السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ابن بيه: نسعى لإبراز جوانب التسامح في الإسلام

ابن بيه: نسعى لإبراز جوانب التسامح في الإسلام
26 فبراير 2019 01:16

إبراهيم سليم (أبوظبي)

جدد معالي الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، التأكيد على أن العمل من أجل الوئام والسلام هو في خدمة المسلمين والمسيحين والسلام في العالم، لافتاً إلى أن عولمة الكرامة الإنسانية واحترام الاختلافات الدينية مضادات التطرف.
وقال معاليه إن المنتدى يسعى لإبراز جوانب السلام والتسامح في الإسلام؛ لأن عولمة الكرامة الإنسانية واحترام الاختلافات الدينية هي مضادات التطرف، لافتاً إلى أن القيادة الرشيدة تعزز السلام وترسخ الوئام على المستوى العالمي.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس أمناء «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» السنوي السادس في أبوظبي، الذي عقد برئاسة معالي الشيخ عبدالله بن بيه، وحضور الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، أمين عام المنتدى، وأعضاء مجلس الأمناء.
وعرض مجلس الأمناء أنشطة المنتدى، وما تحقق من إنجازات، خلال عام 2018، وتم الاتفاق على مواصلة الجهد، من أجل تقديم سردية جديدة للإسلام، تغني الإنسانية، وتصوب مسيرتها في الشراكة والنماء والازدهار، بدل الخصام والخراب والدمار، كما اتفق الأمناء على عقد الملتقى السنوي السادس للمنتدى مطلع ديسمبر 2019. وفي ضوء ذلك جرى الاتفاق على تشكيل لجنة لإعداد الورقة التصورية للملتقى.
وناقش مجلس الأمناء المقترحات حول الشخصيات المؤهلة للترشح إلى «جائزة الحسن بن علي للسلم» الدولية.
وقال معالي الشيخ عبدالله بن بيه في افتتاح أعمال الاجتماع الثامن للمنتدى: إن دولة الإمارات ترعى وتحتضن الكثير من المناسبات والملتقيات الإنسانية، وآخرها كان اللقاء الذي جمع قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، حيث نشأت عن هذا اللقاء نتائج في غاية الأهمية، تضمنتها «وثيقة الأخوة الإنسانية». وهي تندرج في الإطار الذي نسعى إليه في منتدى تعزيز السلم.
وأضاف معاليه: إذا كان هانس كونغ يقول، «لا سلام في العالم من دون السلام بين الأديان»، فيمكنني القول: «لا سلام بين الأديان إلا بالسلام بين المسيحية والإسلام». وهذا ما حرصت عليه دولة الإمارات، وجسدته قيادتها الرشيدة في سعيها الدؤوب من أجل تعزيز السلام وترسيخ الوئام على المستوى العالمي.
وقال ابن بيه إن المنتدى اجتهد في التفكيك المنهجي لبنية خطاب الكراهية وتصحيح المفاهيم، وتقديم البدائل المؤصلة؛ لأنّ الساحة لا تقبل الفراغ، ولا يمكن أن نكتفي بالإدانة المبهمة لخطاب التطرف من دون إحلال الرواية المتسامحة محلها.
وأكد معاليه أنه بدأ تدريس مادة التسامح، في مركز «الموطأ» للدراسات والتأهيل، وأنه قدم شخصياً الدروس الأولى، حيث عرض المقاربة أمام طلبة «برنامج إعداد العلماء الإماراتيين»، وأساتذة البرنامج. وأوضح أن النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم استضاف المسيحيين في مسجده، حيث أدوا فيه صلاتهم وطقوس دينهم بإذنه وحمايته، وأن القرآن الكريم يذكر أهمية حماية دور العبادة لليهود والمسيحيين مع مساجد المسلمين، كما في قوله تعالى، «وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم الله كَثِيرًا»، وإن كبار العلماء من أصحاب الرسول قالوا إنّ هذه الحماية لا تخصّ أصحاب هذه الدّيانات بل إنها مسؤولية المسلمين أيضاً، ارتقاءً بالتسامح إلى مستوى التضامن، وحرصاً على إيجاد شروط التعددية وإبعاد دور العبادة عن الخصومة.
وقال الشيخ ابن بيه إن الإيمان والتعايش والدين والسلام، يمكن أن تتساكن، كما يمكن للمواطنة التعددية أن تقلب المعادلة ليكون الانتماء الديني حافزاً لتجسيد المواطنة، وتحييد سلبيات تأثير عامل الاختلاف الدّينيّ عليها.

تعزيز ثقافة السلم
من جانبه ثمن الدكتور محمد مطر الكعبي، أمين عام منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، مبادرات المنتدى التي أثبتت للعالم دور الإمارات العربية في تعزيز ثقافة السلم والتسامح والتعايش، كما أثبت المنتدى أن الفكرة القوية الصادقة المبنية على التأصيل القويم والتنزيل السليم المسنودة بالإرادات والنيات الطيبة قادرة على مواجهة خطاب العدمية والعبث.
كما أثبت أن الخطاب العاقل قادر على أن يوجد شركاء في الحوار والعمل، وهو ما تمت رؤيته من خلال قوافل السلام الأميركية التي استضافها المنتدى، ومن خلال مؤتمر واشنطن لتحالف القيم، ومن خلال الملتقى الخامس الذي مثل انعطافة رائدة في تعزيز التعاون بين الأديان، فقد خلق هذا الملتقى حدثاً كبيراً أسهم في إعادة الثقة في التعاون والحوار بين الأديان
وأوضح الكعبي أن الإمارات شهدت حدثاً كبيراً ومميزاً، حيث استقبلت قبل أيام قليلة لقاء الأخوة الإنسانية الذي يجمع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتمخض عن هذا اللقاء الكبير وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، ويمثل هذا الحدث تحولاً كبيراً في حوارات الأديان.

تعزيز التسامح
وبين الكعبي أن شعار: لا سلام بين الإنسان إلا بالسلام بين الأديان الذي رفعه المنتدى طيلة الفترات السابقة محور عملكم في أبوظبي ومراكش وواشنطن، وهو نفسه الشعار الذي لا يزال مضمونه يلح على ضرورة تنزيله على أرض الواقع من زاوية البحث في دور الأديان في تعزيز التسامح بين بني الإنسان، وتقديم الصور الأقرب إلى الواقعية التي تستديم إيجاباً ما وصلنا إليه إلى حدود اليوم.
وتابع الأمين العام للمنتدى قائلاً: إذا كانت ملتقيات أبوظبي فكرية محضة، فإن توصياتها بدأت تتنزل شيئاً فشيئاً من سماء التنظير والتقرير إلى أرض التنزيل والتفعيل، من خلال التحول من طابع المحلية نحو اكتساء صفة العالمية التي أصبحت تليق بالمنتدى، مشيراً إلى أنه أصبح للمنتدى فروع في أهم العواصم العربية والعالمية، فبعد مكتب الرباط عاصمة المملكة المغربية، نحن على أعتاب تأسيس فرعين جديدين للمنتدى في كل من لندن عاصمة المملكة المتحدة، وواشنطن، وهو ما يوضح بجلاء وضوح الرؤية التي تتأسس عليها استمرارية المجهودات، وضمان النتائج الإيجابية.

شوقي علام: نقف بالمرصاد لدعاة الهدم والخراب
أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، أن المنتدى يخطو خطوات ثابتة نحو إيجاد ثقافة حقيقية للسلم في المجتمعات المسلمة، بل وتعدى هذا إلى المجتمعات غير المسلمة، وأن المنتدى ولد ليكون كبيراً في دولة كبيرة، وهي دولة الإمارات العربية الشقيقة التي نكن لها كل تقدير والاحترام، قيادة وحكومة وشعباً على كل الجهود التي تبذل في سبيل ترسيخ العلاقة بين الأديان والتي كان آخرها اللقاء التاريخي الذي جرى على أرض الإمارات بلقاء قيادتين كبيرتين عالميتين، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وما نتج عنه من وثيقة الأخوة الإنسانية.
وأكد أنها وثيقة كاشفة عن واقع إماراتي معيش على أرض الواقع ولاقت تجاوباً عالمياً وترحيباً من المهتمين كافة، ولا نستغرب ذلك كونها انطلقت من هذه الأرض المباركة.
وقال: نحن بالمرصاد لكل دعاة الهدم والخراب الذين تغذوا من ثدي «الإخوان المسلمين» الذي نشأ في عام 1928، وسنتكاتف جميعاً للتصدي لهذه المجموعات الإرهابية الموجودة على الساحة الآن، ونعمل لإيجاد ثقافة حقيقية تبني وتدفع هذا التهديد للبناء الذي بنيناه.
وأكد الدكتور محمد البشاري، عضو مجلس أمناء المنتدى، أن الإمارات حققت على أرض الواقع ومن خلال المنتدى، إنجازات غير مسبوقة أجهضت كل المحاولات المشبوهة لوصم الإسلام بالعنف، وغير ذلك مما تتبناه جماعات الإسلام السياسي، ويعود الفضل لها في بيان حقيقة الإسلام وسماحته، والآن يجني العالم الإسلامي وغير الإسلامي ثمار هذه الجهود التي يقودها العلامة المجدد فضيلة الشيخ عبدالله بن بيه رئيس المنتدى، وصاحب المبادرات الخلاقة، وأعضاء المنتدى الذين استخرجوا من التراث الإسلامي كل ما هو إنساني وجميل يدحض ويفند مزاعم الجماعات المتطرفة.
وقال إن نهج الإمارات وسطي مبني على قواعد الحب والسلام والتسامح، وقبول الآخر، وهو ما تسير عليه القيادة الرشيدة لدولة الإمارات.
وأكد الدكتور محمد السنوسي، عضو مجلس الأمناء، أن المؤتمر المقبل للمنتدى سيركز على مفهوم التسامح والذي يتوافق مع توجهات دولة الإمارات العربية التي تحتفل هذا العام بعام التسامح، والمنتدى الآن أصبحت له بصمة واضحة في المشهد العالمي المعزز للسلم المجتمعي والسلم بين المجتمعات كافة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©