الأشخاص “البورتريه” أقرب لنفسي، خاصة المبتسمين، فأنا أحب الصور المتفائلة كثيراً، وأجدها أقدر على نقل المشاعر. تتابع فاطمة: مع ذلك أنا معجبة بالتصوير القريب “الماكرو”؛ لأنه يتيح لي رؤية ما لا يراه الناس، فهو غير تقليدي ودوماً يعجب من يراه. حب المجازفة تعترف فاطمة أنها تجازف من أجل الصورة الجيدة، وتتذكر: سهرت ذات مرة أعالج بعض الصور، وقبيل الفجر لمعت في رأسي فكرة، فلم أتردد لبست عباءتي وخرجت للشارع العام أحضرت أدوات التصوير وجلست متربعة في منتصف الشارع فوق الخط الأبيض المتقطع، هناك بقيت نصف ساعة أصور، كانت مجازفة، لكني رضيت عن نتيجتها. ومن أجل حب المجازفة تتمنى فاطمة لو تستطيع السفر إلى الهند وسيرلانكا ودول آسيا الغنية بالطبيعة، تتابع: أتمنى لو استطعت يوماً أن ألتحق بفريق تصوير يسافر في أرجاء الأرض ليحصل على اللقطات النادرة، أريد الوصول إلى سيرلانكا والهند، هناك أشعر بوجود الكثير من عناصر الصورة الجميلة، وعالم من الألوان المفرحة مثل الأخضر والأحمر والأصفر والأبيض، امتداد الضوء يأسرني عندما أراه في الصور وأشعر أني سأفوز بلقطات نادرة لو فعلتها، لكن مثل هذه الرحلات تحتاج للكثير من التحرر وتوافر أجواء لا تليق بي كفتاة إماراتية تعتز بهويتها ودينها الإسلامي. مصورو الـ AUTO تلاحظ فاطمة وجود الكثير من هواة التصوير حولها، تقول عنهم: يعتقد البعض أن الحصول على كاميرا ذات تقنيات متقدمة كاف ليكون الشخص موهوباً، يحاول الكثيرون التسابق لاقتناء عدسات احترافية وكاميرات باهظة الثمن، لكن كل ذلك لا يغني أبداً عن المهارة والموهبة، فهؤلاء يعرضون صوراً كثيرة، لكنها كلها أخذت بوضع آلي “AUTO” كما أنهم لا يملكون الرؤية الخاصة لأبعاد الصورة وزواياها، فيصورون صوراً يفترض أن تصور من زوايا أخرى. مجرد هواية عن جهودها لتطوير مهاراتها تقول فاطمة: أي موهبة تحتاج للرعاية، فتركها دون عناية يجعلها تضمر في النفس، والتصوير هواية فنية تحتاج للصقل والمعرفة والتجريب، لذا أحرص جداً على تنميتها عبر الاستمرار في التصوير دوماً، وإعادة تقييم اللقطات بين فترة وأخرى، كما أني أتعلم الكثير من منتديات الإنترت والمواقع لتجربة دروس جديدة وتعلم تقنيات حديثة. كذلك تعلمت معالجة الصور عبر البرامج المتخصصة المختلفة، وأتابع عدداً كبيراً من المصورين الموهوبين في عالم “النت”، أقتبس الأفكار وأجرب التصوير مثلهم، والأهم أني لا أريد أن تتحول هوايتي لشيء أكبر، أحبها أن تبقى هواية فقط، ولن أعتمد على مهارتي فيها لتكون مهنة؛ لأني أدرك أن الهواية ملجأ للنفس وراحة من الأعباء وبهذه الطريقة أستطيع أن أحتفظ بها كهواية عوضاً عن خلطها بقوانين وقيود الوظيفة حتى لا أنفر منها بسبب الضغط الوظيفي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©