عدد اليوم
القاهرة (الاتحاد)
رغم أنه إيطالي، إلا أن ماوريسيو ساري قرر التمرد على أسلوب الكاتيناتشو المعروف، وعرف عنه النزعة الهجومية، لاسيما التي اشتهر بها إبان توليه قيادة فريق نابولي في السنوات الماضية، لكن السداسية المذلة التي تعرض لها على يد بيب جوارديولا قبل أسابيع قليلة، أجبرت مدرب تشيلسي على اللعب بتكتيك دفاعي، والاعتماد على الهجمات المرتدة أمام السيتيزن في نهائي كأس الرابطة، لكنه خسر اللقب والكأس، والأهم أنه خسر أسلوبه، وأثبت عدم قدرته على فرض تكتيكه أمام غريم عملاق بحجم جوارديولا، وهو ما يعد نجاحاً للإسباني العبقري الذي نجح في تغيير الصورة العامة للكرة الإنجليزية، بعد توليه تدريب البلومون، بينما أثبتت تجربة ساري مع البلوز التي قد تنتهي قريباً، أن الأجواء الإنجليزية لا تلائم الإيطالي المغامر!
صحيح أن ساري لم يتمكن من الفوز بأي لقب خلال مسيرته التدريبية التي تمتد عبر 28 عاماً، لكنه تميز بأسلوبه الفني، خاصة في السنوات الأخيرة، وهو ما منحه شهرة كبيرة، دفعت تشيلسي للتعاقد معه، رغبة في تطوير أداء الفريق، لكن الإيطالي لم يفطن إلى الإرث الدفاعي الثقيل الذي تركه مورينيو وكونتي، وغيرهما من المدربين، الذين اتسم أداء البلوز معهم بقدرات دفاعية تفوق قوتهم الهجومية، وإذا قررت إدارة تشيلسي التخلي عن ساري، لاسيما بعد واقعة كيبا الأخيرة، فربما تكون أقصر تجاربه الكروية مع أي فريق، خلال آخر 10 سنوات، حيث بقي على سبيل المثال مع نابولي لمدة 1128 يوماً، وقبلها ظل قائداً لإمبولي عبر 1074 يوماً، ويواجه ساري خطر الإقالة منذ السقوط أمام السيتي بالسداسية، رغم أنه تولى قيادة البلوز منذ 227 يوماً فقط.
في إنجلترا، خسر ساري بطولتين أمام منافس واحد، هو بيب جوارديولا، كما خرج من الدور الخامس في بطولة كأس الاتحاد على يد مانشستر يونايتد، ويحتل حاليا المركز السادس في جدول ترتيب البريميرليج، ويواجه خطر الابتعاد مرة أخرى عن المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم القادم، بعدما فقد آماله في المنافسة على اللقب المحلي، ولا يبقى له سوى المنافسة في الدوري الأوروبي، حيث سيواجه دينامو كييف في دور الـ 16، ويختلف الوضع كثيراً عما حققه ساري مع نابولي في السنوات الأخيرة، عندما حصد مركز الوصيف في الدوري مرتين، مقابل الحصول على المركز الثالث مرة واحدة، وكان منافساً شرساً لليوفي في الكالتشيو خلال الموسم الماضي، عندما خسر صراع اللقب بفارق 4 نقاط فقط، كما بلغ نصف نهائي كأس إيطاليا مرة واحدة، مقابل الخروج من ربع النهائي مرتين، ورغم عدم تحقيقه الكثير من التقدم على المستوى القاري، إلا أنه ظهر بصورة طيبة في الموسم الماضي أمام السيتيزن، وقبلها خرج من دور الـ 16 على يد البطل، ريال مدريد. وما يؤكد أن ساري لم يتمكن من وضع يده على مواطن القوة والضعف لدى فريقه الحالي، أنه أشرك 27 لاعباً حتى الآن في 44 مباراة، بينما اعتمد على 35 لاعباً مع نابولي خلال 148 مباراة، ما يؤكد أنه لا يزال يبحث عن التوليفة المناسبة للبلوز.
