الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التهاب غشاء القدم» أهم مسببات «مسمار الكعب»

«التهاب غشاء القدم» أهم مسببات «مسمار الكعب»
30 ديسمبر 2013 21:40
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - يعاني 80 % من البشر من مشكلات في القدمين، وتزداد هذه الحالة في صفوف النساء نظراً لانتعالهن الأحذية ذات الكعب العالي، لكن هناك شكوى شائعة، يطلق عليها «التهاب غشاء القدم» أو«التهاب النسيج اللفافي» الذي يمتد بطول السطح السفلي للقدم من الكعب. الحالة تبدو متشابكة وغامضة إذا ما علمنا أن قدم الإنسان تتألف من 26 عظمة و33 رباطاً، ويشمل رسغ القدم، أو ما يعرف بـ «الكاحل» 7 عظام قصيرة مرتبة بصفين أمامي وخلفي، أهمّها عظمة الكعب، وعظمة العقب، وهي من أكبر عظام القدم، ويقع عليها جزء كبير من وزن الجسم عند الوقوف. وتحتمي شرايين القدم وأعصابها في باطن قوس القدم، فلا تتأثر بثقل الجسم فوقها. ونجد أن باطن القدم مكسو بعضلات صغيرة نسير عليها في ليونة وراحة دون معاناة، وتغلفه لفافة من الألياف الرقيقة تمتد من عظمة الكعب حتى الأصابع تسمّى بـ «اللفافة الأخمصية» أو«الرباط الأخمصي».. فما هي حقيقة التهاب «النسيج اللفافي» إذن؟ الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري جراحة العظام، ومدير مستشفى إكستر إكلينك الطبي في أبوظبي، يوضح أن التهاب «الرباط اللفافي»، هو التهاب في الرباط الذي يحمي أخمص القدم، وهو ذلك النسيج الليفي الممتد من السطح السفلي للقدم من الكعب ويصل حتى أصابع القدم «يربط كعب القدم بقاعدتها»، وهو عبارة عن نسيج ضام كالحزمة تكون من كعب القدم لتصل إلى مقدمة القدم لترتبط بالأصابع، ولها وظيفة حساسة حيث إنها تعطي الدعم لعرش القدم، وكذلك تقوم بتوزيع الوزن على القدم أثناء المشي. ويعتبر هذا الالتهاب من أهم أسباب آلام الكعب الذي قد يتحول مع استمرار المشكلة من غير علاج إلى تكون شوك أو نتوءات عظمية في الكعب، وهذه الالتهابات تسبب آلاماً رهيبة في قاع القدم خاصة عند المشي. آلام الكعب ولمزيد من التوضيح، يقول الدكتور الأسيوطي: «الجسم بكافة أنشطته وحركاته وأوزانه يعتمد اعتماداً أساسياً على القدم التي تعتبر ركيزة له، والآلة المحركة لجميع أجزائه، كما تعتبر آلام كعب القدم من أشهر وأكثر آلام ومشاكل القدم، وتشير الدراسات إلى أن 1ـ 2.5% من سكان العالم يشتكون من هذه الآلام كل سنة. والأربطة الموجودة تحت عظام القدم تتعرض لضغوط شديدة عند المشي والوقوف لكونها تقع تحت عظام القدم القاسية في الأعلى والأرض في الأسفل، لذلك فهي عرضة لأمراض الإجهاد المزمن والالتهابات التي قد تؤدي مع مرور الوقت إلى ترسب كميات صغيرة من الكاليسيوم في طرف هذه الأربطة، مكونة نتوءاً عظمياً صغيراً يظهر في الأشعة يطلق عليه البعض «الشوكة العظمية» أو«مسمار الكعب»، ويبدأ الالتهاب حاداً، وإذا لم يعالج يتحول إلى التهاب مزمن، وهو ناجم عن الالتهاب في الرباط، وليس سبباً له». الأعراض يشير الدكتور الأسيوطي إلى أن الأعراض التي تظهر على الشخص عبارة عن ألم مستمر يصاحب المريض معظم الوقت مع نوبات من الألم الحاد في مركز الكعب أو على جانبيه. ويزداد الألم سوءاً عند استيقاظ الشخص في الصباح ونهوضه من الفراش أو بعد الراحة والجلوس لفترة ثم المشي، وبالتدريج يخف الألم، فقد تتحسن الحالة خلال اليوم؛ لكنها تعود من جديد، وتكون أكثر لدى النساء، وقد تستمر المشكلة إلى ستة أشهر مع العلاج، وقد تتحول إلى حالة مزمنة يصعب علاجها. يسبب هذا الالتهاب ألماً حاداً للشخص ويؤدي إلى معاناته أثناء الارتكاز على الكعب أو المشي. وطول مدة الالتهاب يؤدي إلى ترسب الكاليسيوم عند منطقة اللفافة الأخمصية في الكعب، مما يؤدي إلى ظهور الـ «شوكة حادة» شبيهة بالنتوء في الكعب كما تظهر في الأشعة السينية، أوما يعرف بـ «مسمار القدم»، وهذا النتوء عرض يساعد في تشخيص الحالة لكنه ليس مؤلماً لأن الألم مرتبط بالتهاب نسيج اللفافة الأخمصية. تنتج آلام الكعب من تحميل حمل زائد أو أصطدام مفاجئ لعظمة الكعب، كما تنتج من الوقوف أو المشي طويلا على أجسام صلبة وغير منتظمة مثل الحجارة ينتج عنه التهاب حاد في الغشاء المبطن أو رباط عظمة الكعب، ويترسب بعض الكاليسيوم في بعض الحالات المتقدمة إذا لم يعالج التهاب تحت هذه الطبقة ويتكون بروز عظمي يسمى «مسمار الكعب». عن أسباب التهاب «اللفافة الأخمصية»، يقول الدكتور الأسيوطي: «ليس هناك أسباب محددة، لكن يمكن أحياناً أن يكون الوقوف لفترات طويلة، أوكثرة الأنشطة التي تتطلب الحركة الدائمة والمشي، والوزن الزائد والبدانة فهي من العوامل التي تسبب آلام الكعب الحادة، وتظهر أكثر عند الإنسان في منتصف العمر أو عند البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن، أو الوزن الزائد المفاجئ مثل الحمل، والزيادة المفاجئة في المشي أو القيام بممارسة أنشطة رياضية، قد تكون من العوامل المساهمة في التهاب الكعب، أو المشي غير الطبيعي، إلى جانب بعض اضطرابات المفاصل مثل الروماتويد، ونقص مرونة عضلات الساق الخلفية، وزيادة تفلطح القدم أو ضعف الهيكل المثبت لقوس القدم الطبيعي، فضلاً عن استعمال الأحذية غير المريحة، وعالية الكعب التي لا تحتوي على دعامة لقوس القدم أو وسادة للكعب، واستخدام الحذاء القاسي عند الناس الذين يتطلب عملهم الوقوف أو المشي الطويل. العلاج والتدليك بالماء يتمثل العلاج في العلاج التحفّظي، واستخدام الأدوية المضادة لالتهابات العظام والمفاصل، والمسكنات، وجلسات العلاج الطبيعي التي تساعد على تقليل شدة الالتهاب، وإجراء التمارين الطبيعية لأسفل القدم، وعمل تمرينات إطالة لعضلات الساق وأوتار القدم. والتقليل من الوقوف الطويل إلى حدٍّ كبير، وإراحة القدم من المشي الطويل والوقوف الطويل، حتى يخف الضغط على الكعب، وتقليل الحركة والأنشطة حتى يختفي الالتهاب، وانتعال الحذاء المناسب واستخدام الأحذية المريحة والأنسب استخدام الأحذية الطبية الملائمة، ووضع وسادات أسفنجية كبطانة للحذاء، والتلبيسات الطبية اللينة داخل الأحذية، والتدليك بالماء، وهذا هو أفضل علاج على الإطلاق، بغمس القدمين ليلاً بالتناوب بين الماء البارد والماء الساخن لعدة مرات، أي تُغمس القدم في الماء البارد لمدة خمس دقائق ثم يعقبها الماء الساخن لمدة خمس دقائق أخرى مع تكرار هذه الخطوات عدة مرات. وهذه الطريقة تُعطي تأثير المساج للقدم بتفتيح الأوعية الدموية وغلقها. وهناك طريقة أخرى للمساج أو التدليك. التقنيات الحديثة المستخدمة للكشف المبكر عن آلام الكعبين بالإضافة إلى الأساليب التقليدية في تشخيص آلام الكعبين والمتمثلة في الأشعة السينية العادية ورسم العضلات والأعصاب والموجات فوق الصوتية، ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية تقنيات حديثة ساعدت في الكشف المبكر لهذه الآلام أبرزها: ـ أشعة الرنين المغناطيسي التي تشخّص التمزّق البسيط في الأوتار والأربطة والعضلات، حول عظمة العقب وكدمات العظام والتي لا يمكن تشخيصها بالأشعة السينية. ـ الأشعة المقطعية بالكومبيوتر ثلاثية الأبعاد لكسور عظام الكاحل، وذلك بهدف وضع خطة التقييم الجراحي لنوعية هذه الكسور قبل التثبيت الجراحي. ـ استخدام الموجات فوق الصوتية الرقمية الملوّنة، لتقييم وظيفة الأوعية الدموية للأطراف السفلية والأقدام. ـ الرسم الحراري بالكومبيوتر. الجراحة الحديثة إذا لم تستجب آلام الكعبين للعلاج التحفظي كل حسب سببه، تستخدم المناظير في الالتهاب الأخمصي في باطن القدم من خلال فتحات دقيقة في الكعب، أو معالجة تشوّهات عظمة العقب في الكاحل جراحياً باستخدام أجهزة التثبيت الخارجي، بالإضافة إلى نقل أو زرع الأوتار وترقيع وتر أكيلس خلف الكعب بعد تعرّضه للقطع والتمزّق لمرات عدة، واستخدام أجهزة «الليزر» في استئصال التكلس من الجلد. آلام الكعبين لدى الرياضيين ـ التهاب وتمزق وتر أخمص القدم، وتصيب هذه الحالة لاعبي الجري والوثب وكرة السلة وكرة المضرب. ـ التهاب ما حول وتر أكيلس خلف الكعب والتهابات الأكياس الزلالية التي تفصل بين الوتر وعظمة العقب، وتعرّض الوتر إلى التمزق البسيط والكامل والذي قد يحتاج إلى التدخل الجراحي. ـ رضوض الكعب وعظمة العقب والكسور الإجهادية، وتصيب هذه الحالة خصوصاً لاعبي كرة السلة والوثب والوثب الطويل، ويمكن علاجها باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي والمسح الذري. نصائح عامة يجب مراعاة تطبيق بعض الخطوات التي تساعد في حماية الكعبين وتجنّب آلامهما، وذلك من خلال: تخفيف الوزن. والحرص على عدم ارتفاع نسبة حمض الفوليك في الدم. والاستمرار في ممارسة الرياضة والمشي لمنع حدوث مضاعفات هشاشة العظام. وعلاج الأمراض التي تصاحبها آلام في القدمين مثل القدم السكرية ومرض الروماتيزم وخشونة المفاصل. وتجنّب انتعال الأحذية ذات الكعب العالي مع الحرص على اختيار الأحذية الواسعة والليّنة غير المسطّحة من الجلد. واستخدام الحذاء الرياضي عند ممارسة الرياضة. والحفاظ على نظافة القدمين والكعبين واستخدام الكريمات اللازمة لليونة الجلد، واستخدام جوارب من القطن عند انتعال الحذاء. وعدم المشي بلا نعل لأن ذلك يساعد على حدوث الأكزيما الجلدية والفطريات والالتهابات والتشققات. واستشارة الطبيب مبكراً في حالات آلام القدمين والكعبين التي لا تستجيب لعلاج المسكنات والعلاج التحفظي، وعند الشعور بآلام مبرحة متزايدة في أماكن أخرى كأصابع القدمين والساقين أو الشعور بسخونة أو برودة أو احمرار متزايد، أو تورّم في القدمين مصاحب لارتفاع في الحرارة أو وجود صديد متراكم في البثور وتشققات في الجلد. والمحافظة على مرونة الأربطة في عظام القدم والكاحل، وذلك من خلال التدليك اليومي وخضوع مفصل رسغ الكاحل والقدم للتمرينات الرياضية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©