عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
في واحدة من أهم المحطات التي توضح ضخامة الأزمة التي سببها انتشار فيروس كورونا الجديد للاقتصاد الأميركي، واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية مسلسل الانخفاض، مسجلةً أسرع موجة تصحيحية في تاريخها، بعد أن وصلت نسبة خسائر مؤشر «إس آند بي 500» إلى 12%.
وتجاوزت خسائر المؤشر نسبة 10%، وهي النسبة التي تعد مؤشراً على بداية موجة تصحيح لأسعار الأسهم، بعد أن خسر المؤشر يوم الخميس وحده 4.42% من قيمته، لتكون الأيام الستة الأخيرة هي كل ما احتاجه المؤشر للدخول في تلك الموجة، التي يعتبرها كثيرٌ من المحللين تأكيداً على وجود المزيد من الخسائر، بما قد تصل نسبته إلى 10% أخرى من قيمة المؤشر، خلال الأيام المقبلة.
ورغم حدوث خسائر أكبر من تلك النسبة في يومٍ واحد في مناسبات سابقة، كما حدث يوم الاثنين الأسود عام 1987، إلا أن الخسارة هذه المرة تأتي من آخر مستوى قياسي تم تحقيقه مباشرة، وهو ما يوضح حجم الصدمة التي تعرضت لها الأسواق. وبينما كانت خسارة المؤشر الخميس الماضي هي الأعلى منذ عام 2011، وجاءت خسارته لنسبة تتجاوز 3% في ثلاثة من الأيام الأربعة الأخيرة لتضعه على الطريق لتسجيل أسوأ أسبوع له منذ عام 2008، وقت الأزمة المالية العالمية.
وفي حوار مع محطة «سي إن بي سي» الاقتصادية، حذر الاقتصادي المصري الأميركي الشهير محمد العريان من التعامل مع تهاوي الأسواق خلال الأيام الأخيرة على أنه مجرد «ذعر، أو مبالغة في رد الفعل» من الأسواق، مؤكداً أنه سيستمر لفترة من الوقت، معتبراً أنه دليل على أننا «تجاوزنا الحد في الدخول في مخاطر سيولة ومخاطر ائتمان، وأن المؤشرات الاقتصادية قد تدهورت». وأضاف العريان «الشركات ترى الآن انخفاضاً في مبيعاتها، وارتفاعاً في تكاليف الإنتاج، مع عدم انتظام وسائل الانتقال وشحنات المخزون، وربما إيقاف الإنتاج تماماً لبعض الشركات في آسيا. وهذا يمثل صدمة أساسية كبرى». وأشار العريان إلى أن حل الأزمة لن يكون بيد بنك الاحتياط الفيدرالي هذه المرة، وإنما بالإسراع في التوصل إلى تطعيم يمنع الإصابة بالفيروس.
وتزامناً مع تعليقات العريان، ارتفع مؤشر التذبذب فيكس VIX إلى مستوى 39.2 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس 2011. وارتفع «فيكس»، الذي يطلق عليه «مقياس الخوف» لدى المستثمرين، بأكثر من 22 نقطة، في ثاني أكبر ارتفاع يومي في تاريخه منذ عام 1986.
