عدد اليوم
عبدالله القواسمة (أبوظبي)
لا خلاف على أن بني ياس يملك مجموعة رائعة من اللاعبين، بما يعكس العمل الرائع والجبار الذي قامت به إدارة النادي التي تمضي على الطريق الصحيح لإعادة أمجاد الزمن الجميل لـ «السماوي»، وفي الوقت نفسه لا يمكن نسيان الدور الكبير الذي يقوم به المدرب الكرواتي كرونسلاف جوريتش صاحب الفلسفة التدريبية التي تعتمد على الاستحواذ والسيطرة، وسرعة استخلاص الكرة، واللعب بأسلوب «الكرة الشاملة»، على الطريقة الهولندية.
قبل بدء الموسم، مر تعيين كرونسلاف بهدوء، من دون أي إثارة، وتوقع الكثيرون أن يدخل المدرب أجواء دوري الخليج العربي، ويخرج منها حاله مثل حال عشرات المدربين، ومن دون أن يترك «علامة فارقة»، نظراً لصعوبة المنافسة وقيادة فريق صاعد من «الهواة»، ولكنه كسب الرهان، كما أن إدارة النادي كانت على حق في قرار التعاقد معه.
والآن بعد مرور «16 جولة»، أصبح كرونسلاف الاسم الأكثر تردداً بين أوساط المحللين والمراقبين، ونال الإشادة والإعجاب، إثر قيادته بني ياس إلى احتلال المركز الخامس، ومحققاً نتائج لافتة، وعلى حساب فرق لها «باع» طويل مع البطولة.
كرونسلاف هو وليد المدرسة الكرواتية التي أثبتت نجاعتها الفنية وحضورها الأخاذ العام الماضي عندما احتلت وصافة كأس العالم عن جدارة، وإذا عدنا بالذاكرة عقدين إلى الوراء، نرى أن كرونسلاف كان أحد أعضاء منتخب كرواتيا الذي حل ثالثاً في مونديال فرنسا 1998، أما عن مسيرته التدريبية، فقد سبق له قيادة دينامو زغرب إلى أربعة ألقاب محلية «الدوري 3 مرات والكأس مرة واحدة»، أما مع بني ياس فإن طموحه الشخصي يفوق الهدف المعلن، وهو الثبات بمصاف دوري الأضواء.
وعن الأسباب التي أدت ببني ياس إلى التألق بدوري الخليج العربي، قال كرونسلاف: الأمر يعود إلى أسباب عدة، منها أن اللاعبين دخلوا غمار الموسم الحالي برغبة كبيرة في تجاوز تداعيات اللعب بعيداً عن «الأضواء»، في حين أننا نملك مجموعة قوية ومتجانسة من اللاعبين، إلى جانب الأجواء الرائعة داخل النادي، والدعم الإداري الكبير، والأجواء المثالية التي أسهمت في تقديم الفريق لهذا المستوى الفني المتطور.
وقال: العمل في كرة القدم جاد للغاية، في حين أن جني ثماره لا يأتي بين ليلة وضحاها، والحال ينطبق على العاملين كافة في مهنة التدريب، والأمور عادة ما تأخذ منحى تسلسلياً أو تصاعدياً إنْ صح التعبير، وهذا ما يحدث الآن مع بني ياس الذي نجح في الوصول إلى هذه المرحلة من التألق، بفضل العمل الجاد من قبل أعضاء منظومة العمل.
وتناول كرونسلاف فلسفته القائمة على التوازن في اللعب ما بين الجانبين الدفاعي والهجومي معاً، مؤكداً أن المدربين كافة عادة ما يملكون خططاً خاصة بكل بطولة أو كل مباراة، أما على الصعيد الشخصي، فيرغب في رؤية فريقه يسارع دائماً إلى انتزاع الكرة والاستحواذ عليها، إلى جانب وجود ردة فعل قوية في حال فقدانها، وهذا الأمر يفضله مع بني ياس، ولمس في اللاعبين الرغبة في تحقيق هذا الهدف، مؤكداً أن هذه الفلسفة قادت الفريق إلى الأداء التنافسي القوي.
وفي تقييمه لأداء اللاعبين الأجانب الذين حامت الشكوك حول مستقبلهم مع الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، أكد كرونسلاف أنه يسعى دائماً خلال عمله مع الفريق الذي يدربه إلى ترسيخ مبدأ العمل الجماعي بين اللاعبين، سواء الأجانب أو المواطنين، مشيراً إلى أن لاعبي بني ياس يتمتعون بالانضباط الشديد والجودة، ليس على الصعيد الفني وحده بل الإنساني كذلك، فهم يحترمون أفكاره ويبذلون الجهد الكبير لتطبيقها، سواء أكانوا مواطنين أم أجانب، فلا فرق بالنسبة له بين الجميع، لافتاً إلى أنه كان يعرف أن اللاعبين الأجانب كانوا يملكون الكثير ليقدموه للفريق في الموسم الحالي.
وتطرق كرونسلاف إلى المستوى اللافت للكولومبي مايكل أورتيجا الذي نجح في كسر عقدة التسجيل مع بداية القسم الثاني من الدوري، ونجح في إحراز 3 أهداف خلال المباريات الأخيرة بالدوري، بالإشارة إلى أن يناير الماضي كان مهماً جداً بالنسبة للاعب الذي عمل وبشكل جاد على تطوير مستواه البدني بالدرجة الأولى، ما أسهم في الارتقاء بأدائه الفني. وعلق كرونسلاف على هدف بني ياس المعلن والجديد، وهو الفوز بأحد مقاعد التمثيل في بطولة دوري أبطال آسيا، وقال: كان هدفنا هو البقاء بمصاف دوري الأضواء، ولكن الآن ومع مرور هذا العدد من الجولات، أصبح بإمكاننا أن نحقق المزيد من الأهداف، بالنسبة لي لا أحبذ الحديث عن مقعد دوري الأبطال، بل أحبذ الحديث عن العمل الجاد الذي يجب أن نواصله في المستقبل، مع التأكيد على أن طموحاتي ومنذ أن توليت مهام عملي، تفوق مسألة البقاء أو التمثيل الآسيوي، بل هي أعلى بكثير.
