السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استضافة الأولمبياد .. طموح عيال زايد

استضافة الأولمبياد .. طموح عيال زايد
27 فبراير 2020 02:47

دبي (الاتحاد)

تدخل الإمارات الخمسين عاماً المقبلة بطموحات رياضية كبيرة، تتجاوز التأهل لكأس العالم واستضافة دورة الألعاب الأولمبية، إلى نهضة شاملة في الرياضة الإماراتية، تصل بها إلى المستوى العالمي، وتتناسب مع القدرات الفنية والإمكانات المادية اللوجستية التي تسخرها الدولة للارتقاء بمختلف الألعاب، وإعداد أجيال مؤهلة فنياً وبدنياً، قادرة على الوصول إلى منصات التتويج، وإضافة إنجازات كبرى لما تحقق خلال العقود الخمسة الماضية.
ويتطلع الإماراتيون إلى منشآت رياضية عصرية صديقة للبيئة تمثل قيمة مضافة للمجتمع، ومجمع أولمبي يحتضن الموهوبين ويعدهم إعداداً يلائم تحديات المستقبل، واستراتيجية شاملة توسع قاعدة ممارسي كل الألعاب وتهتم برياضات المستقبل وتحول الرياضة إلى أسلوب حياة.

تقف رياضة الإمارات على أعتاب حقبة تاريخية جديدة، مع بدء الـ50 سنة المقبلة من عمر دولتنا، والتي يتطلع فيها الجميع لتحويل الأحلام إلى حقيقة، والوصول إلى أعلى المراتب الرياضية ليس فقط على مستوى تحقيق الإنجازات، بل أيضاً على مستوى التطور المنشود ومواكبة كبريات دول العالم فيما وصلت إليه من تقدم فني وبدني وتكنولوجي يصب في مصلحة المنتخبات.
ولأننا اعتدنا أن نحول الأحلام إلى حقيقة على أرض الواقع، هناك عدد من التحديات التي تعترض إعداد الأجيال القادمة التي ستقود رياضتنا إلى الواجهة، وتتبلور مواجهة هذه التحديات في عدة محاور تشكل استراتيجية رياضية شاملة تضمن الارتقاء برياضتنا إلى مستوى الطموح، تحتاج هذه الاستراتيجية إلى تخطيط متكامل من الآن بحيث يتم وضع خطط متكاملة مرنة تقبل التغيير، تسير عليها الأجيال، وتعمل على تطويرها بشكل مستمر، طبقا لمتطلبات كل مرحلة.
وترتكز الاستراتيجية على 8 محاور، هي: توسيع قاعدة الممارسين في كل الألعاب، وإعداد أبطال أولمبيين والتركيز على الألعاب الفردية الأولمبية، وبناء منشآت رياضية صديقة للبيئة بالإضافة إلى إنشاء قرية أولمبية ومجمع رياضي بأعلى المواصفات مع التركيز على أجيال جديدة في كرة القدم تتنافس قارياً وعالمياً، وتحويل الرياضة إلى منهج وأسلوب حياة، والاهتمام بألعاب المستقبل، والاستثمار الرياضي وتحويل الرياضة إلى صناعة منتجة وسلعة رائجة في السوق القاري والعالمي، من خلال تحويل الأندية إلى كيانات اقتصادية، أما المحور الأخير، فيتعلق بتطبيق الحوكمة على الأندية والمؤسسات الرياضية من أجل ضمان الرقابة وتحقيق الإنجازات.
ولأن الإمارات وطن البطولات، ستكون استضافة دورة الألعاب الأولمبية الحلم الكبير لأنها أكبر حدث في الكرة الأرضية، ويشارك فيها أكثر من 15 ألف رياضي من 207 دول ومن المتوقع أن تتزايد الأعداد في السنوات المقبلة مع دخول ألعاب جديدة هي ألعاب المستقبل، وهناك الكثير من الدلائل على قدرة الدولة على استضافة الحدث الذي يقام كل 4 سنوات، وأمامنا 12 دورة أولمبية في 50 عاماً، منها نسخة 2024 في باريس ونسخة 2028 في لوس أنجلوس، ثم 10 دورات أولمبية لم يتم تحديد مكان استضافتها. وإذا كانت الإمارات قد اعتادت على استضافة البطولات العالمية والقارية بأعداد كبيرة آخرها نهائيات كأس آسيا لكرة القدم العام الماضي ودورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص، والتي تجاوز عدد مشاركيها 7000 بجانب استضافة بطولات وأحداث لا حصر لها في الـ 50 سنة الماضية، إلا أن استضافة الأولمبياد ستكون مرتبطة بتغيير أشياء كثيرة في البنى التحتية والملاعب، والأهم هو إعداد جيل قادر على المنافسة في الأولمبياد حتى لا نكون ضيوف شرف في حدث نستضيفه في ملاعبنا. ويرتبط محور إعداد أبطال للمستقبل بوضع استراتيجية خاصة للناشئين وإطلاق مشروعات جديدة من شأنها أن تجمع المواهب واعتماد مناهج الرياضة في المدارس، بالإضافة إلى دعم المشروعات الحالية، ومنها الأولمبياد المدرسي ونادي النخبة وصندوق الموهوبين. ويأتي الاهتمام بألعاب المستقبل، ضمن الأجندة الجديدة، سواء الألعاب التي ظهرت أو التي لم تظهر، وهو ما يعني زيادة عدد الرياضيين بالدولة، وإذا كان هناك ما يزيد عن 15 ألف رياضي مسجلين في كل الاتحادات الرياضية، فسوف تشهد الخمسين سنة المقبلة زيادة عدد الرياضيين إلى أكثر من 50 ألف رياضي على الأقل، خاصة مع زيادة عدد السكان، بالإضافة إلى تفعيل سياسات دمج المقيمين في الأنشطة الرياضية والبطولات والاستفادة من قرار الإقامة الذهبية للموهوبين والمبدعين رياضياً.
وبشكل عام رياضة الإمارات تحتاج للكثير من العمل لبناء نهضة متجددة، شعارها المركز الأول في كل المحافل ولن يكون المركز الأول قاصراً على الفوز والميداليات، بل في تنظيم البطولات وتطوير أدوات العمل داخل الأندية والمؤسسات الرياضية، وأن تكون الإمارات الدولة الأنشط في العالم، وإذا كانت دبي قد حصلت على المركز الثاني كأنشط مدينة في العالم، فذلك تأكيد على قدرة الدولة على أن تكون في صدارة العالم من خلال المبادرات التي لا تتوقف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©