الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أول رائد إماراتي ينطلق للفضاء 25 سبتمبر

أول رائد إماراتي ينطلق للفضاء 25 سبتمبر
26 فبراير 2019 01:17

آمنة الكتبي (دبي)

كشف مركز محمد بن راشد للفضاء، أن 25 سبتمبر 2019 سيكون تاريخ انطلاق أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وهي الأولى لرائد فضاء عربي إلى المحطة، وذلك ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في عام 2017؛ بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين، وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.
جاء ذلك أمس، خلال مؤتمر صحفي للإعلان تفاصيل الرحلة وتاريخ انطلاقها.
وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: إن أحد رائدي الفضاء سينطلق إلى محطة الفضاء الدولية يوم الأربعاء 25 سبتمبر 2019 ضمن بعثة فضاء روسية، على متن المركبة «سويوز إم إس 15» ليقضي 8 أيام على متن المحطة، يعود بعدها إلى الأرض على متن المركبة «سويوز إم إس 12»، وسيكون رائد الفضاء الثاني بديلاً له، وسيواصل التدريبات للقيام بمهام أخرى في المستقبل.
وقال سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء ومدير برنامج الإمارات لرواد الفضاء: إن موعد الرحلة كان قد أُرجئ من شهر أبريل إلى سبتمبر هذا العام بسبب الحادث الذي تعرضت له مركبة «سويوز إم إس 10» في أكتوبر الماضي، وقال: «تأتي سلامة رواد الفضاء على رأس قائمة أولوياتنا؛ لذا تم تأجيل موعد الرحلة إلى 25 سبتمبر، ونحن سعداء أن الانطلاق إلى محطة الفضاء الدولية سيكون خلال العام الجاري رغم العقبة التي واجهت شركاءنا في وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس».
وأكد أن هناك خطة لنقل بعض اختبارات رواد الفضاء في دولة الإمارات ليتم تطبيقها مستقبلاً، موضحاً أنه سيتم اختيار رائد فضاء واحد للطيران، والآخر سوف يكون في مرحلة الاحتياط، وأن وظيفة الرائد الاحتياط تنتهي عندما يحلق الصاروخ، مشيراً إلى أنه سوف يكون في مرحلة الاستعداد الكامل قبيل الإطلاق بساعتين، تحسباً لحدوث أي ظروف طارئة، حيث سيكون على متن الرحلة رائد فضاء من وكالة ناسا الأميركية، بالإضافة إلى رائد فضاء روسي ورائد الفضاء الإماراتي.
وبين أنه للمرة الأولى سيقوم رائد فضاء بتقديم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية لمحطة الفضاء الدولية، حيث سيوضح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها، وطريقة إجراء التجارب في ظل انعدام الجاذبية، وتجارب رصد وتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية، ونقل المعلومات والتجارب، إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة، وأكّد أن محتوى هذه الجولات سيكون بمثابة مرجع موثق باللغة العربية، متوافر لجميع المهتمين بقطاع الفضاء في الوطن العربي.
ونوّه المري بجدول رائد الفضاء خلال وجوده على متن محطة الفضاء الدولية، والذي وصفه بأنه سيكون حاشداً بالأنشطة العلمية، وكل ساعة من ساعات اليوم محددة لها مهام معينة يتعين عليه القيام بها، وسيقوم رائد الفضاء بإجراء أبحاث في مجالات مختلفة تهدف إلى مشاركة المجتمع الدولي العلمي ببيانات توضح تأثير انعدام الجاذبية على التجارب البحثية، مقارنة بجاذبية الأرض، فعلى سبيل المثال، ستتم دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة، مقارنة بالأرض قبل الرحلة وبعدها. وأشار إلى أنه وللمرة الأولى سيتم هذا النوع من الأبحاث على شخص من منطقتنا العربية، وهو رائد الفضاء الإماراتي، حيث ستتم مقارنة النتائج مع أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم.
كما أوضح أن هناك مهمات علمية موجودة في مختبرات محطة الفضاء الدولية ستوكل إلى رائد الفضاء الإماراتي مسؤولية استكمالها، بما يتناسب مع توقيت ومدة بقائه في المحطة، إضافة إلى الأبحاث التي سيحملها معه من مدارس وجامعات دولة الإمارات العربية المتحدة.

هزاع المنصوري: فوق كثبان «ليوا» عانقت الفضاء
أكد رائد الفضاء هزاع علي المنصوري، أن شغفه بدأ بحب عالم الفضاء منذ الصغر، حيث كان يقف أمام الكثبان الرملية في منطقة ليوا ليرى النجوم ويسرح في حلم الوصول إلى عالم الفضاء حتى أصبح الحلم حقيقة.
وبين المنصوري: إنها فعلاً لحظة تاريخية بالنسبة لي عندما تلقيت اتصالاً يخبرني بأنه تم اختياري لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، تذكرت عندما التقى الشيخ زايد برواد فضاء أميركيين عام 1976، تخيلت أن حلمه أن يرى رواد فضاء إماراتيين، والآن يحقق أبناء زايد هذا الحلم.
وأضاف: لبينا دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عندما دعا للتقديم على طلبات رائدي الفضاء، وتلقيت التشجيع من الجميع، وأنا الآن فخور لاختياري من بين أكثر من 4022 مرشحاً، وكان لعائلتي الدعم الكامل.
وقال: رأيت في نفسي أنني الشخص المناسب كوني «رائد طيار» في القوات المسلحة، وأتمتع بالمقدرة والاستطاعة من ناحية التدريبات والكفاءة، مبيناً أنه خلال مرحلة الاختبارات والترشيح كان هناك عدد كبير من الكفاءات الوطنية لديهم الخبرة والطموح، وكانت المنافسة كبيرة.
وأضاف: التقيت رائد الفضاء الأميركي المتقاعد الكابتن المهندس سكوت كيلي في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووجهت له سؤالاً: «ما نصيحتك لأول رائد فضاء إماراتي؟!»، أجاب: أتمنى أن تكون على طبيعتك، وعفويتك أثناء تلقي الاختبارات.
وحول صعوبات التدريبات في روسيا، قال المنصوري: كانت اللغة الروسية هي أول عقبة، ولكن تم تجاوزها، مبيناً أن البيئة المحفزة في دولة الإمارات ستضمن استدامة برنامج الإمارات لرواد الفضاء، ونحن بدورنا سوف نكون سفراء لتلك التجربة، وسوف نرفع راية الدولة، وننقل شغف حب علوم الفضاء واكتشافه للأجيال القادمة.
وأضاف: خضنا تجربة تناول وجبات غذاء رواد الفضاء لمدة أسبوع، بهدف التقييم والاختيار، موضحاً أن الأطعمة معلبة، وتحتوي على جميع الأصناف، مضيفاً أنه سوف يكون أحدنا على متن مهمة «سويوز» إلى محطة الفضاء الدولية، وسيتم الإعلان عن الاسم في مايو، الآخر سينضم لمهمة أخرى في المستقبل، أياً كان الذي يقع الاختيار عليه، نحن فريق واحد، ولدينا مهمة واحدة، وهي رفع العلم الإماراتي.

سلطان النيادي: حلمي انطلق من «أم غافة»
قال رائد الفضاء، سلطان سيف مفتاح حمد النيادي: بدأ حلمي في أم غافة في منطقة العين نظرت للنجوم وشاهدت أطراف المجرات، وكنت أدرس في مادة العلوم معلومات حول أشخاص كانوا يصلون للقمر، وراودني الشعور، هل من الممكن أن أصبح رائد فضاء؟ وتابع: ومرت السنون، وتزوجت ودخلت السلك العسكري قرابة عشرين عاماً تخللها الحصول على درجة البكالوريوس في تقنية المعلومات، ودرجتي الماجستير والدكتوراه، حتى ساقتني الأقدار في عام 2017 لدخول الحدث العلمي الأول لمركز محمد بن راشد للفضاء، والتقيت أشخاصاً في مقتبل العمر يطمحون لإرسال أقمار صناعية للفضاء، وبعد شهر من الحدث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تغريدة واحدة حوّلت الحلم إلى حقيقة، من خلال إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء.
وحول التدريبات في روسيا، قال النيادي: تدريبات النجاة في البرد القارس التي يجريها المركز الروسي «يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء» في إحدى غابات العاصمة الروسية موسكو على البقاء على قيد الحياة في ظروف الشتاء القاسية، ودرجات الحرارة التي تنخفض عن الصفر المئوي، وتهدف هذه التدريبات إلى تزويد رواد الفضاء بعدد من المهارات التي تمكنهم من البقاء ثلاثة أيام على الأقل في بيئة بالغة القسوة في حال انحراف كبسولة الهبوط عن مسارها، واضطرارها للهبوط في مناطق أو غابات غير مأهولة شديدة البرودة، وذلك باستخدام معدات وأجهزة موجودة على متن الكبسولة.
وتابع: يتعلم رواد الفضاء خلال هذه التدريبات كيفية الخروج من الكبسولة بطريقة صحيحة، وكيفية بناء نوعين من المأوى، ومهارات الإسعافات الأولية، والتعامل مع الضغوط، وإدارة الموارد المتاحة في البيئة المحيطة، والتواصل مع فرق البحث والإنقاذ من حيث الإشارات المرئية، كالمشعل الحراري والاتصال اللاسلكي، وهي تدريبات إلزامية يتعين على جميع رواد الفضاء المرور بها.
وأضاف: خضعنا لتدريبات في بيئة تحاكي ظروف انعدام الجاذبية، بالإضافة إلى تجربة الثبات في الكرسي الدوار لمدة 10 دقائق، وتجربة ارتداء بذلة الفضاء «سوكول» التي يبلغ وزنها أكثر من 10 كيلوجرامات، في غضون 25 إلى 30 ثانية، وتجربة رمي والتقاط لوح يزن 50 كيلوجراماً لمحاكاة التعامل مع المعدات والأدوات في بيئة العمل على متن محطة الفضاء الدولية.
وقال النيادي: إن هناك خبراً ساراً لكل من يطمح لأن يصبح رائد فضاء، ليس عليك أن تكون مهندساً أو طياراً؛ لأن الفرصة موجوده للجميع ولا ترتبط بالوظيفة، وإنما بالشغف واللياقة الصحية والبدنية.

فاروق الباز: الإمارات ترسم مستقبلاً جديداً للمنطقة والأمة
قال عالم الفضاء الدكتور فاروق الباز، مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية: إن ما يميز تجربة دخول الإمارات عالم الفضاء، هو تهيئة البيئة المحفزة، والاعتماد على العنصر الشبابي في تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية، موضحاً أنه عمل في وكالة «ناسا» في برنامج «أبولو»، وكان جميع رواد الفضاء العاملين في تلك الفترة من فئة الشباب كونهم العنصر المهم في التقدم و التطور.
جاء ذلك، في تصريح له بمناسبة الإعلان عن اختيار أول رائد فضاء إماراتي. وأكد د. الباز إن فرحة الجميع كبيرة بهذا الإنجاز الإماراتي العربي الذي نحتفي فيه بإرسال الرواد العرب الإماراتيين للوصول للمشاركة في رحلات الإنسان للفضاء، موضحاً أنها مرحلة تاريخية يتوقف عندها العرب، لأنها تنمي احتمالات النهوض العلمي الفضائي، ورسم مستقبل جديد للمنطقة والأمة.
وأكد الباز أن تجربته في «ناسا» اعتمدت في بدايتها على العنصر الشباب، وهذا ما تقوم به دولة الإمارات من خلال برنامج الإمارات لرواد الفضاء، لتأهيل الدفعة الأولى من رواد الفضاء، وإعدادهم للمشاركة في مهام استكشاف الفضاء العالمية، كما وتعمل في إعداد الكوادر والكفاءات المواطنة القادرة على تلبية متطلبات المستقبل في شتى القطاعات والميادين.
وأشار إلى أن دولة الإمارات وضعت استراتيجية بعيدة المدى وخططاً مدروسة وشاملة، وبرنامجاً مستداماً في تحقيق أهدافها، مبيناً أن ذلك يحقق الأمان في مستقبل التحرك في مجال اكتشاف علوم الفضاء، وسوف تحقق نجاحاً باهراً في رحلة مسبار الأمل.
وأكد أن دخول دولة الإمارات لعالم الفضاء يسعد كل عربي وكل إنسان قائلاً: «كنت انتظر أن تنهض الكثير من الدول العربية، وأن تنتهج هذا النهج الرائع، موضحاً أن الإمارات لم تتوقف أبداً في رسم خط الوصول لعالم الفضاء، واستكشافه حتى أصبحت تمثل العالم العربي في مشاريع الفضاء، وهي سباقة في وضع الاستراتيجيات، وبدأت في إطلاق الأقمار الصناعية للاتصالات، ومن ثم الأقمار الصناعية لتطوير الفضاء، وها نحن ذا نعيش الوقت لترتيب رحلة غير مأهولة، وهي رحلة مسبار الأمل للوصول للمريخ».
وأشار إلى أن دولة الإمارات استثمرت مواردها وأموالها بهدف تصنيع الأقمار الصناعية في الدولة بأيد إماراتية، و بناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©