عدد اليوم
أزهار البياتي (الشارقة)
في عصرنا الراهن، احتل أدب الطفل مكانة عالمية مهمة، نظراً لتنامي وعي المجتمعات المتقدمة بدوره الكبير في تثقيف الأجيال الجديدة فكرياً واجتماعياً ونفسياً وأخلاقياً، لتتصدر الإمارات هذا المشهد الحضاري، وتؤسس لمشروع ثقافي ناهض، يلبي متطلبات الطفل العربي، من خلال مجلسها المميّز لكتب اليافعين، وما تحققه جائزة اتصالات لكتاب الطفل من طموحات وأهداف ترتقي بواقع التأليف باللغة العربية.
إثراء ثقافة الطفل
في هذا الصدد، تتحدث مروة العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، عن أهمية الجائزة وما حققته من أهداف، قائلة إن جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، رفعت معايير نشر أدب الصغار المحلي والعربي إلى مستويات عالمية، وأدت منذ انطلاقتها قبل عشرة أعوام، دوراً رئيساً في زيادة اهتمام العاملين في صناعة الكتاب بأدب الطفل من خلال تقديم الدعم لهم، بما أسهم في تطوير إصداراتهم شكلاً ومضموناً، كما استقطبت على مدى دوراتها السابقة مشاركات مهمة من مختلف الدول العربية، وجذبت إصدارات الجاليات العربية في جميع أنحاء العالم، مخصصة جوائز في فئاتها الست بقيمة تصل إلى 1.2 مليون درهم إماراتي.
وعن واقع أدب الطفل العربي والأهداف التي سعت الجائزة لتحقيقها، بالإضافة إلى الفرص التي قدمتها للكتاب والرسامين والناشرين، توضح: «لا شك أن أدب الأطفال يحتل مكانة مهمة في عصرنا الراهن نتيجة تنامي وعي المجتمعات المتقدمة بالدور الكبير الذي يؤديه هذا النوع من الأدب في تربية الطفل وتثقيفه، حيث بات كتاب الطفل يحظى بالكثير من الاهتمام بوصفه منتجاً تسعى الجهات الناشرة إلى تطويره وتحديثه ليكون مقبولاً عند أكبر شريحة من الأطفال، خصوصاً في ظل منافسة الإعلام الحديث للكتاب، سواء في تقديم المعلومات أو التسلية، وانطلاقاً من أهمية هذا النوع من الأدب، بدأنا نشهد تطوراً ملحوظاً في منطقتنا العربية، من خلال إنتاج قصص، وروايات، وكتب عالية الجودة، تتماشى مع القيم والمثل العربية، وتحافظ على مقوماتها، لرفد ثقافة الطفل بشكل سليم».
وتتابع: «بدأنا نلمس من جهات عربية عدة سواءً أكانت دور نشر أم جهات رسمية الاهتمام بنشر الكتب الموجهة للطفل، حيث تعد جائزة اتصالات لكتاب الطفل، جزءاً من هذا الاهتمام، وتحوّلت إلى محفز للعاملين في مجال صناعة كتب الأطفال واليافعين، مطّورة إنتاجها، ومركزة على تقديم محتوى ثري ومتّميز بأفكار خلّاقة، وطباعة ذات جودة عالية من حيث التقنيات والصور والرسومات المستخدمة، وهو ما أثرى مكتبة الطفل العربي بإصدارات مميزه، لها القدرة على جذب الصغار إلى عالم القراءة، كما رفعت معايير نشر كتب الأطفال المحلية والعربية إلى المستويات العالمية، وأصبحنا نرى كتاباً راقياً في شكله، عميقاً في مضمونه، وبسيطاً في أسلوبه».
تحديات
وترى العقروبي أن هذه الجائزة نجحت في استقطاب مشاركات من خارج الدول العربية، لتشمل إصدارات دور النشر التابعة للجاليات العربية في مختلف أنحاء العالم، كما صنعت نوعية كتب ذات مستوى عالٍ من حيث جودة النص والإخراج محلياً وعربياً، وساهمت في اكتشاف المزيد من الشباب الموهوبين، وأتاحت الفرصة لهم في تطوير وصقل مهاراتهم بطريقة سليمة.
وعن أهم التحديات التي تواجهها صناعة كُتب الأطفال واليافعين، تشير العقروبي إلى أن صناعة الكتب تواجه العديد من هذه التحديات التي تعوق إنتاجها، ومنها ارتفاع التكاليف، ما ينعكس سلباً على قيمتها الشرائية، وعدم وجود الدعم المادي الكافي للمؤلفين والرسامين والمطابع وخلافه، بالإضافة إلى عزوف معظم المؤلفين عن الكتابة للطفل والتوجه لفئات أخرى، ونحن كجهة داعمة نحاول تذليل هذه العقبات، موضحة أن الجائزة تشمل ست فئات هي: أفضل نص، وأفضل رسوم، وأفضل إخراج، ولكل واحدة منها 100 ألف درهم، إلى جانب فئة كتاب العام للطفل التي خصصت لها جائزة قيمتها 300 ألف درهم، وفئة كتاب العام لليافعين وخصصت لها جائزة قيمتها 200 ألف درهم، في حين تضمنت الفئة السادسة أفضل تطبيق تفاعلي للكتاب، وقيمتها 100 ألف درهم.
وتهدف الجائزة إلى دعم صناعة كتاب الطفل في العالم العربي والارتقاء به، وتكريم كتب الأطفال المميزة التي تتناول مواضيع معاصرة تثري أدب الطفل، إلى جانب تحفيز الناشرين والكتاب والرسامين للإبداع في مجال نشر كتب الأطفال الصادرة باللغة العربية.
مشروع طموح
وتشير القروبي، قائلة: «المتابع لمشوار هذا المشروع الثقافي الطموح خلال الأعوام السابقة، والذي شهد إطلاق جائزة اتصالات لكتاب الطفل عام 2009، بمبادرة كريمة من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وبرعاية من شركة اتصالات، سوف يكتشف كيف أن الجائزة وعلى مدى دوراتها السابقة حققت مشاركات مهمة من مختلف الدول العربية، وجذبت أيضاً إصدارات الجاليات العربية في مختلف أنحاء العالم، ما أسهم بفاعلية في إنتاج كتب تعنى بأدب الطفل باللغة العربية، بمعايير عالية الشكل والمضمون، حيث بدأت معظم دور النشر بتخصيص جزء من إصداراتها لأدب الطفل، والمشاركة بها في معارض دولية ومحلية.
وتأكيداً على أهمية جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي خطت خطوات واسعة في دعم كتاب الطفل العربي، تسلمت الجائزة في الأعوام العشرة الماضية 959 كتاباً للأطفال واليافعين، لتشهد نمواً في عدد المشاركات من عام لآخر».
