الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ماذا فعل البروفيسور أوغلو في الـ 100 يوم الأولى؟

16 مايو 2005

اسطنبول - الاتحاد (خاص):
كثيرون في العالم الإسلامي راهنوا على قفزة نوعية يحققها البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو في منظمة المؤتمر الإسلامي· ولأن الرجل يعمل بمنهجية معينة، فقد قرر أن يضع أمام الدول الأعضاء، كما أمام الرأي العام، خلاصة بما حققه في المائة يوم الأولى من توليه منصبه·
منظمة هي الثانية من حيث الحجم بعد منظمة الأمم المتحدة، ومع ذلك فإن موازنتها هي الأصغر· من هنا كانت الجهود لتدارك هذا الوضع، وصياغة ميثاق جديد للمنظمة، مع تفعيل الأمانة العامة نشاطات ضد ظاهرة كراهية الإسلام والعمل لاستصدار قرار من الأمم المتحدة في هذا الخصوص، ومدونة سلوك لترتيبات مشتركة في مجالات رئيسية، من بينها المجال الأمني، واتصالات من أجل المسلمين المضطهدين، مع سياسات جديدة لعلاقات تفاعل متواصل مع الإعلام، إلى ما هناك من نشاطات أخرى··
الاتحاد تعرض للخطوات الأساسية في المائة يوم الأولى:
البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو يدعو إلى صياغة ميثاق جديد لمنظمة المؤتمر الإسلامي لأن الميثاق الحالي أصبح قديماً وبحاجة إلى مراجعة شاملة، وكذلك وضع آلية جديدة وفاعلة لاتخاذ القرار في اطار منظومة المؤتمر الإسلامي، وتنفيذ القرارات التي يتم اعتمادها·
وكانت القمة الإسلامية العاشرة التي عُقدت في بوتراجايا في ماليزيا في شهر أكتوبر 2003 قد اتخذت قراراً يدعو إلى وضع استراتيجية وخطة عمل لتمكين الأمة الإسلامية من مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين و تعزيز الوسطية المستنيرة ، و إعادة هيكلة منظومة المؤتمر الإسلامي ·
الأمين العام دعا بعض أعضاء لجنة الـ16 المكوّنة من شخصيات بارزة والمكلفة بإنجاز المهام التي دعت إليها القمة العاشرة، لزيارة الأمانة العامة والاطلاع على أحوالها، ومقابلة العاملين فيها ليكونوا على بيّنة من أمرهم لدى إعداد تقريرهم النهائي لعمل لجنتهم·
وفي المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عُقد في الرياض من 5 إلى 8 فبراير ،2005 شاركت الأمانة العامة بأربع ورقات عمل حول المواضيع الأساسية للمؤتمر· وقد ألقى البروفيسور أوغلو كلمة دعا فيها الأمم المتحدة إلى اعتماد قرار يحظر ربط الإرهاب بالإسلام أو أية ديانة أخرى كوسيلة للقضاء على الأثر السلبي لظاهرة كراهية الإسلام· وفي 12 ابريل نجحت مجموعة منظمة المؤتمر الإسلامي لدى مكاتب الأمم المتحدة في جنيف في استصدار قرار من المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للمنظمة الدولية حول موضوع الإساءة إلى الأديان أبرز أفكار البروفيسور التي طرحها في مؤتمر الرياض· وهذا القرار يرتدي أهمية معنوية كبيرة ومن شأنه المساعدة على الحد من استخدام الصور النمطية ضد الإسلام·
ظاهرة كراهية الإسلام
والآن تجري عملية مماثلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لاستصدار قرار مماثل يحرّم ربط كلمة الإسلام بالإرهاب، ويقود هذه الحملة مكتب منظمة المؤتمر الإسلامي في نيويورك·
وفي السياق ذاته، كرس الأمين العام جزءاً من الكلمة التي ألقاها أمام لجنة حقوق الإنسان في جنيف يومي 15 مارس 2005 لظاهرة كراهية الإسلام، مشيراً إلى أن بعض الدول الأوروبية توفر نوعاً من الحماية لبعض الأقليات بسنّ قوانين أو اتخاذ إجراءات لحمايتها· ونظراً لتنامي ظاهرة كراهية الإسلام أخيراً بصورة مقلقة، أعرب البروفيسور أوغلي عن أسفه لغياب تشريعات من هذا القبيل تحمي المجموعات المسلمة، وقد تم إبلاغه، في اتصالاته اللاحقة مع ممثلي الدول الأوروبية في مكتب الأمم المتحدة في جنيف ان إحدى الدول الأوروبية تدرس مسألة سن قوانين تحمي المسلمين·
ومن نشاطات المائة يوم انعقاد لجنة منظمة المؤتمر الإسلامي الخاصة بتعزيز الحوار والتعاون والثقة بين الدول الاعضاء، اجتماعها الثالث في طهران يومي 8 و9 مارس ،2005 واتفقت على المبادئ والخطوط التوجيهية التي يتعين على المنظمة اتباعها، على أن يحال المشروع على الاجتماع التحضيري للدورة الثانية والثلاثين للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية لاعتماده·
تمثيل الحضارات
إلى ذلك، أوضحت المنظمة خلال اجتماع غير رسمي للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 23 فبراير، ان اصلاح مجلس الأمن الدولي يتسم بأهمية خاصة ليس فقط لجهة تعزيز فاعليته وإنما أيضاً من أجل أن يشمل الاصلاح تمثيل الحضارات الإنسانية الكبرى في العالم، بما في ذلك التمثيل الملائم للحضارة الإسلامية· وسيشكل هذا الموقف الخط التوجيهي للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي في ما تبذله من جهود في معالجة قضية اصلاح مجلس الأمن وتوسيع عضويته·
الأمين العام جال على ست دول افريقية أعضاء في المنظمة (تشاد، بوركينا فاسو، مالي، غامبيا، السنغال والنيجر)· وقد أسفرت هذه الجولة عن سلسلة من التوصيات، من بينها، ضرورة تقديم الدعم السياسي اللازم لنقل التكنولوجيا من البلدان الأكثر تقدماً إلى البلدان الأقل نمواً، وتحسين صورة المنظمة باقتراح تنظيم منتدى دولي في باماكو حول الإسلام في غرب أفريقيا بالتعاون مع مركز أرسيكا في اسطنبول ودولة مالي التي طلبت دعماً لإنتاج فيلم وثائقي تليفزيوني من 12 حلقة حول الإسلام فيها·
مسلمو تايلاند
وكان الهدف من الملتقى تحديد خطط وبرامج تجمع بين محصول القطن الخام من الدول الأفريقية المنتجة والخبرات الفنية لبعض الدول الأعضاء، والموارد المالية من مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي كالبنك الإسلامي للتنمية وبعض المؤسسات الإقليمية والدولية لغرض تطوير صناعة القطن في أفريقيا، وتحسين نظام تجارته، مما يؤدي إلى زيادة الدخل للدول المنتجة وتنمية ظروف الحياة لمواطنيها·
ومتابعة الأمانة العامة للموضوع حملت رئيس الوزراء التايلاندي على الاعتراف، أخيراً، بخطأ سياسته حيال المسلمين، معلناً استعداده للتخلي عن سياسته المتشددة في معالجة الوضع، كما وعد بإلغاد التقسيمات التي نفذها في ولايات الجنوب في ضوء مدى تعاونها مع السلطات، وبالصورة التي تحرم الولايات غير المتعاونة من التمويل والمساعدات الحكومية·
وإثر قيام الجيش الفلبيني بعمليات عسكرية واسعة النطاق في جزيرة سولو، وهو ما أدى إلى سقوط مئات المسلمين الأبرياء، دعا البروفيسور أوغلي حكومة الفلبين إلى انتهاج أسلوب الحوار كوسيلة لإحلال الأمن والاستقرار في جنوب البلاد، مستنكراً ذلك الحادث الخطير، كما استقبل القائم بالأعمال الفلبيني في الرياض وأبلغه قلق العالم الإسلامي حيال تلك الأحداث المأسوية، وقد نجحت الجهود في عودة الهدوء إلى تلك المنطقة المضطربة·
·· ومسلمي ميانمار
ولمعالجة الوضع هناك بصورة جذرية، بعث الأمين العام برسالة إلى وزير خارجية أندونيسيا، رئيس لجنة الثمانية التي أنيطت بها مهمة بحث ودراسة الوضع في جنوب الفلبين، حثه فيها على عقد اجتماع للجنة لتدارس وضع المجتمعات والجماعات المسلمة هناك، وسيعقد الاجتماع على هامش مؤتمر وزراء خارجية المنظمة في صنعاء من 29 إلى 30 حزيران·
كما دعا الأمين العام إلى ممارسة الضغوط على حكومة ميانمار لحملها على إلغاء القوانين التمييزية ضد المسلمين، والسماح بعودة نحو مليوني مسلم وقعوا ضحية الترحيل إلى ديارهم·
واعترافاً بالأهمية المتعاظمة للمنظمة على الصعيد الدولي، تم اختيارها كواحدة من المنظمات الدولية الخمس التي دعيت للمشاركة في الاجتماع عالي المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الستين والذي سينعقد بين 14 و16 سبتمبر· وسيستعرض الاجتماع، على نحو شامل، التقدم الذي طرأ على تنفيذ كل الالتزامات والتعهدات التي وردت في إعلان الألفية الذي أقر في العام ·2000
كارثة تسونامي
أيضاً كانت للمنظمة مبادرتها حيال كارثة تسونامي، فقد وجّه الأمين العام نداء إلى كل الدول الأعضاء لتقديم مساعدات عاجلة للضحايا فور وقوع الكارثة· ووجد هذا النداء استجابة كبيرة إذ تعهدت 32 دولة بمساعدات بلغ إجمالها 1,3 مليار دولار، من بينها 500 مليون دولار تبرع بها البنك الإسلامي للتنمية، وذلك خلال المؤتمر الدولي للمانحين الذي عُقد في أندونيسيا·
أما المرحلة الثانية فتلحظ إنشاء مشروع لكفالة الأيتام تحت عنوان تحالف منظمة المؤتمر الإسلامي لرعاية الأطفال ضحايا تسونامي تقوم عبره الدول الأعضاء وفاعلو الخير في العالم الإسلامي بكفالة الأيتام الذين يقدر عددهم بـ35 ألفاً·
ومن خلال الاتصالات التي قام بها البروفيسور أوغلي جاءت مبادرة ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لعقد قمة استثنائية للمنظمة في خريف هذا العام تبحث خلالها مسائل مهمة تتعلق باستحقاقات المنظمة على سائر المستويات·
الاتجاه يبدو واضحاً لاصلاح الأمانة العامة، وذلك في ضوء الدراسة التي أعدتها شركة اكسنتشر ولقد بوشر بتطوير موقع المنظمة على شبكة الإنترنت، لا سيما فيما يتعلق بنشر وثائقها لتصل إلى الدول الأعضاء مباشرة بدلاً من طباعتها وإرسالها بالبريد·
الرفاه الاجتماعي والاقتصادي
وقد تم ترتيب الاقتراحات التي ستُعرض على اجتماع مجلس وزراء الخارجية في المنظمة بالعودة التي تسمح بدراستها بجدية وبفاعلية أيضاً، وهذا ما أعلنت لجنة الـ16 مؤازرتها له·ومع انتظار تفعيل دور الأمانة العامة، فإن أمام هذه مهمات بالغة الدقة والأهمية·وبعد إعلان العاصمة الماليزية كوالالمبور حول العلوم والتكنولوجيا لرفاه الأمة اجتماعياً واقتصادياً (المعروف بـ رؤية 1441 )، أنشأت الأمانة فريق عمل لهذه الرؤية، وقد استضافت الحكومة الماليزية الاجتماع الأول للفريق في الفترة من 23 إلى 26 مارس بمشاركة المنظمة، وتنص الرؤية على التزام الدول الأعضاء في المنظمة بأن تصبح أسرة تقيّم المعرفة وتعطيها حقها، وتتنافس مع الآخرين في استخدام العلوم والتكنولوجيا وتطويرها، وتعزيز الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية للأمة · وتمثل دور هذا الفريق في القيام بمهمة فريق خبراء وجهاز استشاري يقدم التوجيهات للدول الأعضاء، وكذلك خطط عمل وبرامج نشاطات على النحو الذي ورد في القرارات الخاصة بـ رؤية 1441 ·
ويبدو أن الروح الجديدة التي تسود المنظمة منذ بداية العام 2005 استقطبت العديد من كبار الزوار إلى مقرها· وهذا يحدث للمرة الأولى، كان هناك رئيس وزراء ماليزيا داتو سري عبدالله حاجي أحمد بدوي ، وهو الرئيس الحالي للمنظمة، ورئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ، ورئيس جمهورية السنغال عبدالله واد ، ورئيس أذربيجان الهام علييف ووزير الخارجية التركي عبدالله غول الذي تبرع بمبلغ مليون دولار لميزانية الأمانة العامة·
الأمانة العامة للمنظمة تقيم في مبنى مؤقت بعد خروجها من المبنى القديم، وكان لابد من مقر لائق لها، ونتيجة الاتصالات التي جرت مع كبار المسؤولين السعوديين، كان هناك تجاوب من ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ، وكذلك من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ، فيما ترأس أمير مكة الأمير عبدالمجيد لجنة من كبار المسؤولين لبحث الموضوع وإنجازه في أقرب وقت ممكن·
ثمة وجه آخر للمائة يوم، لا شك أن البروفيسور أوغلي ، الأكاديمي البارز والذي يتمتع بسمعة عالمية، جاء إلى المنظمة وهو يحمل الكثير من الخيال ليرتطم، سريعاً، بذلك القليل من الواقع· الآن، لا نزال في البداية، ولكن كل شيء يشير إلى أن لا مكان للأحلام الكبيرة - على مستوى المؤسسة - إن في العالم العربي أو في العالم الإسلامي··لعلنا نسأل: ماذا تراه سيقول البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي عن المائة يوم الأخيرة؟
أورينت برس
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©