الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عندما يجرب الكاتب ذاته مرات عديدة!

عندما يجرب الكاتب ذاته مرات عديدة!
22 فبراير 2019 02:30

نوف الموسى (دبي)

هل نهتم نحن القراء بتجربة الكاتبة لولوة المنصوري، التي تهوى تحويل كل شيء إلى قصيدة، ونسعى لخلق المعنى من إدراكات الكاتب عبدالله البصيص، عبر قراءاته المتعددة، وتمدده من الشعر نحو الرواية؟ وماذا يمكن أن نجزم حول ما استطاع الكاتب عبدالله ناصر، أن يفسره حول تلذذ الكاتب بتعذيب نفسه في القصة القصيرة؟
نطرح هذه التساؤلات مع الكاتب محمد المرزوقي، الذي أدار جلسة حوارية تحت عنوان «في السرد ومعناه»، مساء أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم بدبي، حيث رسم ملامح عامة لمحاور التناول المعرفية لتجارب الكتّاب المشاركين، ورغم الثراء، إلا أنها جاءت دونما استفزاز فعلي، لما يمكن أن تفرزه الأسئلة من استحضار كليّ للتجربة، فما زلنا كمتلقين نبحث عن توريط كتّاب الأدب، في «تجاربهم الأولية» نحو هاوية المواجهة لما يودون إيصاله لنا، لا يهم في الكثير من الأحيان رؤيتهم للجوائز أو النقد الأدبي أو حتى أسباب غياب الرواد، بقدر ما يعنينا اكتشاف الجوهر (المكون) لحراكهم اليومي، اللحظي، الفلسفي، الوجودي، ومالذي يدعوهم للكتابة؟
وتتحدث لولوة المنصوري، مثلما تكتب تماماً، اعترفت بأن معاناتها الدائمة مع «الفكرة»، ورغم الاستشفاف الشعري لما أسمته بتأويل السيميائية، إلا أنها تكاد تجزم بأن كل شيء خلق على الأرض، يوازيه حضور شعري غامض، ويمكن تصور ما أبداه عبدالله البصيص، عن تعريفه للشعر بأنه يمثل مكونين هما القصيدة والنثر، قائلاً: «لازلت أكتب الشعر، ولكني أُخذت بالرواية، لأنها ذات تأثير داخلي يتجاوز الفرد نحو المجتمع»، ومنه أكد عبدالله ناصر، بأنه «نعم تبقى الرواية الخيار الأول»، معتقداً أنه لطالما كانت القصة في المقعد الخلفي، إلا أنها الأداة الأكثر التماساً لما يود هو التعبير فيه عن نفسه.
في اللحظة التي أوضح فيها عبدالله ناصر الهاجس لما يمكن أن يكون القادم، ذكر مسألة الوقوع في التكرار، وتحدي المنطقة الآمنة بالنسبة للكاتب، بالمقابل اعتبر عبدالله البصيص أن العامل النفسي هو المعضلة الأدهى في العمل الروائي الجديد، بينما ذهبت الإجابة الفعلية للولوة المنصورة إلى متاهة أن يسقط الكاتب بعد تجاربه الأولية نحو غياهب الغياب المربك، فالأخير شكل ظاهرة في الحراك الثقافي المحلي، متسائلة لولوة: «ما هو مدى إمكانية استمراريتي؟!»، وأنه بإعادة نشر وتجميع الإنتاجات، سنصيغ مجدداً الأسئلة حول «النص الواحد»، موضحة أنه يتم الاستعداد لنشر مجموعة بعنوان «كلنا سدرة، كلنا نشيد الموجة»، لتوثيق كتاب القصة في الألفية الجديدة، على طريقة مجموعة «كلنا، كلنا، كلنا.. نحب البحر» القصصية، التي أصدرها «اتحاد كتّاب» عام 1986، احتفاءً بولادة القصة في الإمارات.
«بطبيعة الحال سيفقد صوته الداخلي».. هنا تأملت لولوة المنصوري مصير صُناع النصوص للجوائز، أردف عبدالله البصيص: «لكنه لا يمكن التغاضي عن مكانة الرواية بعد «البوكر» وقبلها»، ليختتمها عبدالله ناصر بقوله: «إنه اختصار للطريق، محملاً برغبة الكاتب الضمنية للاعتراف والمواصلة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©