الجزيرة أثبت امتلاك كل مقومات «البطل» أمام النصر

(دبي)- استحق فريق الجزيرة الفوز في مباراته مساء أمس الأول أمام النصر، وتأكيد صدارته وجدارته، بأن يكون أول المرشحين للفوز بلقب بطولة دوري المحترفين هذا الموسم، في حين لم يستحق "العميد" الخسارة، وهي معادلة قد تكون غريبة، في ظل أداء الفريقين لمباراة كبيرة، مع عودة الدوري، وبداية النصف الثاني من عمر المسابقة، بعد توقف طويل، وقدرة كل منهما على تحقيق الفوز خلال فترات المباراة، وإهدار لاعبي الفريقين للعديد من الفرص السهلة في شوطي المباراة. لعب الجزيرة بهدف الفوز من البداية، وامتلك كل مقومات الفريق "البطل" على مدار المباراة، وهي أن تكون قادراً على الفوز حتى في أسوأ حالاتك، وهو ما تحقق في الشوط الثاني، الذي هبط فيه مستوى الفريق، وتفوق فيه النصر، الذي قدم مباراة جيدة خططياً، ونجح في إدراك التعادل في الشوط الثاني، بعد تقدم الجزيرة وكان قريباً من تحقيق الفوز في بعض فترات الشوط الثاني أو على الأقل الخروج بنقطة التعادل. فرحة وحزن كان الفوز أو التعادل يعني الكثير للنصر في اللقاء الأول الذي يخوضه في الدوري، تحت قيادة مدربه الجديد الإيطالي زنجا، وهو ما تسبب في حالة الحزن على النتيجة والرضا على الأداء بعد المباراة داخل صفوف "العميد"، في حين كانت السعادة الكبيرة في صفوف "الجزراوية" بعد الفوز بثلاث نقاط مهمة بغض النظر عن الأداء الجميل، الذي اختفى في النصف الثاني من المباراة، على اعتبار أن الفوز أهم كثيراً من الأداء في بعض المباريات، خاصة أمام المنافسين الكبار على ملعبهم وبين جماهيرهم. ولولا ضربة الجزاء التي احتسبها حكم المباراة علي حمد قبل النهاية بسبع دقائق لارتضى الفريقان بالتعادل 1-1 لأن ذلك كان النتيجة المنطقية، والمقنعة لجماهير الفريقين بعد تبادل السيطرة على مجريات الأمور خلال شوطي المباراة، حيث كان الجزيرة هو الأفضل في الأول من خلال طريقة اللعب التي مكنته من الانتشار الجيد، والوصول لمنطقة جزاء النصر كثيراً، بينما امتلك النصر زمام الأمور في الشوط الثاني بعد تعديل طريقة اللعب من 4-3-2-1 إلى 4-4-2 الهجومية، والدفع بمهاجم ثان هو البرازيلي الجديد رودريجو كاريكا بجوار الغيني إسماعيل بانجورا، والضغط على لاعبي الجزيرة في كل أرجاء الملعب. كسب الجزيرة نقاط المباراة الثلاث المهمة في سباق الوصول إلى اللقب الأول لبطولة الدوري في تاريخ النادي، ونجح في تصدير حالة من الثقة للاعبيه واليأس لمنافسيه، بأنه فريق قادر على تحقيق الفوز على كل المنافسين بغض النظر عن اللعب داخل أبوظبي أو خارجها وفي كل الظروف، وكسب النصر ثقة جماهيره في قدرة الفريق على تقديم الأفضل في الدور الثاني تحت القيادة الإيطالية، بعد مرحلة البرازيلي أنجوس والمدرب الوطني عيد باروت. فوز صعب وعقب المباراة اعترف البرازيلي براجا مدرب الجزيرة، بأن المباراة كانت صعبة على فريقه، وقال: توقعنا صعوبة اللقاء أمام فريق منظم ومدرب جيد، وقد بدأنا المباراة بشكل جيد، وأهدرنا العديد من الفرص في الشوط الأول، التي كانت كفيلة بالحسم المبكر أمام المنافس، الذي لعب فقط على الهجمات المرتدة، لكن النصر لعب بشكل جيد في الشوط الثاني بعد أن أصلح أخطاء الشوط الأول، وبعد أن عدل المدرب طريقة اللعب وعاد بقوة للمباراة، واستطاع تعديل النتيجة وكان خطيراً على المرمى، ونجح في إدراك التعادل، وظل خطيراً بعد ذلك أيضاً. وأضاف براجا: بالنظر إلى مجمل اللقاء، نجد أن الجزيرة استحق الفوز في ظل عدد الفرص التي أتيحت لنا، على مدار المباراة، أمام المنافس المنظم، الذي يجيد اللعب على ملعبه، وبين جماهيره، وهو منافس يستحق التهنئة على الأداء الجيد في المباراة، كما يستحق مدرب زنجا كل التهنئة على قيادته الجيدة للمباراة، حيث كان قريباً في بعض الفترات من تحقيق الفوز. وأكد مدرب الجزيرة أن مباراة الفريقين في الكأس الأسبوع المقبل ستكون أكثر صعوبة، بعد أن عرف كل فريق الكثير عن الآخر في مباراة الدوري، رغم أن الفوز في مباراة الدوري قد يمنح فريقي الثقة الأكبر قبل مواجهة الكأس، لكن الضغوط تظل موجودة على الفريقين في اللقاء المقبل، لأن النصر فريق جيد يضم مجموعة من اللاعبين الشباب ومدرب جيد. وقال براجا: فريق الجزيرة في وضع جيد في الدوري، لكن هذا ليس كافياً للفوز باللقب، والمهم أن يحالفنا التوفيق في المراحل الأخيرة لمباريات الدوري، وألا نتعثر في الأمتار الأخيرة مثلما حدث من قبل، وهو ما يظل يمثل لنا الهاجس الأكبر، مشيرا إلى التأثير السلبي لفترة توقف الدوري، مؤكداً العمل على تجاوز هذه الآثار السلبية. وأشاد مدرب الجزيرة بأداء جميع لاعبيه، وامتدح مستوى عبد السلام جمعة، الذي شارك لتعويض غياب ياسر مطر في قلب الوسط، وصالح عبيد، الذي لعب بدلاً من عبد الله موسى في الجهة اليسرى، وقال: ابتعد اللاعبان لفترة عن المباريات لكن عودتهما كانت موفقة ونجحا في تعويض النقص الناتج عن الإصابات والإيقافات.