الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شيخة الجابري تكتب: مكانٌ في الذاكرة والروح

شيخة الجابري تكتب: مكانٌ في الذاكرة والروح
24 فبراير 2020 01:20

أذكر جيداً أولى خطواتي اليافعة نحو مكتب الاتحاد في العين، وتلك الدرجات من السلم الرخامي الأبيض الذي ثُلم أطراف بعضها، بينما تحرك بعضها الآخر من مكانه ربما للعوامل الزمنية، كانت العمارة تقبع في وسط مدينة العين حيث يقع أقدم جسر آنذاك، والذي حلّ مكان دوار السّلامي هكذا كان أهل العين يسمونه نسبةً لمحلات السلامي التي تقع قبل الدوار من الجهة اليُسرى من الشارع، بينما يقع المكتب فوق محلات أفغان العامة ذات الصيت والشهرة الواسعة في وقتها فقد كان أفغان وكيلاً للعديد من ماركات الساعات مثل رادو وسيكو وغيرهما.
حين دلفنا من باب المكتب استقبلني مديره آنذاك وأنا بصحبة مديرة مدرستي في الثانوية العامة التي أصبحت فيما بعد أستاذة جامعية هي الدكتورة فاطمة الأنصاري، الأخ العزيز سيف جاسم وكان رجلا يتمتع بصفات النّبل في حديثه وطريقة استقباله لضيوفه بترحاب جميل، وابتسامة لا تبرح خيالي حتى اليوم، دعانا إلى مكتبه حيث طاولة طويلة ذات خشب بنّي تعلوها أعداد من جريدة الاتحاد، طلب لنا شراباً ساخناً وخيّرنا يومها بين» شاي أحمر حار، وشاي أحمر بارد، وحليب كرك حار، وحليب كرك بارد، وأعشاب حارة، وأعشاب باردة» وكان ذلك من باب اللطافة والطرفة حيث لا تتوافر عصائر إن كنّا نرغب في شيء من العصير الطازج.
ونحنُ نتجاذب أطراف الحديث حول العمل في الصحافة وما أملكُ من موهبة الكتابة ورغبتي في مراسلة الاتحاد وكنتُ قد أنهيتُ الثانوية العامة، تعرفنا على الزملاء الموجودين في المكتب أذكر منهم» حمدي نصر، أحمد الخشن، فاطمة المطوع، وإبراهيم بن طاهر الذي كان طالباً جامعياً متدرباً في الصحيفة».
مضت الأيام بعد ذاك اللقاء ونُشرَ لي أول موضوع في «صفحة رأي الناس» وكانت صفحة لمساهمات القراء وقتها، وكان حول الازدحام على شراء الدجاج المحلي في العين، ساعدني في التقاط صور المشهد المصور الزميل ربحي سعد، وكان هناك مصور آخر هو محمد منصور، ولم يمضِ وقتٌ طويل ٌ على نشر الموضوع إلاَ وقد تم استدعائي لأعود للمكتب وسلّمه الرخامي، حيث تم تعييني محررة متعاونة مع الجريدة، كان ذلك في الثمانينيات من عمر الزمن، تشرفتُ خلالها بالعمل مع الأساتذة « خالد محمد أحمد، محمد يوسف، علي أبوالريش، وناصر الظاهري».
الداعي إلى هذه الإطلالة التاريخية ما بين احتضان الاتحاد للموهوبين من الشباب في ذاك الوقت، وتلك الصفحات والإخراج الذي طالهُ عديد من عمليات التحديث والتطوير إلى اليوم الذي تظهر فيه الاتحاد بحلتها الجديدة، حاضرة ومستعدة ومتجددة وذاهبة نحو صناعة الفرق في العمل الصحفي، هنا أقف بين زمنين وأعود للاتحاد بفضل من الله تعالى لأقول مع زملائي» حاضرين» ولعيون الوطن على أهبة الحب والوفاء نحن وأقلامنا سمعاً وطاعة في حب الإمارات، وبوركت الإطلالة الفاتنة لصحيفة الوطن الأولى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©