السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أم تُحيل معاناتها إلى «مؤسسة خيرية»

أم تُحيل معاناتها إلى «مؤسسة خيرية»
29 فبراير 2020 00:06

منى الحمودي (أبوظبي)

أطلقت الأميركية «خولة بارلي» التي تعيش بالدولة منذ 1998، وتعتبر الإمارات بيتها الأول، مؤسسة «أهداف الإمارات»الخيرية منذ مطلع العام 2015، وذلك من وحي تجربتها ومعاناتها الشخصية مع نجلها المصاب بالتوحد، وسعيها لدمجه في مجتمع الإمارات، استهدفت بارلي من مؤسستها الخيرية، توفير مساحة خاصة للأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية في أبوظبي وفرص إضافية للمناهج الدراسية.
تقول بارلي التي هي أم لثلاثة أطفال: تجربتي مع نجلي المصاب بالتوحد كانت وراء إنشاء المؤسسة الخيرية.. وكان لابد لي من تقديم شيء لتعريف الناس والمجتمع أن من يعانون التوحد والإعاقة الذهنية أشخاص مثلنا، ولديهم أهداف وآمال وأحلام مثل أي شخص آخر».
ومنذ أن افتتحت «أهداف الإمارات» قبل نحو خمسة أعوام، استخدمت خولة خبرتها في الإدارة والتدريس لإنشاء برامج جمعت بين كرة القدم والسلة والتنس والجولف والفن والدراما والموسيقى مع مجموعة متنوعة من مؤسسات أبوظبي والشركات. وذلك بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي، وكلية الإمارات للتعليم المتقدم، ومؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون، والأولمبياد الخاص بدولة الإمارات، ما ساهم في إنشاء نموذج جديد للتواصل المجتمعي للأفراد المصابين بالتوحد في أبوظبي.
وشددت خولة بارلي على أن البرامج المستدامة والفعالة التي تشرك الأطفال، وتسمح لهم باستكشاف اهتماماتهم وتطوير مواهبهم هي ما تهدف إليه مؤسستها«أهداف الإمارات»، فهي مبادرة تطوعية تعتمد على المجتمع، وتعمل على تعزيز العلاقة بين الأطفال ذوي الاختلافات الفكرية والتنموية وأفراد المجتمع.
وتلفت خولة إلى أنه ليس من المستغرب أن يأتي مثل هذا المشروع من حاجة ملحة لأمهات يسعين لإيجاد طرق لإبقاء أولادهم المصابين بطيف التوحد مشغولين، إذ وعلى الرغم من كون هؤلاء الأبناء يتمتعون بصحة جيدة، إلا أن كثيراً من الدروس المقدمة لهم بالأماكن الدراسية الأخرى لا تناسبهم.
عن تجربتها تقول خولة :«عند ولادة ابني عبدالله أبلغني الطبيب باحتمالات حزينة، كأن يكون غير قادر على المشي أو التحدث، في ذلك الوقت لم تكن لدي أي توقعات، لكنني كأم أردت مساعدته على تنمية أي إمكانات لديه.. وذُهلنا جميعاً عندما بدأ بالمشي والحديث والقراءة قبل أن يبلغ من العمر عامين». وتضيف:«لا أستبعد شيئاً عن ابني ولكني لا أضع أي توقعات عليه، وأعتقد أن لديه القدرة على الذهاب إلى الجامعة ودراسة موضوع ملموس، مثل العلوم أو الرياضيات، لكنه مهتم حاليًا بالأفلام وكتابة النصوص»، لافتة أن التوحد والصحة الجسدية للشخص المصاب ليست هويته، وعلى الناس التعامل معهم بصورة طبيعية، ومن المهم أخلاقياً واقتصادياً دمج جميع الناس في المجتمع، لذلك يحتاج الجميع إلى كسب مستوى معين من التعامل مع الناس من هم مختلفون عنهم.
ولفتت إلى أن الدعم العاطفي والثقة التي يحصل عليها المصابون بالتوحد، ومن شعورهم أنهم محبوبون ومصدر فخر لعائلاتهم هو المفتاح في تحفيزهم لتجربة أشياء جديدة والعمل الجاد، وذلك لأن جميع الأطفال هم خبراء في قراءة الرسائل غير المعلنة من آبائهم وعائلتهم، فإذا لم يتم تضمينهم ضمن الأسرة أو إذا كانوا يشاهدون أخوتهم يشاركون في أنشطة رياضية وأنشطة، بينما يجلسون مكتوفي الأيدي، فإنهم يقرؤون ذلك على عدم الثقة في قدراتهم.
وأشارت إلى أنه يجب تبديد الخرافات التي تقول إن جميع الأشخاص المصابين بالتوحد يفضلون أن يكونوا وحدهم، فهم مستعدون للمشاركة والاندماج في المجتمع، وعلى سبيل المقال يشارك فريق الجري في«أهداف الإمارات» بالعديد من السباقات المجتمعية في مجلس أبوظبي للتعليم كل شهر، وركوب الدراجات في جزيرة الحديريات، وقد سجل في ماراثون أدنوك الأخير أكثر من 200 شخص.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©