السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أصغر وزيرة مصرية لـ«الاتحاد»: المرأة تستحق مقاعد أكثر في الحكومات العربية

22 ديسمبر 2015 16:24

ترى الدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي المصرية أن المرأة والشباب والفئات الأقل حظاً في المناطق المهمشة، أكثر الشرائح المجتمعية التي تفكر فيها جيداً، عند الحصول على أية قروض أو منح أو مساعدات اقتصادية لمصر، وذلك منذ توليها منصبها الوزاري في سبتمبر الماضي.

وتعتبر نصر أصغر الوزراء سناً في الحكومات كافة التي حكمت مصر، وهى من بين ثلاث وزيرات في حكومة شريف اسماعيل رئيس الوزراء الحالي، ولم تكن تحلم بأن يأتي اليوم الذي تتقلد فيه منصباً وزاريا كما قالت في حوارها مع «الاتحاد»، فقد ركزت جل اهتمامها على عملها مع البنك الدولي، أكبر مؤسسة تمويل دولية، حيث شغلت منصباً رفيعاً، كبيرة خبراء اقتصاديات التمويل، والمدير الإقليمي لبرامج الشرق الأوسط. وقع عليها الاختيار من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لتكون من أعضاء المجلس الاستشاري للتنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية، والذي يقدم المساندة والمشورة للحكومة ، وذلك في مارس الماضي، قبل ستة أشهر من تلقيها اتصال رئيس الوزراء المكلف وقتها شريف اسماعيل، لشغل منصب وزيرة التعاون الدولي. تقول :« لم أحلم يوماً بأن أتبوأ منصب وزيرة على الإطلاق، فقد كان همي منذ تخرجي وحصولي على الدكتوراة، وطيلة عملي في البنك الدولي، خدمة بلدي والناس من حولي، ولهذا السبب ركزت اهتمامي على الاهتمام بالمشاريع التي تركز على تمكين المرأة والشباب، وكل ما يتصل بقضايا التنمية عموماً، كما كنت ولا زلت، قريبة للغاية من الفئات الأقل حظاً في المواقع والمناطق المهمشة». وخلال فترة عملها في المجلس الاستشاري، كلفت الدكتورة سحر نصر بملف يقع في صلب القضايا التي اهتمت بها أثناء عملها في البنك الدولي، والمتعلقة بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية في الصغر. تقول د. سحر، إن كل القروض والمنح والمساعدات التي نجحت في الحصول عليها لمساندة الاقتصاد المصري سواء من حكومات أو هيئات تمويل دولية وإقليمية وتصل إلى 8 مليارات دولار خلال ثلاثة أشهر، تنصب على مشاريع تنموية، تساهم في خلق فرص عمل للشباب، وتحسين معيشة المصريين، خصوصا المرأة والفئات الأقل حظاً. وخلال الأسبوع الماضي، وقعت وزيرة التعاون الدولي اتفاقيتي قرض مع البنك الإفريقي للتنمية والبنك الدولي بإجمالي يصل إلى 4,5 مليار دولار، وقالت الوزيرة لـ« الاتحاد» : « جزء كبير من هذه القروض يذهب إلى المشاريع التي توفر فرص عمل، والمناطق الصناعية، ومشاريع البنية التحتية من طرق ومواصلات وشبكات صرف صحي». وتضيف أن المرأة أكثر حاجة من الرجل للمشاريع التي تساهم في تحسين نمط المعيشة، فهى التي تحس أكثر من غيرها بمشاكل الصحة والتعليم والخدمات الصحية، كونها هى الأقرب لهذه القطاعات من الرجل، حيث ترعى أولادها تعليماً وصحياً أثناء انشغال الأب في عمله، كما أنها بحاجة ماسة إلى وسيلة مواصلات عامة مريحة، عند ذهابها للعمل وعودتها إلى البيت. وانطلاقاً من ايمانها بدور المرأة في المجتمع، قالت وزيرة التعاون الدولي خلال لقاء جمعها الأربعاء الماضي بالبرلمانيات المصريات، قبل أيام من انعقاد مجلس النواب الجديد:« إن على المرأة دورا مهما في مجلس النواب، حيث تشارك في سن التشريعات والقوانين التي تهم الأسرة بالمقام الأول، مثل قضايا الدعم وتحقيق العدالة الاجتماعية، فالمرأة هى الأكثر دراية باحتياجات الأسرة والمجتمع». وتمتلك الدكتورة سحر نصر العديد من الأبحاث والدراسات التي تركز على تمكين المرأة والشباب، ناقشت من خلالها قضايا مثل التمييز بين الأناث والذكور عند تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر. وترى أن المرأة العربية لم تحصل بعد على كل ما تستحقه، وكما تقول :« أحس أن المرأة لا تزال تستحق أكثر، ويمكن أن تقوم بدور أكبر في حال أعطيت لها الفرصة، بالرغم من أنها تشغل مواقع قيادية سواء في الحكومات أو في القطاع الخاص». وتضيف رداً على سؤال ما إذا كان أداء الحكومات العربية سيتغير كثيراً في حال وجود عدد أكبر من الوزيرات:« بالتأكيد، فالمرأة العربية تستحق الكثير، وأثبتت جدارتها في كافة المواقع التي تشغلها، ومن حق النساء أن يكن لهن حصة أكبر في المناصب الوزارية طالما أثبتن كفاءة». وتستطرد: « بالرغم أنني لم أحلم بمنصب وزيرة إلا أنني شخصية مثابرة وأعشق العمل دوما، ولدي ايمان بأن الحلم لن يتحقق سوى بمزيد من العمل، وليس لدي شيء اسمه « صعب»، لانك بالعمل والمزيد من العمل تستطيع أن تنجز وتصل إلى الهدف، وهذا هو ما أضعه أمام عيني في كافة المواقع التي عملت فيها، وخلال عملي الوزاري حالياً». وحصلت الدكتورة سحر نصر على جائزة السيدة الأكبر تأثيراً في القطاعات الاقتصادية والمصرفية للعام 2015، من قبل اتحاد المصارف العربية خلال مؤتمره السنوي في بيروت في نوفمبر الماضي. ولا تنسى وزيرة التعاون الدولي دورها كزوجة وأم، فهي تكرس يوم الجمعة كما تقول من أجل بيتها، حيث تلتقي أولادها وتزور والدها.. وتضيف :« يوم الجمعة أكرسه للأولاد وزيارة الوالد، حيث طيلة أيام الأسبوع منهمكة في العمل الذي يمتد في غالب الأحوال إلى ساعات متأخرة من الليل». وهو الوقت الذي طلبت فيه وزيرة التعاون الدولي، انهاء هذا الحوار الذي جرى قبل ساعة ونصف الساعة من منتصف ليلة الجمعة الماضية، حيث كان يوم الخميس أكثر الأيام سعادة لدى الوزيرة، حيث تلقت تهاني موظفيها على توقيع اتفاقيتي تعاون مهمتين طال انتظارهما مع كل من البنك الدولي والصندوق الأفريقي للتنمية.  

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©