الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوازن الداخلي والمكاسب الثانوية

24 ديسمبر 2011 20:10
معظمنا حاول كثيراً عمل شيء ما ولكنه توقف فجأة عن تنفيذه كإنقاص الوزن أو التوقف عن التدخين، أو المحافظة على الرشاقة كما تفعل معظم النساء، أو تغيير عادة معينة غير مرغوب فيها، أو عدم السهر والاستيقاظ مبكراً وغيرها من الأمور والعادات والتصرفات التي نرغب في التخلص منها أو اكتساب شيء جديد لم يكن في منهاج حياتنا. وسبب توقفنا عن تنفيذ ذلك أو عدم الاستمرار في تطبيقه يعود إلى أسباب كثيرة بعضها عميقة جداً لا تظهر على سطح الذاكرة لفهمها وإدراكها، منها أن تنفيذ تلك الأمور يتطلب تغييراً معيناً والتزاماً بأمور وأشياء قد يكون فيها مشقة على النفس أو أن هناك فوائد ثانوية دفينة في النفس لا ندركها. في أحيان كثيرة ينجح الإنسان في تحقيق ذلك، وغالباً ما يعود لسالف عهده بعد فترة زمنية معينة، وهذا يتوقف على نوعية الأمر الذي يريد تغييره وقوة رسوخه ودرجة تعلقه بالمطالب الثانوية الداخلية، ويحدث هذا بوضوح عند المدخنين والمدمنين والممارسين لحميات إنقاص الوزن والممارسين للرياضة. فمثل تلك السلوكيات قد تبرمجت في العقل الباطن وأصبحت تشغل حيزاً في الذاكرة طويلة المدى، الأمر الذي جعل لها حاجة لبقائها واستمرارها. فالمدخن قد يكون السبب وراء تدخينه أنه يشعر براحة عندما يدخن وينفث الدخان في الهواء وكأنه قد صرف ما بداخله من ضغوط وهموم. وقد يكون السبب أنه يشعر بالرجولة عندما يدخن وأن الناس تعطيه وزناً، وهذا يعطيه مكسباً ثانوياً من عملية التدخين. فمثل هذه الأسباب والأفكار والمعتقدات تجعله يستمر على التدخين وتعتاد عليه أعضاء كثيرة في جسده، كاعتياد دمه على النيكوتين، ورئتيه على الدخان المليء بأكثر عن خمسة آلاف مادة سمية. والوزن الزائد الناتج عن حب الأكل: إن حب الشخص للأكل خاصة بشراهة أو عند الغضب أو الزعل بصورة تجعل الوزن يزداد لها أسباب -إن لم يكن هناك سبب عضوي بحت- نفسية قد تعود لأيام الطفولة. فزيادة الوزن عنده في العقل الباطن مكسب ثانوي يجعله بكيفية معينة غير قادر على الانضباط والتقيد بحمية فيعود للأكل بالصورة السابقة، وفي أحيان كثيرة بصورة أكثر شراهة. فأحد الأسباب التي تولد المكسب الثانوي من الأكل الزائد عن الحد الذي يؤدي لزيادة الوزن هو الاعتداءات والتحرش الجنسي في الطفولة، حيث تبدأ النفس بالدفاع بطريقة لاشعورية كي تمنع حدوث الاعتداء أو التحرش مرة أخرى. عزيزي القارئ أنت بحاجة للراحة النفسية والهدوء الذهني والاستمتاع بالحياة بشكل صحيح بعيداً عن مؤثراتها التي قد تجلب لك المتاعب. انعم بالسلام الداخلي وانس هموم الدنيا وسلبيات الماضي وخذ من كل ما يجري لك مكسباً ثانوياً إيجابياَ وتطلع لمستقبل مشرق وجميل. dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©