وصل فريق النصر إلى النقطة التي انتهى عندها بدوري المحترفين لكرة القدم في الموسم الماضي، باحتلال المركز الثالث في جدول الترتيب، ليبدأ البحث عما هو أفضل من الإنجاز الذي حققه، كأفضل مركز للفريق خلال السنوات العشر الأخيرة، وليؤكد أن ما يعيشه الآن ليس مجرد طفرة “مؤقتة”، أو فوز جاء عن طريق “الصدفة”، وذلك بعد أن حقق الفوز الرابع له على التوالي، في سباق الدوري، بتخطي بني ياس 2 - 1 أمس الأول في إحدى المباريات الخططية الصعبة.
أثبت “العميد” حدوث تغيير كبير في كل شيء داخل النادي إدارياً وفنياً ومعنوياً، وترجم لاعبوه حالة الاستقرار والانتعاش التي يعيشها النادي بكل قطاعاته، لتنقلب الصورة تماماً عما كانت عليه في بداية الموسم، ولا يمكن لأحد أن يصدق أن هذا الفريق الذي حقق الفوز على دبي في العوير، ثم على الأهلي والشارقة وبني ياس على التوالي، وحصل على 12 نقطة متتالية، هو نفسه الذي حصل على نقطة واحدة في 3 مباريات سابقة في الدوري بالخسارة أمام العين والوحدة والتعادل مع عجمان.
وبغض النظر عن الفوز من عدمه اختلفت طريقة أداء اللاعبين للمباريات، بعد أن عادت إليهم الروح التي كانت غائبة، وشعر اللاعبون بالمسؤولية، وقيمة القميص الذي يرتدونه، بعد أن كانت اللامبالاة شعارهم، وتسببت هذه الروح، وهذا الانضباط “التكتيكي” في تقديم كل لاعب لما هو أفضل من مستواه المعروف، وتفوق أكثر من لاعب على نفسه، فانتهت مشاكل الدفاع التي كانت موجودة وحاضرة بقوة، في مباريات سابقة، وأصبح الحارس عبد الله موسى يملك الثقة التي تمكنه من بث الاطمئنان إلى لاعبيه والجهاز الفني والجماهير، ووصل اللاعبون المواطنون والأجانب إلى قمة الأداء الفني والبدني والنفسي.
وبعد فترة من التخبط والتجريب، وعدم ثبات التشكيلة، وصل الفريق إلى المرحلة التي أصبح معها الجميع من جماهير وإعلام يعرفون التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها الإيطالي والتر زنجا مدرب الفريق، التي خاض بها 3 مباريات متتالية أمام الأهلي والشارقة وبني ياس، دون تغيير واحد مع بداية كل لقاء، وهو الأمر الذي زاد من التجانس بين خطوط الفريق الثلاثة، وجعل من الصعب اختراق دفاعات الفريق، أو السيطرة على وسط ملعبه أو إيقاف مهاجميه أمام المرمى.
ورغم أن فريق بني ياس قدم مباراة جيدة، أثبت فيها قدرته على العودة مجدداً، لما كان عليه في الموسم الماضي، إلا أن “العميد” عرف كيف يحقق الفوز، وكيف يتفوق على منافس قوي وعنيد، حيث امتلك “السماوي” زمام الأمور في أوقات كثيرة من المباراة، لكنه لم يتمكن من تحقيق هدفه بخطف الفوز أو تحقيق التعادل، وذلك مع تميز الأداء في فترات كثيرة ونجاح المدرب الأرجنتيني كالديرون في عمل تبديلات جيدة، دعمت القوة الهجومية التي لم تكن كافية لضرب دفاع النصر، الذي لعب على طريقة “الكتانيتشو” الإيطالية، مع الاعتماد على الهجمات المرتدة لخطف النقاط الثلاث.
العمل الجماعي
وأرجع مروان بن غليطة رئيس مجلس إدارة نادي النصر الطفرة التي حدثت على كل المستويات، وتقدم مستوى الفريق بصورة ملحوظة، إلى روح العمل الجماعي التي يعمل بها الجميع داخل النادي حالياً، وقال: النصر ناد كبير ذاخر بالكفاءات الكبيرة في كل المجالات ورئيس مجلس الإدارة هو مجرد فرد في منظومة العمل الجماعي.
وأضاف: قدم فريقنا مباراة جيدة واستحق الفوز، لكننا نرى أن المشوار ما زال طويلاً في بطولة الدوري، كما أن الفريق أمامه بطولة الكأس، ودوري أبطال آسيا هذا الموسم، ولذلك لابد من التعامل مع الموقف بهدوء، وبنظام خطوة بخطوة، حتى نتمكن من تحقيق آمال الجماهير الكبيرة التي بدأت تعود لمؤازرة الفريق، وأصبح لها الدور البارز في استعادة “العميد” لقيمته الكبيرة من خلال الروح العالية التي ظهرت على الجميع.
وقال ابن غليطة: نحن نعمل من أجل الوصول بالنصر إلى المكانة التي يستحقها، ونكمل العمل الذي بدأه المجلس السابق، ونحن نعلم أن المسؤولية كبيرة، ونتمنى أن نوفق فيها، وأن نقدم ما يليق باسم النادي الكبير لإعادته لسابق عهده بطلاً متوجاً، وذلك لن يتحقق إلا من خلال تكاتف كل من ينتمي إلى النصر، الذين ننتظر التفافهم حول الفريق في المرحلة المقبلة للاستفادة من جهود وأفكار الجميع.
وأكد رئيس مجلس إدارة النصر أن الفريق ما زال في بداية المشوار، وأن العمل لابد أن يستمر من أجل تحقيق الأفضل، لأن ما تحقق إلى الآن هو مجرد التواجد على الطريق الصحيح بحثاً عن المكانة اللائقة باسم “العميد” الكبير وإنجازاته السابقة، وما يرضي جماهيره الكبيرة في كل مكان.
وعبر سالم خميس قائد فريق النصر عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه على بني ياس، وقال: لعبنا مباراة جيدة وحصلنا على ثلاث نقاط مهمة على حساب منافس قوي، ونتمنى فقط الاستمرار على هذه الروح وهذا المستوى في المباريات المقبلة لتحقيق مركز أفضل.
وأضاف: الفوز على بني ياس يمنحنا الثقة في القدرة على المنافسة في سباق القمة، وقد قدم “السماوي” مباراة جيدة، لكننا كنا أكثر إيجابية وقدرة على تسجيل الأهداف، لذلك حققنا الفوز المطلوب، الذي يضع الفريق في مكانه اللائق، تمهيداً لما هو أفضل في المرحلة المقبلة رغم صعوبة كل المباريات.
عدد اليوم
