الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبابيس

18 يوليو 2007 04:02
لم أدرك أن هناك بطولة باسم كأس أمم آسيا تجري مبارياتها في هذه الأيام، إلا بعد مرور حوالي أسبوع من بدء المباريات·· وعلمت ذلك بالصدفة البحتة عندما كان ابني الصغير يتابع إحدى المباريات!·· فقد كنت في نفس الفترة حريصا على متابعة كأس أمم أميركا اللاتينية المسمى ''كوبا أميركا''، ولم أشأ أن ألوث ذوقي أو أجبره على الانحدار من مستواه العالي إلى الحضيض بمشاهدة مباريات من فرق متخلفة لا تعرف الفرق بين الكرة و''طنجرة الأرز''، بعد مشاهدة مباريات ''كوبا أميركا''·· وشتان بين البطولتين وبين الأمم هنا والأمم هناك في كرة القدم· والحقيقة أن من يشاهد مباراة بين فريقين من فرق أميركا اللاتينية، يعز عليه أن يدمر ذوقه ومزاجه ويضيع وقته الثمين بمشاهدة مباراة لمنتخباتنا وفرقنا الآسيوية والعربية والخليجية المتخلفة·· فهناك كرة قدم حقيقية، وإبداع وفنون في المراوغة والتمريرات المتقنة والتهديف بشتى الطرق والوسائل وخطط وهجمات منظمة ومنسقة، تشعرك بأن اللاعبين يتحركون بواسطة ''الريموت كونترول''·· أما عندنا فهناك ''عك كروي''، برود تام وهدوء في الملعب أشبه بصمت القبور، وأجساد أنهكها الهوان والهشاشة والضعف·· لا خطط ولا هجمات ولا كرة ولا قدرة على التهديف أو حتى ضربة واحدة صوب المرمى··! إذا شاهدت مباراة من مباريات ''كوبا أميركا''، دب النشاط في كامل جسدك وشعرت بأنك تريد أن تقفز من مكانك وتجري بكل ما أوتيت من قوة، أما إذا قدر عليك لا سمح الله أن تشاهد مباراة طرفاها منتخباتنا الآسيوية والعربية والخليجية الخائبة، فيسيطر عليك فورا شعور بالنعاس والدوخان ولوعة الكبد والملل وقد تصاب بالوحدة وبالانفصام في الشخصية والعقد النفسية· شاهدت المباراة النهائية لبطولة ''كوبا أميركا'' بين البرازيل والأرجنتين فجر يوم الاثنين الماضي، فقررت ألا أشاهد أية مباراة عربية وخليجية وحتى آسيوية بعدها ولمدة سنة كاملة لكي لا تُمحى المشاهد الرائعة والذكرى الجميلة لهذه المباراة القمة من مخيلتي·· مباراة قمة في كل شيء·· القوة الجسمانية، اللياقة البدنية العالية، الرجولة، الانقضاض الصحيح على الكرة، الإتقان في التمريرات، قوة التسديدات التي تجعلك تقفز من مكانك بمعدل كل خمس دقائق مرة أو مرتين على أقل تقدير·· لا رعونة ولا سقوط على أرض الملعب لأتفه الأسباب ولا احتكاكات ولا دلع ولا استعراض غبيا·· مباراة قمة في المتعة·· وهي عكس ما نشاهده عندنا من خرابيط كروية ومن ''سمك لبن تمر هندي'' في لعب الكرة·· 22 شخصا يرتدون فانيلات وشورتات وأحذية يجرون خلف الكرة بهبل وغشامة·· أجسام مترهلة ولياقة أي كلام وجمود في الملعب وأجساد تتحرك كالسلاحف الآيلة للانقراض·· ويكفي أن أقول لكم إن هدف البرازيل الأول للمهاجم البرازيلي المبدع ''جوليو بابتيستا''، كفيل بأن يدرس في كافة المعاهد الرياضية والأكاديميات الكروية في دولنا المتخلفة كرويا··
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©