الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نباتات البيئة المحلية.. «صيدلية» مجانية من خير الطبيعة

نباتات البيئة المحلية.. «صيدلية» مجانية من خير الطبيعة
22 ديسمبر 2013 21:24
دبي (الاتحاد) - تملك الإمارات طبيعة ساحرة تتميز ببيئة متنوعة، وتتميز بوفرة النباتات خاصة بعد موسم المطر، فعندما تشح الأمطار تنخفض كميات النباتات التي يستفاد منها، والنباتات تصلح للغذاء أو الغذاء العلاجي ومنها كانت تصنع المراهم، التي تنفع الإنسان كما يتم تصنيع مراهم من النباتات طالما كانت وراء شفاء بعض الحيوانات من الجروح والأمراض الجلدية الخطيرة، خاصة الأغنام والماعز والأبقار. أعشاب محلية للتداوي يقول سعيد الظهوري، أحد رجال منطقة تقع أعلى سفح الجبل، وبالتحديد في قرية مشهورة في «شعم»، إن هناك الكثير من النباتات تظهر على مدار العام، وبعض النباتات تظهر في أوقات معينة من السنة، كما أن البيئة المحيطة بهذه المنطقة بهيئتها الخضراء الطبيعية، توفر أنواعاً مختلفة من الأعشاب التي اعتمد عليها الإنسان كغذاء، وأيضا للتداوي واليوم هناك ما يثبت فائدة الأعشاب المحلية للتداوي، عبر توفيرها في عبوات تحمل أسماءها داخل المتاحف، ومن تلك النباتات نبات «القبقاب» فهو شوكي غليظ وهو أخضر غض، يتم تقطيعه ثم يغسل ويدق ويعمل منه «لبخة» لمرضى آلام الروماتيزم. كما تنبت أشجار نبات «صخيبر القزم» ويستخرج منها اللب الأبيض، حيث يغسل ويغلى في الماء ويستخدم لأمراض الشتاء، وبالنسبة لنبات «الظفر» فقد كان أفضل علاج للشد العضلي والأعصاب التي توجد حول العضلات، حيث يستفاد من ورقه «المدقوق» مع الملح، ثم يدهن به موضع الألم لمدة ثلاثة أيام فترتاح العضلة والعصب. نبات «العنزروت» ويضيف الظهوري: يجب أن نهتم بكل أنواع النباتات ونحاول زراعتها لأنها من ضمن البيئة، وهي مفيدة بيئيا لأنها تنبت دون حاجة للماء ولذلك تعد موفرة، كما أنها أيضا تنبت في بيئتها الطبيعية دون تسميد ولا تسكنها الحشرات، ومن أشهر هذه النباتات نبات «العنزروت»، وهو مشهور عندنا بأنه أقوى وسيلة طبيعية لتجبير الكسور، حيث كان يذاب على النار الهادئة ويرفق مع الدعامة الخشبية التي توضع حول الكسر، بعد إعادة المجبر للعضو المكسور إلى موضعه الطبيعي، كما استخدم لعلاج الرضوض القوية في حال وقوع الإنسان وتعرضه لكدمات. والآن في الشتاء تظهر عشبة تشبه المرامية، ويمكن لأي راغب في شرائها أن يجدها اليوم عند الباعة في المناطق الجبلية مثل سوق الجمعة، وتوضع وريقاتها الصغيرة الغبراء وتصنع مثل الشاي، حيث تغلى ويتم تناولها لتعطي شعورا بالدفء وتقاوم أعراض البرد والرشح، كما توضع في اللبن الحليب أو اللبن الرائب والزبادي، لأن رائحتها رائعة في حال مزجها مع اللبن كما أنها تساعد في منع الغازات، ونحن نجمعها في موسم ظهورها ويتم تجفيفها تحت الشمس، ثم تحفظ والكمية التي ستشرب مقدار ملعقة طعام لكل كأس من الماء، بعد أن تغسل من الغبار في مصفاة قبل الغلي. مزرعتي الصغيرة ويشير الظهوري، قائلاً إن ارتفاع درجات الحرارة في العالم ساهم في القضاء على الكثير من النباتات المفيدة للبيئة، وربما ينقرض البعض منها ذات يوم نتيجة تبخر الماء بسبب تزايد ارتفاع دراجات الحرارة وشح الأمطار، ولهذا علينا أن نحاول إنجاح زراعتها، لذا صنعت لنفسي مزرعة صغيرة أجرب فيها، وهي تفيد الطلاب والطالبات الذين يأتون لزيارة القرية التراثية التي أفتحها لهم خلال العام الدراسي، فيقومون بزيارتها ضمن النشاطات الخارجية، وهناك نباتات تستخدم للدفء في الشتاء والحماية من أمراض الجهاز التنفسي والحمى، وهي مفيدة أيضا للأمعاء وتعرف محليا بـ»اليعدة»، وينبت في الجبال الحرمل الذي يستخدم عن طريق التبخر به بعد الحرق على الجمر، ما يساهم في إطفاء الحكاك عند من يصابون بالجديري المائي والحصبة، كما يحرق الحرمل كبخور لطرد الرطوبة من المنزل مثله مثل اللبان العماني. فوائد نبات اليعدة يقول سعيد الظهوري: نبات اليعدة مفيد للرعي وفي حال تغذت عليه المواشي والأغنام سوف نجد مذاق اللبن لذيذا وله رائحة طيبة، وهو بالضبط يشبه النبات المعروف بـ «العرفج»، والذي ينبت في الصحراء وتتغذى عليه الإبل، ومن النباتات التي كاد يُقضى عليها بسبب الرعي الجائر نبات «الفوطن»، وهو رائع الرائحة، ويستخدم لعلاج آلام الأمعاء والحكة والزكام، وهو يشبه فوائد الزعتر الجبلي ويوجد في الأسواق بكثرة، ويتم استيراده من دول عدة، لأن الأهالي لا يستغنون عنه خاصة في الشتاء في مثل هذا الوقت من السنة. والآن تجد كل أشجار السدر قد أظهرت ثمارها، وهي تنمو في كل مكان، ولا تحتاج لأي جهد، وإذا لم يتم سقيها ستجدها خضراء مثمرة في مواسمها لمجرد سقوط المطر ولو لمرة واحدة في السنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©