الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تشكيل».. ثالوث المشتَرك الجمالي

«تشكيل».. ثالوث المشتَرك الجمالي
24 فبراير 2019 03:48

نوف الموسى (دبي)

لاحظت الفنانة د. منى بالفقيه، أن ما يقود المتلقي للوقوف مطولاً أمام عمل فني، هو سعيه لاكتشاف القصة وابتكار حالة روائية، يرتوي بها، ويعبر فيها عن نفسه. بينما توقف الفنان والخطاط محمود العبادي عند أسرار الحرف العربي، باعتباره العنصر الأكثر دهشة وغموضاً، في أي قصة يود المشاهد تَخيلها ونسجها كونها مخرجات جمالية لعملية التفاعل مع اللوحة الفنية بكل أشكالها ومدارسها المتنوعة، أما الفنانة شريفة المهيري، فرغم أنها لم تكن حاضرة في لقاء «الاتحاد» مع الفنانين، إلا أن لوحاتها حضرت بأمل الطبيعة اللونية، ليعكس وجود الفنانين الثلاثة شراكة تعبيرية أقرب للواقعية الفنية جسدها معرض فني بعنوان «تشكيل» أقيم بالتعاون مع «عكاس للفنون البصرية»، ونُظم في «أبراج سنترال بارك»، بمدينة دبي.
وتعتقد الفنانة د. منى بالفقيه، أننا نستطيع قراءة حقبة زمنية لدولة الإمارات عبر اللوحات الفنية، من هنا تعتبر أن اهتمامها بالجانب التوثيقي، عبر الرسم الواقعي، نابع من استشفافها لتلك التفاصيل التراثية والتأريخية للمنطقة، وعن لوحتها في المعرض «الدروازه» تقول: «أعتقد أننا نود أن نُرجع تلك الأشياء، هناك شيء تأصل في داخلنا، ونود التمسك به».
المدهش فعلياً هو إصرار الفنانة المبدئي على الرسم بالألوان الزيتية، واصفةً إياه بمرحلة يشوبها الهدوء والسلام، خاصة أن الألوان الزيتية تأخذ وقتاً لتجف، وهناك سهولة لإحداث التحول في تكوين اللوحة، أما «الاكريليك» فهو يفاجئ الفنانة د. منى بسرعة انتهاء اللحظة في اللون، لأنه يجف سريعاً، ما جعلها ترسم شعورها بشكل آنيّ أو لحظيّ، كما جعلها تدرك بأن هناك قصصاً لا يمكن تغيير تفاصيلها. تلك القصص، كما قالت، ستظهر جلية في أعمال ذات بعد تجريدي، ومن هنا توطدت علاقتها بروح التجريد، الذي هو أقرب إلى التصريح بما أحسست به في حين أن الواقعي يجعلك تبحث في مدى قدرتك على نقل ما رأيته.
أما الخطاط محمود العبادي، فيؤكد أن الانتقال من المدرسة الكلاسيكية في لوحة الخط العربي، إلى المدرسة الحديثة، لا يعني أبداً كسر الحرف، فالأخير مرتبط بشكل عميق بمفهوم المستوى الفني وإجادة القاعدة، أو ما يطلق عليه الخطاطون: «الميزان»، موضحاً أن الجدل الحقيقي، بين الأجيال السابقة والجديدة انصب على فكرة الوسيط الفني، أما بالنسبة لي فإن التحول الفعلي للخطاط هو الفكرة، والقدرة البديعة على التجريب، الخروج عن المألوف والتجديد (الأسلوب).
اللافت في حديث العبادي، ميلانه إلى أن اللوحة الخطية الكلاسيكية تحمل أسراراً للحروف العربية أكثر من اللوحة الحديثة، مؤكداً أن المتلقي ما زال غير مدرك لمراحل تشكل الحرف في اللوحة، وأنها تستغرق سنوات من التعلم. وبغض النظر عن طبيعة النصوص، يطلعنا الخطاط محمود العبادي، أن الجمالية تكمن في اكتشاف الخطاط لاحتمالات كل حرف، كم شكل يتطوع الحرف لتجسيده، وهناك تكمن رحلة الفنان وتفرده، ومتى أجادها يتفتح أمامه أفق جديد للإبداع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©