الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بندر بن سلطان: محمد بن زايد أنقذ تميم

بندر بن سلطان: محمد بن زايد أنقذ تميم
21 فبراير 2019 00:30

أبوظبي (الاتحاد)

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» موقفاً كان شاهداً عليه، سرده الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات السعودية وأمين عام مجلس أمنها الوطني وسفيرها الأسبق في واشنطن في مقابلة مع «الاندبندنت العربية» أوضح فيها أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أنقذ تميم بن حمد أمير قطر من مواجهة عاصفة مع العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال القمة الخليجية التي دعا إليها الملك عبد الله في الرياض نوفمبر 2014.
وعنونت (الإندبندنت العربية) مقالها بـ«محمد بن زايد أنقذ أمير قطر من مواجهة عاصفة في قمة الرياض»، ونقلت عن الأمير بندر بن سلطان القول «الشيخ محمد بن زايد أنقذ الشيخ تميم بن حمد من مواجهة عاصفة مع الملك عبدالله وقال له: لا تخسر السعودية إذا كان لديك ملاحظات على الاتفاق قلها له الآن، وإذا لم يكن لديك أي ملاحظات وافق ولا تعترض عليه».
وفي هذا الإطار كشف الأمير بندر بن سلطان في مقابلته مع «الاندبندنت العربية»: «بعد أشهر من وصول تميم للحكم، ودعم قطر المتصاعد لجماعة الإخوان ودورها في أحداث الربيع العربي، واضطرار السعودية والإمارات والبحرين لسحب سفرائها من الدوحة اعتراضاً على سياسات الدوحة، عقدت القمة الخليجية التي دعا إليها الملك عبد الله في الرياض في عام 2014»، موضحاً عما دار خلف الكواليس بالقول: «قال تميم للقادة لا تحاسبونني على ما حدث قبلي.
والقصة هي أن الملك عبدالله تحدث في القمة وقال له يا ابني نود معرفة سياساتك وهل هي مشابهة للسياسات القديمة وسياسات والدك، وأنت هنا بين آباء وإخوة، تحدث بما تريد، نحن أعددنا اللجنة الوزارية وقاموا بتحضير اتفاق من عدة نقاط والجميع وافق عليها، هل قرأتها؟ قال تميم نعم، قال الملك عبد الله هل أنت موافق عليها؟ رد أمير قطر بالإيجاب ورد عليه الملك عبدالله: الله يبشرك بالخير. وفجأة قال تميم بس طال عمرك، فقال الملك عبدالله عندها: فيها بس!». وأضاف الأمير بندر «شعر الوفد الإماراتي، وتحديداً ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أن الاجتماع قد يخرج عن مساره بسبب تراجع تميم» وأضاف «كان الوفد الإماراتي برئاسة الشيخ محمد بن راشد، ويرافقه الشيخ محمد بن زايد. وقام الشيخ محمد بن زايد إلى الشيخ تميم وهمس في أذنه ثم عاد إلى كرسيه، ثم قال تميم بودي أن أقول شيئاً: أنا معكم، لا تحاسبوني بما حصل قبلي، حاسبوني على كل شيء من وقت استلامي للحكم وما بعد ذلك، وبحول الله لن أشذ عن رأي الإخوان والجماعة. وحين خرجنا من القمة، طلب مني الملك أن أسأل الشيخ محمد بن زايد عن ما حدث والهمس، وسألته: أبو خالد ماذا هناك؟ قال: قلت له اسمع كلامي يا تميم، لا تمزح مع عبدالله ولا تخسر السعودية إذا كان لديك ملاحظات على الاتفاق قلها له الآن، وإذا لم يكن لديك أي ملاحظات وافق ولا تعترض عليه».
وأوضح الأمير بندر، أن قطر منذ عقود تريد لعب دور سياسي كبير، وأنه عندما كانت هناك فترة فتور في العلاقات بين السعودية ومصر في فترة الملك فيصل وجمال عبد الناصر، ظن القطريون أن بإمكانهم لعب دور الوساطة، وهذا غريب طبعاً. وأضاف «حمد بن خليفة وقتها ذهب إلى مصر وتلقى دورة لا أعرف ماهي، وبدأ يلتقي بمصريين من الإخوان متنكرين كمثقفين، وكان حمد بن جاسم صديقاً لهذه المجموعة. وهذه قصة جانبية أيضاً، ولكن قد تكون هذه شرارة تأثر القطريين بالإخوان».
وعاد الأمير بندر للحديث عن الشيخ حمد بن خليفة والشيخ حمد بن جاسم، ويقول: «ومن القصص على بداية العلاقة بين حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، أن حمد بن خليفة طلب ميزانية إضافية لوزارة الدفاع، واستغرب والده الطلب، لسبب أو لآخر. حمد بن جاسم أقنع حمد بن خليفة وقال له: «أنت طلبت الميزانية والأمير لم يوافق، وبدأ حمد بن خليفة يقول هذا صحيح والوالد مشغول عنا، فقال له حمد بن جاسم، أن يقترح على والده خليفة بن حمد أن يستريح ويأخذ منزلاً في سويسرا أو جنوب فرنسا، وإذا وافق، نقول له ولي العهد يصبح رئيس وزراء أو وزير دفاع، وأنا وزير مالية، وحين تأمرني أدفع ولست بحاجة للذهاب لأمير البلاد. الأب رفض الفكرة، فكرروها عليه، وقال أنا موافق على الاقتراح وعلى مجلس الوزراء وعلى كل شيء إلا على المالية والبترول. وهنا بدأ التحضير لإزاحة الوالد. فإما أن يتحكم حمد بن خليفة بالبترول والمالية حتى ينفذ كل الأفكار الجديدة التي بدأت تطرأ عليه أو لا شيء». ويقول الأمير بندر إن هذه من خفايا الإزاحة للأمير الراحل خليفة بن حمد».
وأكد الأمير بندر بن سلطان أن حسابات قطر خاطئة موضحاً «القطريون يعتقدون أن ثلاثة أشياء تجعل من قطر صاحبة شأن عظيم، الأول والأهم التواجد العسكري الأميركي فيها، الثاني الدعم واستخدام المصالح المتبادلة مع التنظيمات الإخوانية في العالم. والثالث، الإعلام».
وأضاف «الجميع يعرف قصة إغلاق رخصة بث الـ «بي بي سي» عربي حين أغلقت وكان ترخيص تشغيلها لشركة سعودية، اشتراها بعد ذلك حمد بن خليفة، وصار فيها بعد شراء قطر لها كل من هب ودب من اليسار المتطرف إلى اليمين المتطرف... ولو لاحظت لم أقل إن البترول والغاز من أهم الركائز في سياسات قطر، لأن البترول والغاز ليسا حكراً على أحد، ولا يمكن التلاعب بهما في العالم مع تغير المعادلات السياسية»، وشدد على أن تضخم الوهم لدى الدوحة أن القاعدة الأميركية هي لحماية قطر، ولا يعرفون أنها لحماية مصالح واشنطن والتحرك من أجلها.
وتوقع الأمير بندر أن تكتوي قطر بدعم الجماعات الدينية مثل الإخوان وغيرها، في أي لحظة، ويرى «أن حمد بن خليفة وحمد بن جاسم من يتوليان إدارة الشأن العام والسياسي في قطر، وكأنهما يقولان نفعل ما نفعل، وتميم في الواجهة»، وقال «من الخطأ إعادة الأمور إلى ما كانت عليه مع قطر إذا لم تلتزم بما اتفق معها عليه، ويذكرها بأن القاعدة الأميركية «ويلس» في ليبيا لم تمنع الثورة ولم تحم الملك من الانقلاب»، ويقول «ما يحاولون التلويح به من ضمانات أميركية لهم بوجود القاعدة أو وجود تركيا هو وهم»، ويضيف: «أزمة قطر قبل كل شيء هي أزمتها مع نفسها.. قطر أزمتها انفصام في الشخصية، وندعو لها بالهداية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©