الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أنجزنا الكثير ونتوقع جني الثمار.. عقدٌ للقطاف

أنجزنا الكثير ونتوقع جني الثمار.. عقدٌ للقطاف
2 يناير 2020 01:30

محمد خليفة المبارك

مع نهاية عام 2019 نتطلع إلى استقبال العقد الثالث من الألفية الثانية بالكثير من التفاؤل والانفتاح، لاسيما أننا في أبوظبي قد حققنا العديد من الإنجازات في القطاع الثقافي، ونعتقد أننا سنصل إلى مرحلة القطاف وجني الثمار مع اكتمال العديد من البنى التحتية الثقافية، ونضوج الأدوات والبرامج التي تمكننا من تطوير القدرات الثقافية والفنية والتخصصات الدقيقة المتعلقة بها.
اطلقنا مؤخراً في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي استراتيجية أبوظبي الثقافية الخمسية، وهي بمثابة خريطة طريق للفترة القادمة، حددنا فيها المخرجات المتوقعة بناءً على دراسات معمقة أعطتنا مؤشرات للتوجه إلى تحقيق خمسة أهداف رئيسة تتمثل في، حماية تراث أبوظبي الثقافي واستدامته، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفنون وزيادة مشاركة المجتمع المحلي والزوار في أنشطتها، وتحفيز الإبداع باعتباره محركاً للتعليم والتغيير الاجتماعي، وبناء وتمكين الكوادر البشرية الوطنية في قطاع الثقافة، وأخيراً، المساهمة في النمو والتنويع الاقتصادي، بما يسهم في تطوير المشهد الثقافي المحلي بشكل عام.
يرمي هذا المخطط إلى تعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة ثقافية عالمية بجذور عميقة في التراث الثقافي والإبداع، حيث تقود الثقافة النمو الاجتماعي والاقتصادي. في هذا الإطار نشجع العملية الإبداعية باعتبارها محفزاً للتعليم والتغيير الاجتماعي، حيث نرمي إلى استقطاب أكثر من 177 فناناً في برامج الإقامة الفنية ورعاية مهارات الفنانين الإماراتيين وصقلها، كما نستهدف الوصول إلى آلاف الطلبة للمشاركة في برنامج موهبتي لتنمية المواهب، حيث ساعد البرنامج حتى الآن في تحديد مجموعة من المواهب الواعدة والعمل على رعايتها. يتوازى مع ذلك العمل على تفعيل بناء القدرات وتمكينها في قطاع الثقافة في أبوظبي، إذ نستهدف تأهيل أكثر من 400 موظف إماراتي في وظائف متخصصة في المتاحف، مع العمل على تثقيف الأصغر سنا حول مهارات ثقافية وفنية مختلفة من خلال طيف واسع من ورش العمل والدروس التخصصية المكثفة. من جانب آخر تسهم الاستراتيجية في تعزيز الوعي والمشاركة في التراث الثقافي والفنون، من خلال الترويج للبرامج والمهرجانات الثقافية التي نقيمها طوال العام وتشجيع التفاعل معها. كما تستمر دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في عمليات حفظ وصون التراث الثقافي في أبوظبي، يأتي في مقدمتها التعاون الدولي لإدراج 14 عنصراً من التراث الإماراتي على اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، والانتهاء من تأهيل 28 موقعاً ثقافياً حول إمارة أبوظبي لاستقبال الجمهور، مع ترخيص ألفي حرفي في مختلف المهارات التراثية والصناعات الحرفية، خاصة أن العائد المتوقع من بيع المنتجات التقليدية يفوق الـ 41 مليون درهم.
أما فيما يتعلق بالشق الاقتصادي من النمو الثقافي، فأحد أهم المخرجات التي نرمي إليها هو تطوير المنتج الثقافي للإسهام في التنوع الاقتصادي الذي تسعى إليه إمارة أبوظبي، إذ تشير الدراسات التي أجريناها في قطاع الصناعات الثقافية والابداعية، وهو قطاع حيوي ومزدهر وينطوي على إمكانيات كبيرة، أن القطاع يمكن أن يسهم في الناتج الإجمالي المحلي بحوالي 28 مليون درهم، مع توفير فرص وظيفية تتعدى الـ45 ألف فرصة.
قد يبدو حديثي مرتكزاً على الجانب الاقتصادي والعائدات المادية في القطاع الثقافي، إلا أن استدامة الثقافة تحتم التفكير في الأرقام، واعتبار المنتج الثقافي استثماراً نوعياً إذ يجمع مابين الارتقاء بالوعي العام والنمو المجتمعي ودعم الاقتصاد في الوقت نفسه، ربما حان الوقت لتوسيع تأثير الثقافة ليشمل مجالات غير مألوفة. هنا لابد من الارتكاز على مساهمات الأفراد وتفاعلهم مع البنى التحتية التي باتت جاهزة لإضافاتهم، والاستفادة من المراكز الثقافية المتقدمة والمتاحف عالمية المستوى التي تحتضنها أبوظبي حالياً أو يجري العمل على إنجازها قريباً.
في النهاية، أود أن ألفت إلى تراجع الإنتاج الفكري العربي عموماً، في ظاهرة تتطلب من الجميع، مؤسسات وكيانات ثقافية ومثقفين ودارسين، بحثها ودراستها وطرح حلول لها، فالقضايا الثقافية في المشهد العربي لاتجد من يُخضعها للدراسة والتحليل كما يجب، خاصة أننا قد عبرنا تحولات سياسية كبيرة غيرت توازن القوى على المستوى الدولي وتركت تأثيرات على واقعنا. إننا ندعو الدارسين والباحثين لتقديم دراسات ومؤلفات فكرية معمقة تساعد على فهم هذه التحولات ووضع تصورات مستقبلية لمواكبتها.
* رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي

بالأرقـــام
الاستراتيجية الثقافية الخمسية التي أعلنتها دائرة الثقافة والسياحة مؤخراً هي خريطة طريق لتعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة ثقافية عالمية، ومن المخرجات التي نرمي إلى تحقيقها تطوير المنتج الثقافي للإسهام في التنوع الاقتصادي الذي تسعى إليه الإمارة، فقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، مثلاً، يمكن أن يساهم في الناتج الإجمالي المحلي بحوالي 28 مليون درهم، مع توفير فرص وظيفية تتعدى الـ45 ألف فرصة. كما نرمي إلى استقطاب أكثر من 177 فناناً في برامج الإقامة الفنية، وتأهيل 400 موظف إماراتي في قطاع المتاحف، وإدراج 14 عنصراً من التراث الإماراتي على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وتأهيل 28 موقعاً ثقافياً لاستقبال الجمهور، وترخيص 2000 حرفي في مختلف المهارات التراثية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©